الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنات البنات ... أفضل الكائنات

فتحى سيد فرج

2008 / 3 / 29
التربية والتعليم والبحث العلمي


في اغلب الامتحانات العامة تكون نسبة الفتيات بين العشرة الأوائل أكبر من الفتيان، وحصولهن على الدرجات الأعلى والمراكز الأولى أسبق من الفتيان، وكان يفسر هذا الأمر عادة بأن اهتمامات الذكور وشواغلهم خارج المنزل تجعلهم أقل تركيزا وتحصيلا للعلم والمعرفة، بينما الإناث فهن أكثر استقرارا بالمنزل ومن ثم فأن تركيزهن وقدرتهن على التحصيل أعلى، ولكن بعد إطلاعي على مجموعة الدراسات والمقالات عن تمكين المرأة الذي أصدرته مكتبة الإسكندرية بمناسبة تخليد ذكرى الدكتور عادل أبو زهرة توصلت إلى معرفة السبب الحقيقي لتفوق الإناث على الذكور في عديد من المجالات .
فهو يتساءل: هل هناك فروق حقيقية بين الذكور والإناث ؟ وهل تلك الفروق ذات طبيعة وراثية أو مكتسبة ثقافيا ؟ لأكثر من ثلاثة عقود ادعى علماء الاجتماع مثل "فايستاين" أن الفروق الجنسية عند بني البشر هي حصيلة للمحيط الاجتماعي، فلو أنك نشأت ابنك على اللعب بالدمى والعرائس وابنتك على اللعب بالشاحنات، عندئذ ربما يكون كل شيء مختلفا .
وفي كتاب مهم صدر عام 1978 أكدت "سوزان كاسلر، وندي مكانا" أنه حتى معالم الجنس البيولوجية نفسها تتأثر بالعوامل الاجتماعية، فهما تعتقدان بجدية أن تقسيم البشر إلى إناث وذكور هو اختراع اجتماعي، فكل الأدلة العلمية تشير إلى أن الجينات ليس لها أثر مباشر على دور النوع، وترى عالمة الاجتماع "جودث لورير" أن نوع الجنس مجرد بنية اجتماعية يعود أصلها إلى تطور الثقافة الإنسانية .
وإذا وجهنا انتباهنا إلى المخ فإننا نجد فروقا رئيسية بين الجنسين في بنية ونمو المخ، فأمخاخ البنات تنمو بسرعة أكبر في البداية، فمخ البنت يكون أكثر نضجا ابتداء من الولادة، وخلال الطفولة والمراهقة وحتى الكهولة، فالرجال لا يلتحقون في نمو أمخاخهم بالنساء إلا في سن الثلاثين، مخ الولد في عمر ست سنوات يشبه مخ البنت التي يكون سنها أربعة أعوام، ومخ الولد عند السابعة عشر يشبه مخ البنت البالغة أحد عشر عاما .
ونظرا لأن مخ الأنثى ينمو بسرعة أكبر من مخ الذكر، فليس من المفاجأة إذن أن تتعلم الفتيات المهارات اللغوية بسرعة وبراعة أكبر من الفتيان، يتجلى ذلك في قدرتهن على النطق بوضوح، وأن جمل البنات تكون أطول وأكثر تعقيدا، ويبدو أن تفوق البنات موجود في كل الأعرق والأجناس، ففي دراسة أجريت بجنوب إفريقيا وجد أن الفتيات يتفوقن في كل الأنشطة المدرسية، وأن هذه الفروق كانت تقريبا بنفس القدر بين السود والبيض والهنود .
وقارنت دراسة أخرى بين تلاميذ يابانيين في المدارس الثانوية بنظرائهم في مدينة ميامي الأمريكية، ومرة أخرى تفوقت البنات على البنيين بفروق واضحة، ففي معدل الدرجات حصلت الفتيات في كل مادة دراسية بما في ذلك الرياضيات والعلوم على درجات أفضل من الفتيان، وتشير وزارة التعليم الأمريكية إلى أن قدرة الكتابة عند التلاميذ الذكور في السنة الثانية الثانوية تتساوى مع قدرة بنات السنة الثانية الإعدادية .
وبالإضافة إلى ذلك فإن أساليب تعلم الفتيات تختلف عن أساليب الفتيان، فالفتيات ينجحن في الأوضاع التعليمية التعاونية غير التنافسية، بينما يجد الفتيان أنفسهم مدفوعين للعمل الفعال في محيط تنافسي، كما تميل البنات إلى تدوين الدروس والملاحظات وتحديد الأهداف واستشارة المدرسين للمساعدة في العمل المدرسي، وكذلك تنحو الشابات إلى إجراءات علنية لسرعة التعلم، بنما الفتيان أقل ميلا لاستعمال الخطط الاستراتيجية ويلجئون إلى إجراءات خفية مثل حل المشكلات داخل رءوسهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-