الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع النفوذ داخل الجماعة

صاحب الربيعي

2008 / 3 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن آلية الحراك بين الأفراد داخل جماعة العمل تولد حالة من التوتر والانفعال نتيجة الحسد والغيرة وفرض الارادات، وبتوفر مردود مادي يحقق مصالح الأفراد يدفع البعض من خلال نشاطه الذاتي لاحتلال أدوار معينة داخل الجماعة للحصول على المزيد من المنفعة. فالتنافس بين الأفراد داخل الجماعة يعد تنافساً مشروعاً لتحقيق الذات لأن أنضواء الأفراد داخل الجماعة مرده تحقيق المصالح والسعي للمزيد من المنفعة.
إما الانتماء الى الجماعة السياسية بشكل طوعي تحت يافطة الأفكار الإنسانية لتحقيق مصالح الآخرين تعد فكرة عاطفية ومخادعة للذات، فمبدأ نكران الذات لصالح المجموع جوهره الخفي تأكيد الذات المهزومة من خلال الجماعة بدليل تعاظم حدة المنافسة بين الكائنات الحزبية لاحتلال المواقع القيادية داخل الكيان الحزبي.
وحالة فرض الإرادات على الآخرين تصل الى التصفيات السياسية والجسدية لتغيب المنافسين على مراكز القرار في الكيان الحزبي، نتيجة حالة الحسد والغيرة وتأكيد الذات داخل الجماعة المتعارض مع محاولة تكريس مبدأ نكران الذات في ذهنية غالبية الأفراد داخل الجماعة للحد من المنافسة على مراكز القرار.
يعتقد ((لوين))"أن الصراع داخل الجماعة ذات بعدين: زماني ومكاني. فالزمان لايحل الأمور، بل يتركها تأخذ مداها وتتراكم في فترة ما، ليحدث تغيير نوعي في النهاية. فالزمان هنا مرتبط بالكمية المتراكمة وبحدة الصراع، ومن يدير الصراع يلعب لعبة التوازن المؤقت فالتوازن مقدمة لتوازن جديد. والقائد يعتبر القوة الأكبر (فرد أو جماعة) الذي يدير شؤون الجماعة وكل صراع للقائد يلعب دوراً أساسياً، ومرحلياً وليس نهائياً. أما المكان فهو مكان جغرافي لاحتكاك القوى فيما بينها، والصراع يحدث عادة في الأطراف الجهوية للجماعة، لتمثل كياناً يتقاطع مع حدود جهوية لطرف ثاني فيحدث صدام على خطوط التماس بينهما".
إن حدة التنافس داخل الجماعة التي تمارس العمل الطوعي، يتحدد بشكل وظروف العمل ففي ظروف العمل السري يحتل قادة الميدان الأدوار الرئيسية ويفرضون إرادتهم من خلال مواقعهم الميدانية كقادة محليين لهم نفوذ وسطوة حزبية، فكلما تعاظم النفوذ الحزبي للقائد المحلي كلما أحتل دوراً أكبر داخل الجماعة وفرض إرادته على القادة الآخرين الأقل نفوذاً وسطوة.
وفي ظروف العمل العلني تقل أهمية القادة الميدانيين وينحسر نفوذهم الحزبي لصالح القادة السياسيين المعبرين عن دور الجماعة على صعيد المجتمع وليس على صعيد نفوذ جهة حزبية ما داخل الكيان الحزبي.
وبهذا فإن حدة التنافس داخل الكيان الحزبي قد تصل أوجها بين القادة الميدانيين (التقليديين) المستندين الى تاريخهم النضالي، وبين القادة السياسيين (الجدد) التي تفرزهم المرحلة والمستندين الى إمكاناتهم الفكرية والسياسية المتوافقة مع متطلبات المرحلة.
إن المراحل النضالية للكيان الحزبي لاتقتصر على أحداثها فحسب، بل قادتها. فالنجاح والفشل في الحياة العامة تتحمل نتائجهما الذات المستقلة، لكن في العمل السياسي يتحمل نتائجهما القائد أو الرئيس لأن الذوات المنضوية داخل الجماعة، ذوات غير مستقلة، ذوات مسيرة (مُغيبة) ومنفذة لأوامر القائد أو الرئيس لذا فإن مصيرها النهائي يقع على عاتق من يقودها إلى النجاح أو الفشل.
يرى ((محمد زيعور))"أن الرئيس الناجح هو الذي يقترب في سلوكه مع الجماعة من القائد، أي أنه يجمع بين صفات الرئيس والقائد، ولابد من التفريق بين الرئاسة والقيادة، فالرئاسة نظام وسلطة حيث يقوم الرئيس باختيار الهدف وأسلوب ممارسة تحقيقه دون رأي الجماعة ويتم تعينه، تعيناً ومن خارج الجماعة، بينما القائد يجب أن يكون ضمن القيادة أي يعين من الجماعة ذاتها".
إن خشية الفرد من استفلالية ذاته في المجتمع تجعله يهرب بها إلى الجماعة لتحقيق الشعور الكاذب بالكينونة من خلال الذات الجمعية، فبالرغم من أن التفريط بالكينونة يعد مسؤولية ذاتية. فليس من العدل والإنصاف استغلال الذوات المُغيبة وغير الواعية لماهية الصراع السياسي وزجها في أتون حروب طاحنة لتحقيق أهداف ومصالح قادتها.
مما يتطلب عرفاً (اجتماعياً أو سياسياً) لمحاسبة أصحاب الأجندة الخفية من القادة السياسيين الذين يزجون بكائنات بشرية (مُغيبة، ومخدوعة) في صراعات دموية لاتلحق الأذى بالكينونة ذاتها وحسب، بل يطال الأذى أفراد آخرين من عائلة الكينونة لتصبح الضحايا (الأرامل، الايتام) وتخلف (الفقر، الدعارة، الأمية، الانتقام والعنف..) وبالمحصلة فإن المجتمع يتحمل أعباب مالية وإنسانية ونفسية ناتجة عن سلوكيات وممارسات شاذة لكائنات بائسة ومُغيبة لاتعي دورها ومسؤوليتها في المجتمع، تم إستغلالها من كائنات سياسية متوحشة سعياً لتحقيق مصالحها الذاتية.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك