الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الحل في إعادة الهيبة لرسول الإسلام؟

أيمن رمزي نخلة

2008 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الفترة الماضية زادت حدة الإهانات الموجهة إلى رسول الإسلام، سواء من خلال الرسوم الدنمركية الكاريكاتورية وهذه أشهرها، أو من خلال إعادة تلك الرسوم في جرائد العديد من البلدان الأوروبية الأخرى. لقد سبقت هذه الرسوم بسنوات رواية آيات شيطانية التي صدرت في بريطانيا، وغيرها الكثير من البرامج والقنوات الفضائية الأوربية والأمريكية ـ الغير علمية ـ التي تتناول سيرة رسول الإسلام باستهزاء لا يليق بالبحث العلمي.

كانت صدمة عنيفة للعالم العربي والإسلامي منذ أكثر من سنتين حين نُشرت الرسوم الدنمركية أول مرة. قامت وقتها مظاهرات الاستنكار والعويل والتدمير وحملات المقاطعة للمنتجات الدنمركية وحرق السفارات الأجنبية وغيرها من أفعال الصبية التي لم تُعيد لرسول الإسلام كرامته، لكن زادت الطين بلة. الإهانة استمرت. ازدادت حدة الإهانة، بإعادة نشر نفس الرسوم المسيئة لشخصية رسول الإسلام. والرسوم نعم تستفز مشاعر ملايين المسلمين الذين يسمعون عن هذه الرسوم دون أن يروها، فما بالك لو رأوها؟
والحقيقة إن أي شخص عربي أو شرق أوسطي لا يدين بالإسلام لكنه يعيش في بيئة ووسط تكون فيها الشريعة الإسلامية هي القانون الحاكم والمهيمن على قانون التعامل بين المواطنين لابد أن يشعر بحجم الاستفزاز والضيق الذي يشعر به شريكه في الوطن المسلم عقيدةً.
لكن ما العمل من داخل مجتمعاتنا؟
إن العالم الخارج لا يسمع الحديث الذي نوجهه له، لأن لغته الثقافية والحرية الأدبية والمعايير الأخلاقية وثقافته الاجتماعية تجعل التواصل من خلال مقالات الكُتاب غير مجدية. فنحن بذلك كمن يؤذن في الصحراء الجرداء. مقالاتنا ومحاضراتنا ومؤتمراتنا كمن يتحدث إلى لا شيء. إن حديثنا إلى العالم الخارجي حديث من طرف واحد إلى نفسه مثل المريض عقلياً.

أرى أن الحل يكمن في تغيير السياسات العامة لطريقة التفكير الجماعية من خلال:ـ
• إتاحة الفرصة كاملة أمام كل إنسان وأي إنسان ليمارس إنسانيته بدون إرهاب. و أن يتعبد لإلهه عبادة حرة من غير رعب ولا فرض فروض عبادة عليه ولا تُفرض عليه شريعة دين الدولة الرسمي. فلا يصح والإنسانية تقدمت أن يكون هناك دين رسمي للدولة في ظل الحرية الإنسانية ونمو القدرات الفردية للبشرية التي تجعل كل فرد يختار العقيدة التي يؤمن بها دون السير كالقطيع وراء دين الدولة خوفاً أو رعباً أو رهبة من القوانين المهيمنة والمسيطرة على مجريات الأمور.
• مقاطعة منتجات العالم الخارجي لن تضر الدول الأجنبية المُنتجة في شيء، لكن نحن الذين نخسر أكثر منهم. لذا علينا بالإنتاج الصناعي والعمل الجاد بإخلاص وليس مجرد شعارات واهية.
• تقدم الأمة لن يأتي برفض الآخر أياً ما يكون هذا الأخر سواء مختلف معي في الرأي أو العقيدة أو الدين، لكن بالتوافق والقبول الحقيقي، وليس مجرد مجموعة من الشعارات الجوفاء التي تقال في المحافل الدولية وبعدها يتم عمل أفعال إرهابية تُهين الإنسان وتهدم حقوقه الإنسانية.

كفى غيبوبة. لنفق من غفلتنا. ليتنا نعرف، لكي نصحح، أن أفعال المسلمين المحلية والعالمية هي السبب الرئيسي لإهانة رسول الإسلام.

مع كل التحية والتهنئة بالاحتفال بذكرى ميلاد رسول الإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم