الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَن السبب في إهانة رسول الإسلام؟

أيمن رمزي نخلة

2008 / 3 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خلق الله الحقيقي الإنسان على أحسن تصوير. ومَن يهين الإنسان فهو ليس بإنسان. لكن التدبر في ذات الإله والتفكير فيها هو قمة الحرية الإنسانية التي وهبها الإله الحقيقي للإنسان. تتجلى قيمة الإنسان العظمى ونضوجه في استخدمه العقل في النقد والتحليل والتفكير في ما يسمى بالرسائل السماوية والفروض الإلهية، حتى عندما يؤمن برسالة ما ـ أو لا يؤمن ـ يكون حراً في إتباع تعاليمها بدون ضغط ولا إرهاب ولا رعب.

الأستاذ سيد علي في جريدة الأهرام يوم السبت 2/3/2008 في فكرته المسماة ببساطة كتب فكرة صغيرة جداً، لكنها معبرة جداً عن كل ما كُتب في صحف كثيرة. كتب قائلاً: "أكبر إساءة للرسول يمارسها المسلمون يومياً بالتخاذل والتكاسل والتطرف والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".
ولي حول هذه الفكرة مجموعة من الأسئلة:
• حين يصدر عمل أدبي أو فني في أي دولة غربية تؤمن بحرية الإبداع والمبدعين، تقوم جماعات التدين الظاهري وإرهابيِّ الفكر والإنسانية في بلادنا العربية بمحاربة كل ما لا يتفق مع أهواءهم وميولهم ومعتقداتهم حتى لو كانت هذه المعتقدات فاسدة وتحض على عدم التفكير والقتال والعبادة بالرعب.
• الحديث مع أصحاب الأعمال الأدبية أو الفنية في الخارج يكون عن طريق مقالات وأعمال عنف يوجهها الإرهابيين في الدول الإسلامية والعربية نحو شركاء الوطن في الداخل وكأن شركاء الوطن المختلفين في العقيدة أو الدين هم السبب في إهانة المقدسات الإسلامية. أعمال العنف هذه ضد شركاء الوطن المختلفين في العقيدة أو الفكر تعطي رسالة إلى العالم أجمع أن أصحاب هذه العقيدة التي قامت بأفعال إرهابية هي تتبع تعاليم رسولها.
إن مسلمي العالم العربي ـ الذين قاموا بأعمال إرهابية مقصودة ضد المختلفين معهم في العقيدة أو المذهب ـ هم الذين أعطوا الرسالة الحقيقية للعالم الخارجي بأن رسولهم إرهابي من خلال أعمالهم، فالعالم الخارجي لا يعرف رسول أي دين إلا من أفعال أتباعه التي تعبر عن مدى تغير أخلاقياته نحو الأفضل والأخلاق الحميدة هي التي تعكس التعاليم التي غيرت الطبيعة الحيوانية للإنسان. لكن الأفعال الحيوانية الإرهابية تعكس مدى إرهابية التعاليم التي رضعها الإرهابيين، اقتل، وارهب، وكفّر، وأُمرت أن أُقاتل الناس جميعاً، وغيرها الكثير من التعاليم والتفسيرات والتأويلات للتعاليم الإرهابية.
• عندما ينظر لنا العالم الخارجي ويرى أن أولي الأمر والفقهاء المسلمين وشيوخ الأزهر الشريف وغيرهم من مشايخ الجوامع الكبرى في الدول التي تتخذ الشريعة الإسلامية شريعة ودستوراً لدولهم، حين نرى هؤلاء لا يعترفون بالآخرين المختلفين معهم في الدين أو حتى المذهب، بل وبصراحة يحاربونهم ويرهبونهم كما يحدث في العراق بين السنة والشيعة واضطهادهم لليزيديين ـ أو محاربتهم أخيراً للمسيحيين وقتلهم للمطران الكاثوليكي ـ وكما يحدث في مصر من المسلمين ناحية المسيحيين والبهائيين والشيعة وغيرهم من أصحاب العقائد الأخرى. وقتها لابد من أن يهين الآخرين في العالم الخارجي الرمز الأعظم للمسلمين وهو رسولهم الكريم الذي يعظمونه باعتبار أنه ـ في نظر العالم الخارجي ـ هو صاحب تعاليم الإسلام التي لم تستطع أن تُغير من أخلاقيات الغابة التي يمارسها الإرهابيين ـ تحت شعار الإسلام ـ ضد المختلفين معهم.
• بصراحة شديدة ـ حتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال كما تفعل النعامة ـ لابد أن يفيق المسلمين المستنيرين بالتحديد ويتبرءوا من أفعال الإرهابيين التي يمارسوها متخذين أشكالاً ومتعاونين مع حكوماتهم ورؤساء دولهم. لابد أن يهب العاقلين الذين يريدوا أن يدافعوا عن رسولهم من خلال الدفاع عن المضطهدين والمهضومة حقوقهم في البلاد الإسلامية، حتى لا يتسبب صمتهم في إهانة رسول الإسلام.
• الحل ينبع من داخلنا كمسلمين وعرب بجميع مذاهبنا ومعتقداتنا وأدياننا بأن نزيد مساحات الحرية الحقيقية للمختلفين معنا في العقيدة والإيمان بدون أي شكل من أشكال الإرهاب الفكري أو المعنوي أو المادي.
• رسول الإسلام ليس بهذه الطبيعة التي شوهه بها مفتي الديار المصرية الذي قال أن الصحابة كانوا يتبركون "بفضلات الرسول"، ولا أريد أن أعلق فكثيرة هي التعليقات التي نالت من رسول الإسلام وأهانته في عالمنا العربي بسبب هذه التصريحات التي قالها مفتي الديار المصرية.
• والتشوه العلمي القرآني أو المنسوب إلى أحاديث البخاري ومسلم الصحيحين الذي يشوه العلم الحديث وفي زمن العلاج بالمستحدثات الكيماوية والإشعاعية تجد علماء ينسبون لرسول الإسلام بل ويطالبوا ويحرصوا ويزيد تأكيدهم على قيمة العلاج ببول الإبل، أو أن الشفاء في أجنحة الذباب ـ مثلما يخرج علينا كل فترة الدكتور زغلول النجار مرة في القنوات الفضائية و مرة في الجرائد الأرضية ـ وكأن هذا عظمة الإسلام ورسوله. أية إهانة لرسول الإسلام أكثر من هذه التي يفعلها المدعوون علماء بحث في الإعجاز العلمي للقرآن والأحاديث النبوية؟؟؟؟؟
• وهذا الأستاذ الجامعي رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر الشريف الذي يستخرج حديث رضاعة الكبير ويؤكده. ويزيد الطين طين ويشوه أكثر صورة رسول الإسلام أن تجد علماء مسلمين آخرين يؤيدون قيمة أحاديث رضاعة الكبير بناء على أحاديث أخرى لزوجته السيدة عائشة، وكأن كل ثورة تاريخ الفكر الإسلامي الذي أنار العالم يوماً ينحصر في فكر رضاعة الكبير وقيمته لحل المشاكل الاجتماعية والأخلاقية والصحية والإنسانية.
• وما يهين رسول الإسلام أكثر بعد أن يخرج رئيس قسم الحديث بهذا الأحاديث المشكوك في صحتها وتجد أساتذة آخرين يؤيدوه، تجد قمة الإهانة للرسول في الإرهاب الفكري الذي وقع على الأستاذ بأن قامت الجامعة بطرده وعزله من منصبه. هكذا يرانا العالم الخارجي أننا لا نحترم البحث العلمي ولا نقدر قيمة الرأي والرأي الآخر.

