الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الجذري والإسلاميين

جمال هاشم

2008 / 3 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لليسار تجارب متعددة مع الأحزاب الدينية في مناطق متعددة من العالم ، ولعل تجربة لاهوت التحرير بأمريكا اللاتينية وتجربة الأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا أقنعت بعض يساريي العالم العربي ـ الإسلامي بإمكانية التنسيق مع بعض تيارات الإسلام السياسي التي تؤمن شكليا بالديمقراطية وترفع شعارات شعبوية تلامس وجدان عامة الناس ، كمناهضتها للطغيان ودعوتها لإقامة حكم عادل ... غير أن مالايدركه يساريو العالم الإسلامي هو أن الأحزاب الدينية المسيحية في أوروبا وأمريكا اللاتينية ، أحزاب تؤمن بالنظام العلماني وتتعايش صراحة مع غيرها من الأحزاب ، داخل دولة تعددية حسم الجميع في ثوابتها ولاتسعى إلى إقامة نظام شمولي باسم الدين ، عكس الأحزاب الدينية الإسلاموية التي ترفض فصل الدين عن الدولة وتسعى إلى جعل الشريعة قاعدة لكل التشريعات ، ولاتؤمن بالديمقراطية إلا كاتاكتيك مؤقت وآليات تسمح لها بالإنتشار التدريجي ومراوغة النظام والأحزاب الأخرى إلى غاية أن تصل إلى السلطة فتنقلب على النهج الديمقراطي باسم الدين وباسم ثنائية الحلال والحرام . ولعل كثيرا من يساري المغرب توهموا دوما أن بالإمكان التنسيق مع بعض الإسلامويين الملقبين بالديمقراطيين رغم خطورة المشروع الذي يحمله هؤلاء والذي يتناقض جذريا مع القيم التي يدافع عنها اليسار ، فمامعنى أن يسمح اليسار الجذري في المغرب لأعضاء العدل والإحسان بالعمل داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، رغم أن هذه المركزية التي أسسها الإتحاد الإشتراكي سنة 1978 كانت دوما تقدمية وحداثية وعلمانية ؟ إن العدل والإحسان تعلن صراحة أنها لاتعترف بالنظام الملكي ولابالمؤسسات الدستورية القائمة وأنها تسعى لإقامة دولة الخلافة بزعامة شيخ ديكتاتوري ، كما أن أيدي أعضاء هذه الجماعة السرية لازالت ملطخة بدماء طلبة يساريين كبنعيسى آيت الجيد ، المعطي بوملي... فكيف غابت عن جذريينا كل هذه المعطيات ؟ وهل يشفع فقدان يسارنا الجذري لجماهريته كي يبحث عن إمدادات بشرية من الإسلامويين لملء نقابة الكونفدرالية أو بعض التنظيمات الجماهيرية ، كاللجنة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين التي يلعب فيها المحامي الجذري خالد السفياني دور الكومبارس بينما يتحكم الإسلاميون في كل دواليبها .... أن ما كشفه ملف بلعيرج في المغرب لحد الآن هو احتمال تورط بعض الفصائل الإسلاموية ، وهو أمر إذا ما تأكد سيضع كثيرا من يساريينا في حرج خاصة أن الحزب الإشتراكي الموحد لعب دور الحاضنة للبديل الحضاري ووفر له كل الشروط أثناء التأسيس ونسق معه في عدة مواقف، فهل كان جذريونا سذجا إلى درجة أن تنطلي عليهم ادعاءات الإسلاميين الديمقراطيين ؟ إن بعض بسطاء اليسار الجذري يتحركون وفق مقولة عدو عدوي صديقي ، وبما أن الهدف هو النيل من الدولة ومن النظام القائم ، فلابأس من الإستعانة بجيوش الإسلامويين في هذا الصراع ، خاصة وأن ثكنات اليسار الجذري أصبحت فارغة إلا من بعض الضباط وضباط الصف ، فلم لايتعاون الجميع على إضعاف هذا النظام وبعد ذلك لنا نظر ...إن الجميع يعلم أن هذا النظر سيكون للملتحين الذين سيأتون على الأخضر واليابس ، فهل علم جذريونا أي منزلق ينزلقون ؟ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب