الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ختان المرأة بالمركب الثقافي بمناسبة عيد المرأة

محمد بوزكَو

2008 / 3 / 21
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قبل ساعة من الآن كنت مسرورا وأنا ذاهب لمشاهدة مسرحية " tawwart imedran" لفرقة ثيفاوين من الحسيمة ومن تنظيم سيكوديل.. والآن أنا حزين ومتعب جدا... لأني اضطررت لمغادرة القاعة كي لا أشارك في مهزلة حقيقية...
الساعة الآن الرابعة مساء يوم ثامن مارس. قبل ساعة، موعد ابتداء عرض المسرحية أعلاه، دخلت قاعة العرض السفلية فاذا بأحد الشبان واحدى الشابات ينبهونني باحترام حاد الى أنهم مازالوا لم يستكملوا الترتيبات اللازمة للعرض وعلي الانتظارخارج القاعة بالرغم من أن هاته الأخيرة ممتلأة الى النصف... استغربت بداخلي فخرجت لأنتظر خارجا مع الريح التي تصوضُ من كل حدب حاملة معها كميات غير قليلة من الغبار الناعم لتضعه "فون دو تان" على خداي... بعد نصف ساعة سيحضر صديقي سعيد لندخل سويا... في الباب استقبلتنا فتيات بشوشات مختصات في التحويل "تيليكوموند" ليحولونا بتحايل يخفي صرامة يابسة الى غرفة فوقية باعتبارنا ذكورا فيما يحولن الاناث، بنفس التحايل، نحو القاعة السفلى... كأنهن بذلك يقنعن أنفسهمن أنهن لا يمارسن التفرقة بين الجنسين وبالتالي يتخلصن مسبقا من شعور بالذنب قد يأتيهن لاحقا... مختارات بذلك لعيدهن شعار عملي "النساء في الأسفل والرجال في الأعلى" وذلك في أفق توسيع الهوة بين الجنسين... ياللعجب.. !!
نزولا عند رغبة صديقي تسلقنا الدروج... أطللت عن الحاضرات في الدرك الأسفل... فتراءى لي خليط من نساء محجبات وأخريات عاديات كي لا أقول سافرات ...فزدت استغرابا... جلسنا، وفي برهة من الزمن ازدحمت الأفكار في جمجمتي... تناسلت أسئلة... تفرخت علامات استفهام... أأكون ولجت هذا الفضاء عن خطأ؟ أم أن هذا العرض تحت اشراف جمعية تحارب الاختلاط... ؟!! أم تراني دخلت مسجدا للصلاة عوض قاعة مسرح... ؟!! سرح ذهني أيما مسرح... لأستجمع قواي وأقف على رجلاي ثم أنصرف استنكارا مني لهذا التصرف البعيد عن الانسانية والحداثة.. ورفضا مني لكل شكل من أشكال احتقار المرأة.. خاصة في يوم عيدها...
وعدت خائبا... كئيبا... من حيث أتيت... لا المسرحية شُفتها.. ولا سروري بقي لي...
أينك يا ديهيا... أينك حتى ترين خلفك يمرغون حفيداتك في وحل التخلف والنفاق.. يجعلون بينهن وبين أحفادك الذكور برزخا لا يبغيان... ومتى.. يوم عيد المرأة... يا لسخرية الأقدار...
أين الفكر الحداثي...؟ أين المساواة...؟ هل هذه هي شيم الانسان الأمازيغي... الانسان الحر، المتنور، المتفتح...؟ أم أننا أمام مفهوم جديد لمفاهيم قديمة...
نعم...
في الثامن من مارس... اليوم العالمي للمرأة وعلى ركح المركب الثقافي بالناظور...ختنوك... يا اختي... يا أمي... فتحول الاحتفال بعيد المرأة الى الاحتفال بختان المرأة حفاظا على عفتها... !! وحماية لها من الانحراف.. !!
مادام فضحنا الله ... كان من الممكن أن يُخصص عرض المسرحية للنساء فقط ... على الأقل لا عينا شافت ولا قلبا وجع... أما أن يبهدل الرجال في الفوق وتبهدل النساء في التحت بهذه الصيغة الاخراجية المتفتقة من الفكر المتخلف ... فان ذلك صلاة جنازة على نصف المجتمع يستوجب النحيب والعويل لا عيدا يبتغي الاحفتال...
ما هي الرسالة التي يريدون ايصاها لنا بهذا التصرف...؟
باختصار ووضوح فاضح، يريدون القول لنا ...
" المرأة عورة والرجل بعينين جاحضتين وشيء ما أمامه..
المرأة شهوة مفقودة والرجل باحث عنها في كل مكان حتى في المسرح...
المرأة لذة والرجل غاوي لذة...
المرأة شيء ما والرجل يحب اللهو بشيء ما..."
بقي أن يكتبوا لافتة يلتفت اليها الجمهور كل مرة ليقرؤوا فيها.. "الاختلاط بين الجنسين جنس موصوف..."
ولا حول ولا قوة الا بالله...
أتمنى أن يكون هذا التصرف، تصرفا اعتباطيا لا مبرمجا... أن يكون أولا وأخيرا لا دائما وأبدا... لان تقدمنا في تقدم نسائنا..
احترامي وتقديري للمرأة الأمازيغية ولكل نساء العالم... وعيدكن سعيد ودائم أبدا...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور دلندة الشلي أخصائية بأمراض النساء والتوليد والرضع


.. الدكتورة سميرة كربول أخصائية في أمراض النساء




.. إحالة طارق رمضان حفيد مؤسس تنظيم الإخوان للمحاكمة فى دعاوى ا


.. المغرب: مطالبات بقانون يضمن الحق باللجوء إلى الإجهاض الآمن!




.. المرأة الموريتانية تقف وراء التجمعات الدعائية للانتخابات الر