كيف يُعيد المسلمين الهيبة لرسول الإسلام؟

• إتاحة الفرصة كاملة أمام كل إنسان ليمارس إنسانيته بدون إرهاب أو عبادة بالرعب.
• مقاطعة منتجات العالم الخارجي لن تضرهم في شيء، لكن نحن الذين نخسر أكثر منهم، لذا علينا بالإنتاج الصناعي والعمل الجاد بإخلاص وليس مجرد شعارات واهية.
• تقدم الأمة الإسلامية لن يأتي برفض الآخر، لكن بالتوافق والقبول الحقيقي، وليس مجرد مجموعة من الشعارات الجوفاء التي تقال في المحافل الدولية وبعدها يتم عمل أفعال تهين الإنسان وتهدم حقوقه الإنسانية.

بصراحة كفى غيبوبة ولنفق من غفلتنا ونعرف ـ لكي نصحح ـ أن المسلمين بأفعالهم المحلية والعالمية هم السبب الرئيسي لإهانة رسول الإسلام.

مع كل الأماني بأن يفوق المسلمين من نومهم في طين التعصب الأعمي وينذوا تعاليم الصحراء الجرداء وينفضوا تعاليم الكراهية والأمر بقتال المختلفين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah


.. 129-Al-Baqarah




.. 131-Al-Baqarah