الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلمانيتنا الاسلامية 2

المهدي مالك

2008 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ابعاد هذا الانجاز المتعددة
ان هذا الانجاز يحمل حمولة ثقيلة بنظر الى صاحبه الذي يعتبر مناضلا داخل الحركة الثقافية الامازيغية أي ليس محسوبا على الحركة الاسلاموية المغربية ,و لو انتظرنا قيام الحركة الاسلاموية بهذا العمل الجليل فلن يرى هذا الاخير النور ابدا لاسباب متعددة .
ان حركتنا الثقافية الامازيغية اصبحت قوية بحيث انها استطاعت ان تحقق جملة من مطالبها السابقة كاخراج المعهد الخاص للدراسات الامازيغية الى حيز الوجود و ادماج الامازيغية في التعليم و في الاعلام الخ غير انها عانت الكثير من الاتهامات ذات الطابع الاسلاموي تضعها في خانة العمالة للخارج و في خانة معاداة للاسلام و مقدساته الحقيقية بل هناك البعض يقول بان الحركة الامازيغية اتجاه يسعى الى الالحاد بمعناه الحقيقي أي عدم الايمان بوجود شيئا اسمه الديانات السماوية و عدم وجود شيئا اسمه القيم الاخلاقية التي تضع الحدود و الضوابط في حياتنا كمجتمعات مؤمنة بهذه المبادئ الإلهية فكلنا بدون استثناء نفعل الذنوب و المعاصي لاننا بشر,
و الديانات كلها نزلت بهدف نشر الخير و العفاف و الاحسان و ليس بهدف السيطرة على المؤمنين عن طريقها و تحويلهم الى المتخلفين في الدين , اذن معنى الالحاد هو بعيد عن حضارتنا المغربية ككل فنحن شعب أغلبيته مسلمون و اقليته يؤمنون باليهودية او بالمسيحية بمعنى ان المغرب هو بلد التعدد الديني و الثقافي و لا مكان فيه للالحاد كفكر و كممارسة.
ان هذا الاتهام بالالحاد لا يستند على أي اساس تاريخي او فكري او حتى سياسي لدى الحركة الامازيغية بدليل ما قاله الاستاذ احمد الدغرني حيث يقول لسنا حركة
إلحادية نحن الامازيغ لنا حضارة دينية يجب علينا و غيرنا احترامها بمعنى اننا نحترم جميع الحضارات الانسانية بدون استثنناء لكن الاخر لا يحترم حضارتنا .
و للاشارة فقط بانني ادافع هنا عن حركتنا الامازيغية عموما لا اقل ولا اكثر.

البعد العلماني

و يحمل هذا العمل الجليل بعدا يزعج كثيرا اعداء القضية الامازيغية و هذا البعد هو علمانيتنا الاسلامية حيث اعتقد على ان حدث ترجمة القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لاسترجاع هذا البعد لان مغرب الاستقلال كان يستغل الاسلام لترسيخ مجموعة من الافكار و المفاهيم كمفهوم العروبة و تعريب المغاربة عن طريق الخرافة القائلة من لا يعرف لغة الضاد لن يدخل الجنة لانها لغة الاسلام الوحيدة و ثقافة الاسلام الوحيدة من خلال شعار الثقافة العربية الاسلامية كانها تمثل هذا الدين القيم لوحدها في هذا العالم,
و يعتبر ذلك مغالطة كبيرة حيث اين الثقافات الاسلامية الاخرى كالثقافة التركية و الايرانية الخ, التي ساهمت في الماضي و لازالت تساهم اليوم في تحصين الاسلام كدين و كقيم داخل هذه المجتمعات الغير مؤمنة بالعروبة مع كامل احترامي الشديد للاخوان العرب .
اذن علينا كحركة امازيغية اعتبار هذا الانجاز المحقق الان مدخل اساسي لاسترجاع علمانيتنا الاسلامية التي كانت عندنا ما قبل سنة 1934 حيث كان اجدادنا يحاربون الاستعمار الكافر بسلاح الاعتزاز بالارض و الدفاع عن الدين و العرض لا غير .
و هكذا فالبعد العلماني ظاهر بشكل قوي في هذا العمل العظيم لكن البعض ذوي الطابع الاسلاموي و العروبي أعلنوا بان هذه الترجمة ستشكل خطرا على الاسلام ببلادنا و هنا اتساءل عن أي اسلام يقصدون بالضبط؟
تعامل اعلامنا مع هذا الانجاز
اهتم الاعلام الوطني و العربي منذ خروجه في سنة 2004 حيث قامت الفضائيات العربية كقناة الجزيرة بتخصيص برنامج خاص و كذا قناة العربية و
بالاضافة لبعض المواقع الالكترونية ذات الطابع الاسلاموي .
و على المستوى الوطني فاهتمت الجرائد الوطنية و خصوصا الخاصة بالشان الامازيغي مثل العالم الامازيغي مشكورة الخ, لكنني لاحظت في هذه الايام تراجعا خطيرا في اعلامنا السمعي البصري حيث هناك تجاوزات مخيفة الى الوراء مثل برنامج بثته الاذاعة الوطنية في يوم 2 مارس الجاري و هذا الاخير يعود بنا الى عقد السبعينات حيث انه يتحدث عن الحضارة المغربية حسب تصور الحركة الوطنية القديم مثلا ان اصل البربر أي الامازيغيين هو من المشرق العربي و ان عروبتهم هي واقع تاريخي و غيرها من هذه التجاوزات المخيفة .
و عودة الى موضوعنا فاقول ان اعلامنا السمعي البصري لم يعطي أي اهمية لهذا الانجاز العظيم الذي استغرق من صاحبه اكثر من 12 سنة من العمل الطويل و البحث الشاق .
و انه أي هذا الاعلام لم يقدم برامج خاصة تعالج هذا الانجاز بكل ابعاده المتعددة بل اكتفى بالاعلان عن صدور هذه الترجمة لا اقل و لا اكثر
, و هذا لا يكفي ابدا لان اغلبية المغاربة لا يعرفون شيئا
عن هذا الموضوع المهم و ذو خصوصية مغربية اصيلة في التاريخ اذن اعلامنا السمعي البصري قد أهمل انجاز الاستاذ الحسين جهادي اباعمران لانه يحمل ابعاد ثقيلة و عميقة .
الختامة
ان ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية يعتبر حدثا عظيما على كافة الاصعدة و المستويات لانه خرج من رحم حركة امنت بان المغرب هو بلد التعدد الثقافي و الديني و امنت بضرورة التعايش بين المغاربة على اختلاف اعراقهم الامازيغية و العربية و ليس العروبية او الذين حاولوا و مازالوا يحاولون مشرقية اسلامنا العلماني و مشرقية تاريخنا المغربي و اختم بسؤال عريض لماذا تم ترجمة القران الكريم الى لغات العالم باستثناء اللغة الامازيغية او اوال امازيغ
المفكر المتواضع المهدي مالك

انتظر اراءكم على بريدي الالكتروني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال