الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهام القيادة والقائد

صاحب الربيعي

2008 / 3 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن القيادة مفهوم إداري لتنظيم شؤون جماعة منضوية تحت إطار مؤسسة أو كيان حزبي يوطره نظام داخلي يحدد واجبات وحقوق الفرد ومهام القيادة في تيسير شؤون الجماعة لفترة زمنية محددة. ويفترض أن تحظى القيادة بقبول الجماعة التي تحتكم الى مبدأ الطاعة والتقييد بتنفيذ القرارات الصادرة عنها، وتختلف آلية اصدار القرارات من القيادة الى القاعدة في المؤسسات الانتاجية والادارية عنها في الكيانات الحزبية فآلية التواصل في الأولى، تسير بنسق ذو اتجاهين متعاكسين ومتفاعلين بين قاعدة المعلومات وصناعة القرار لتحقيق الهدف.
أما في الثانية فإن النسق ذو اتجاه واحد من القيادة الى القاعدة، فالقيادة تعمل كمصدر معلومات وصناعة قرارات، والقاعدة منفذة لقرارات حزبية غير قابلة للنقاش لان مصدر المعلومات الحزبية ليس مشاعاً ومحدد المنابع وإنما تتدفق من مصادر سرية (أجهزة مخابرات، عملاء) لتحقيق الهدف.
يعتقد ((محمد زيعور))"أن القيادة هي هيئة نسبية بين شخص يقوم بعمل جماعي واشخاص يتبعون عمله ويسيرون على مثاله لتحقيق غاية مشتركة، فيكون أحد الطرفين قائداً والآخر منقاداً. ولايأتي الانقياد إلا عن طريق اقتناع بالغاية العملية أو النظرية التي يسعى إليها القائد".
إن عمل القيادة ينم عن عمل جماعي تقوم به نخبة مختارة على أساس مهني وعلمي وذات خبرة وكقاءة عالية لكن هذه النحبة ليست بالضرورة أن تكون مهنية وعلمية وذات كفاءة في الكيانات الحزبية، لأن آلية الانتخاب آليات قسرية وعنفية ومافوية فكلما كان العضو القيادي جاهل وأمي. ويتنزعم عصابة داخل الكيان الحزبي كلما سنحت الفرصة ليتبؤ مركزاً في القيادة ويحظى بشأن أكبر من غيره. وعلى الضد من ذلك فإن المهني وذو الخبرة وغير المنضوية تحت لواء عصابة لايحظى بفرصة الوصول إلى القيادة، وإن نجح في ذلك يكون تأثيره محدوداً.
القيادة الحزبية ذاتها تحتاج الى رئيس أو قائد أعلى يعمل على تيسير شؤونها لأنها تحتكم لقيم الراعي والقطيع، فالرئيس هو عقل (القاعدة والقيادة) قد يستمع للجميع لكن قراره يكون مستقلاً ولربما يكون مخالفاً لآراء القاعدة والقيادة معا لأن مهامه اصدار القرارات ومهام الآخرين تنفيذها. وغالباً ما يعمد القائد الحزبي على اتباع مبدأ (جرف المحيط) أي خلق فجوة عميقة بينه وبين القيادة أو الطامعين لاحتلال موقعه، باعتماد التصفيات السياسية أو الجسدية ليبقى القائد الأوحد في المجموعة.
إن غياب القائد الأوحد عن الساحة بشكل مفاجأ قد يؤدي الى كارثة بالكيان الحزبي أو الوطن لعدم توفر البديل المرشح حينها، تحدث المنافسة غير المشروعة وتعم الفوضى في الكيان أو الوطن الذي يديره القائد الأوحد.
يعتقد ((مصطفى حجازي))"أن غياب القائد الذي يشكل السلطة الرسمية بمفرده يؤدي في ظل عدم توفر قائد بديل الى انتشار الذعر وفقدان الجنود للأطر الموجهة لسلوكهم (هروب أو تصدي) وتسري أكثر الاشاعات تطرفاً وتناقضاً ومدعاة للقلق. ويحل التفكير السحري محل القرارات العقلانية فينهار الجيش وتحل الكارثة. تحدث هذه الظاهرة عسكرياً ومدنياً حين لاتكون هناك مؤسسات مستقرة تؤمن الاستمرارية في ظل غياب القائد".
إن كاريزما القائد الشعبي تتطلب مواصفات محددة مرتبطة بقيم وموروثات المجتمع، لكنها ليست شمولية تصلح لكافة المجتمعات فقد يثير البعض منها السخرية لذلك تفرض مواصفات أخرى على القائد المفترض.
إن أهم ميزة في كاريزما القائد الشعبي، قدرته على أشباع عواطف الجماعة بالوعود وتحقيقها قدر الإمكان لكسب ودهم وإحداث نقلة نوعية في طريقة معيشتهم ورفع الحيف عنهم. لكن هذه المعايير تختلف في القائد السياسي الذي من المفترض إن يجمع بين سمات القائد الشعبي الذي يعي مطالبات المجتمع وبين إمكانية تحقيقها على صعيد الواقع.
ويتوجب التمييز بين القائد الشعبي (الحزبي) ذو الإمكانيات المتواضعة المحققة للنجاح في قيادة كائنات من شاكلته، وبين القائد السياسي الذي يتطلع لقيادة مجتمع من مختلف الشرائح والكفاءات التي تفوقه علماً وكفاءة وليس من السهولة إقناعها.
إن عملية الخلط بين امكانيات القائد (المناضل) الحزبي وامكانيات السياسي داخل الكيان الحزبي تنعكس سلباً على الأداء العام للكيان الحزبي، فالكثير من القادة (المناضلين) الحزبين تثير تصريحاتهم وتحليلاتهم السياسية السخرية والضحك مما يعرض سمعة الحزب ومجمل أدائه للتندر والاستهزاء في أوساط النخب الثقافية والسياسية.
إن اعتماد مبدأ المكافأة عن سنوات النضال الحزبي لانتخاب العضو ذو الامكانات العلمية والفكرية والسياسية المتواضعة في قيلدة الحزب، وفرضه على المجتمع كقائد سياسي يدلل على هشاشة وتدني الامكانات الفكرية للقائمين عليه وفشلهم في قراءة الواقع الاجتماعي.
يقول ((محمد زيعور))"إن علم النفس السياسي بحث في سر الرجال العظام الذين حركوا شعوبهم وقادوها في معارك وتحديات والتي تجاوزت معايير الحساب والمنطق. أما علم النفس الاجتماعي والإدارة فبحث في سر القادة في مختلف ميادين النشاط العلمي والفكري والاجتماعي...وكلا العلمان أسهما في تنمية القدرات القيادية".
إن القيادة الناجحة عبارة عن فريق عمل كفوء ومنسجم يؤدي مهاماً مختلفة لتحقيق الهدف، والقائد هو الإداري الناجح القادر على توزيع المهام ومراقبة أداء العمل وتفعيل قتوات الأتصال بين فريق العمل لتوحيد الجهود نحو الهدف المنشود.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم