الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجز الكفاءت

جمال كريم

2008 / 3 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعرضت البنية التحتية العراقية ومنذ تاسيس الدولة عام 1921 الى التدمير والتخريب لاكثر من مرة ، نتيجة الصراعات السياسية والتمزقات الا جتماعية ، فضلا عن صراع المصالح بين الدول اقليميا وعالميا حول العراق ، ومنذ انهيار النظام الشمولي السابق في ربيع 2003 والى اليوم ، مازالت هذه البنى تتعرض للهجمات الارهابية مما زادها خرابا وتعطيلا و ساعد على استفحال الازمات المتصلة ببعضها البعض ، كالنقص الحاد في الخدمات العامة ،والبطالة ، وتدني مستوى التعليم وغير ذلك ،حتى أن ما تحقق من منجزات باعتبارها مؤشرات نحو تحولات جديدة باتت ضئيلة جدا ، بل ان البعض أخذ ينظر الى حلم التخلص من النظام الدكتاتوري والذي أصبح حقيقة ،برؤية من يرى حلما يتبخر أمام مرآه.
اننا ونحن نتحدث عن ظاهرتنا العراقية ، نتذكر تجارب كثيرة عاشتها أكثر من دولة ،وهي تخطو وتتقدم نحو النمو والبناء واقامة أنظمتها الديمقراطية ، وكان كل ذلك قائما على اساس التنظيم في في مختلف حقول الفكر والمعرفة واشاعة الحريات ، مثل ، حرية الرأي والتعبير وحرية تشكيل الاحزاب السياسية و حريةالتعددية الصحافية المستقلة ، وبهذا تكون الحرية مرتكزا حقيقيا للنظام الديمقراطي الذي تنشده الشعوب الحضارية المتمدنة ، بطيبعة الحال ، يقف الى جانب كل تلك الحريات الاساسية ومستلزمات البناء الاخرى ، الدور الكبيروالمؤثر للكفاءات العلمية والعمالة الماهرة ذات الكفاءة الانتاجية العالية في مختلف المهن المهمة .
ان هذه الفئة ، تعد من العوامل الضرورية للمضي في طريق التقدم الاقتصادي جنبا الى جنب مع متطلبات مسيرة النظام الديمقراطي ، ففي احدى الدراسات الاحصائية تشيرالى أن ما يقارب 150 مليون نسمة من تعداد القوى العاملة الخلاقة في العالم ، من علماء ومفكرين ومهندسين وأصحاب مهن تخصصية وادباء وكتاب وفنانين ، هي ما تشكل نسبة 40 بالمائة من القوى العاملة في الدول المتقدمة .
ان الدلالة في هذه الدراسة واضحة وبليغة ، ففي الوقت الذي يعد العجز في الكفاءات العلمية والقوى العاملة المنتجة ، من اخطر الاسباب تاثيرا على منظومات القوى الاقتصادية لهذا البلد اوذاك ،تجدنا نعمق من هذه الخطورة ، حيث تستهدف العقول العلمية والفكرية بأفظع وسائل القتل الوحشية ، فأخذ البعض منهم يلوذ بدول الجوار او غيرها من دول العالم بحثا عن الحرية والحياة المستقرة الامنة ، ومنهم من ذوي الاختصاصات العلمية الدقيقة ، كالعلوم الهندسية الحديثة والطبية والعلوم الانسانية والتكنلوجية ، واختصاصات اخرى مهمة في مجال التنمية الاقتصادية والاستثمارية .
اقول في الوقت الذي أخذت بعض بعض العقول والكفاءات العلمية الكبيرة تفكر بالعودة الى أوطانها الاصلية لكي تساهم في التنمية والبناء والتطور ، يحصل لدينا العكس ، اذ يعبر حدود الوطن يوميا الآلاف من الاكاديميين والعلماء والمفكرين والعمالة الماهرة المنتجة ، وكل هذا يحصل والرئاسيون والبرلمانيون والحكوميون ينامون هانئين في معتزلاتهم المنيعة !.
ورحم الله الشاعر على الشرقي القائل:
فيا موقدين الكهرباء تفرجوا الى الان عند القوم يوقد "بعرور"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران