الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات لبلدية شفاعمرو مهزلة طائفية- عائلية

مهدي سعد

2008 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مع اقتراب المعركة الانتخابية لرئاسة وعضوية بلدية شفاعمرو التي ستجري في تشرين أول المقبل، تشتد حدة التنافس بين المرشحين من أجل الوصول إلى السلطة وتولي مقاليد القيادة في المدينة.

من يراقب أجواء بداية المعركة لا بد أن يلاحظ مدى استعار الاستقطاب العائلي والطائفي في شفاعمرو على خلفية الانتخابات: تكتلات قبلية تغذيها مركبات الخوف من تعاظم حجم وقوة الآخر في مقابل انحسار دور هذه الطائفة أو تأثير تلك العائلة، نتيجة نسبة التزايد السكاني المترافق مع تقليص عدد أعضاء المجلس البلدي.

هذا الخوف ما هو إلا تعبير عن عقد النقص التي يعاني منها أصحاب العقليات الرجعية الذين لا يرون أي دور لهم خارج أسوار العائلة أو الطائفة، ويعتاشون على نشر الحقد الطائفي وبث الأقاويل المغرضة في صفوف أتباعهم السذج والسطحيين.

الانتخابات في شفاعمرو عبارة عن صراع على السلطة بين "ملوك الطوائف" و "حكام العائلات" الذين ينتمون بعقليتهم المتخلفة إلى بقايا القرون الوسطى ومخلفات الجاهلية. ولا هَم لهم سوى تثبيت زعامتهم القبلية واعتلاء عرش النرجسية الطائفية والعائلية.

في عصر يميل فيه العالم إلى علمنة الدولة والمجتمع وتحديث النظام السياسي وتطوير أساليب الحكم لتكون أكثر ديمقراطية، ما زلنا ننظر إلى السياسة على أنها "كعكة" نسعى لانتهاش حصصنا منها على قاعدة المصلحة الشخصية والمالية باسم "حماية كيان الطائفة" و "ضمان تمثيل العائلة".

ممارستنا "السياسية" لا تمت بصلة لأبسط قواعد اللعبة الديمقراطية التي من أهم أسسها التنافس على برنامج سياسي- اقتصادي- اجتماعي واضح المعالم، مبني على جملة من المبادئ الأساسية التي تمثل وجهة نظر مجموعة معينة من الناس في الشأن العام، الأمر الذي نفتقده في انتخاباتنا المحلية المؤسَسَة على نفوذ هذا "الزعيم" أو قوة ذاك "القائد".

وهذه الممارسة السياسية المتخلفة ناتجة عن غياب فكر سياسي حقيقي لدى كافة الأطراف المتصارعة على السلطة. فلا يمكن أن يكون أداء سياسي رشيد يرتكز على قيم العلمانية والحداثة ومقتضيات التطور والتقدم بدون وجود فكر سياسي تُستمد منه البرامج والمشاريع الواجب تنفيذها من أجل تطوير المدينة وبناء الإنسان.

في ظل غياب هذا الفكر السياسي المطلوب والضروري من أجل إدارة ناجعة أكثر للشؤون البلدية، تتحكم بقراراتنا ومشاريعنا الفوضى والعشوائية وتغليب المصالح الفئوية على مصلحة البلد العليا. وهذا هو أس مختلف الإشكاليات والعوائق التي تقف عقبة كأداء في وجه العمل البلدي السليم.

إزاء هذه الصورة القاتمة لحالنا السياسي والثقافي والاجتماعي لا أجد بدًا من دعوة مواطني المدينة ولا سيما الفئة المثقفة والمستنيرة وأبناء الشبيبة لمقاطعة الانتخابات لكي نعبر عن رفضنا للواقع القبلي المتخلف المستشري في شفاعمرو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah