الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة إلى الجذور

عبد اللطيف المنيّر

2008 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن أمعنا النظر في التعددية الإجتماعية، نجد أنها أساس نجاح الأمم، ودليل قوتها وسرعة تطورها، وتسارع نموها. وعندما نتحدث عن التعددية، علينا أن لانقف عند حدود المفهوم الإثني فقط، بل يجب علينا أن نتجاوزه إلى مختلف أشكال التعددية مثل العرقية، والدينية، والطائفية، مروراً بالتمايز الجنسي، والعمري أيضا، وأنه لافرق بين حضري وقروي، أو بين كهل وشاب، أو بين فتاة وامرأة مسنّة، لنصل إلى أنه لافرق بين أكثرية وأقلية، وأن الجميع يذوب في بوتقة المجتمع، والكل يعمل لحماية وتطورالوطن، وواجب الوطن أن يعامل أبناءه بالتساوي على السواء.

ولن نبالغ في القول، أن نجاح أميركا ومعها كندا، سببه الأول هذه الخلطة الإجتماعية، وطالما أنها تعرف كيف توظف هذا التنوع وتسخره في نمو مجتمعها، ومنه إلى إقتصادها. ولا يخفي بيل غيت سراً، وهو صاحب أكبر شركة برمجيات في العالم - ميكرو سوفت Micro Soft، كيف يستفيد تحت سقف شركته من طاقات وخبرات أبناء العالم!

وفي عملية مسح سريعة نجد في كل زاوية من دوائر والمؤسسات الحكومية في شمال أميركا، العامة والخاصة منها، ومراكز البحث العلمي، وحتى مؤسسات حماية المستهلك، نجد فيهم التنوع والتعددية، وهذه الخلطة الرائعة والتي ينظر إليها بإهتمام شديد تحت إسم Diversity ، ويتم التركيز عليها دائماً كمفهوم ثقافي في قبول الآخر، وتقديره من خلال العمل الجمعي، وكما يسمى دائما بفريق العمل Team Work.

هذا الوعي الغائب والمعدوم في أوطاننا يتحول من ثقافة التواصل في الغرب إلى ثقافة نبذ الآخر في الشرق، في سلوك صراعي ليكّون مصطلح "صراع الأجيال" جزء من هذا التباين، وهوالتعبيرالأصح هناك! ليتم الانطلاق منه إلى الصراع الفكري والديني، وصولا إلى مفهومي الأقلية والأكثرية.

بيد أن الإسلام وقبله المسيحية، قد نّوه وشدد على هذه القضية، وسبق الغرب بأحقاب عديدة لجعل هذه التعددية جزء من الدين نفسه، بقول الرسول الكريم عن العصبية القبلية " اتركوها فإنها نتنة" وأيضا في قوله الكريم، لافرق بين عجمي وعربي وبين أبيض وأسود إلا بالتقوى! وأن الدين دين الجماعة، ولم يحدد هوية هذه الجماعة! ليشمل المفهوم بأوسع مما فسّرته الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومتشدقي الفتاوى، لحصرهم مفهوم الجماعة في صلاة المسجد فقط!، ونبذ الآخر خارجه ومحاربته حتى لو كان أخاً في الإسلام، فما بالك بالمختلف الضد؟ ولجهلهم أيضا بمعاني الإسلام، فقد حرص هؤلاء المتأسلمين في نشر ثقافة الكراهية التنفيرية، متناسين قول الرسول أيضاً في هذا المقام "بشّروا ولا تنفروا". بعد ما أخذ الغرب هذه التعاليم القيّمة وعمل بها كأساس في السلوك التعددي الإجتماعي وتفوق بها، حين أسقطها المسلمون! هذا ما عبر عنه الفيلسوف المسلم الفرنسي الأصل روجيه جارودي بقوله "ذهبت الى الدول المسلمة ولم أجد الإسىلام، وذهبت الى الغرب فوجدت الإسلام".

يبقى السؤال، أما آن للمسلمين الإستفادة من تجارب الغرب الإيجابية، والعودة إلى الجذور النقية بسعي حثيث؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah