الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام الحكم في العراق بين العلمانيه والاصوليه

عقيل عبدالله الازرقي

2008 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس غريبا ان يحدث هذا التفكك في قائمه واحد تؤمن بان العلمانيه هي الحل كما تطرح بعض القوائم الاخرى الاسلام منهجا وفكرا. فالعلمانيه ليست نوعا واحدا. ورغم ان الاحزاب الاسلاميه لاتصرح خوفا من ان تتهم بالسعي لقيام دوله اسلاميه او الخوف من حمى العدوى بنظريه ولايه الفقيه حيث يوجد من هو داخل الحكومه وقبه البرلمان من يسعى لذلك. في حين كان اعضاء القائمه العراقيه الذين يمثلون التيار الليبرالي يجهرون بليبراليتهم ويروجون لها اينما لاح لهم النقاش. المشكله ليس في العلمانيه فكثير من يرون ان المخلص الوحيد الذي سوف يخلص العراق والعراقيين من هذا الكابوس هو الاحتكام الى نظام علماني يحاول فصل الدين عن السياسه. ولكن المزاج السياسي للعراقيين غير متقبل للاثنين معا. فرئيس الوزراء العراق الاسبق اياد علاوي هو رئيس اكبر تكتل علماني لحد انسحاب الحزب الشيوعي في حين كان رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري يمثل الخط الاكثر اسلاميه في الائتلاف لانشاء دوله اسلاميه رغم ان الاطراف الاخرى التي تحمل شعارات الاسلام واقامه دوله اسلاميه هم اكثر اصوليه. فقد جربوا العراقيين الاثنين وان لم يدم فتره حكمهما طويلا الا ان بعض الامور السلبيه قد طفت على السطح وكانت ذا اثر سلبي في نفوس العراقيين. فمثلا اياد علاوي كان اكثر قربا من الخط البعثي القومي منه الى العلمانيه وترحمه على مشيل عفلق كانت القشه التي قصمت ظهر البعير حين كان يغازل البعثين.الدكتور اياد علاوي هو وليد هذا الحزب الشمولي الذي كانت قياده الهرم العائلي والشموليه هي الصفه الغالبه ولان اياد علاوي هو وليد ذلك الحزب الذي كانت عجرفته اوصلته الى ان ينزل الجحور على ان يرقى ليمنح شعبه فرصه حياه اخير للشعب الذي قاتل معه في كل حروبه التي لم يفكر ولم يشك احد يوما انها عادله او شريفه . ومثلما تخيف العراقين شبح قيام دوله اسلاميه وفق نظام ولايه الفقيه وبعض المأخذ على هذا النظام من تعسف وتركز السلطه في يد الولي الفقيه ومثال الجمهوريه الاسلاميه يتبادر الى الاذهان كلما لاحت كلمه دوله اسلاميه في الافق, فأن الحديث عن العلمانيه يكرس ايضا تجربه مره عاشته بعض الدول الاسلاميه التي اتخذت العلمانيه منهجا او سياسه. التجربه التركيه ومايعانون المسلمون المتدينون من مضايقات من قبل النظام من محاربه الحجاب واللحى والصلاه وطريقه معالجه مثل هذه الامور. فالعلمانيه في تركيا وبعض الحالات في مصر مثل طرد مذيعات لانهم ارتدن الحجاب سجلت نفور وتخوف من قيام نظام علماني يكون اكثر تطرفا من الاصوليه. ولكن الحاله في العراق تختلف تماما, فبالرغم من ان التوجه هو اسلامي كثر مما هو علماني الا ان قيام النظام الاسلامي في الوقت الحاضر اشبه بالمستحيل. فالوضع الاقليمي في المنطقه والازمه الايرانيه -العربيه -الامريكيه لاتريد قيام نظام يكون امتداد للنفوذ الايراني كذلك هو قيام دوله شيعيه وان لم تكن تؤمن بنظام ولايه الفقيه يمكن ان يحدث مشاكل وخصوصا من الدول العربيه التي لازالت لديها تخوف من سيطره الفكر الشيعي على المنطقه. كذلك الحال بالنسبه للعراقيين من سياسين وموطنين فالاحزاب وخصوصا السنيه تعلم ان قيام نظام اسلامي سوف يكون مؤسس على مذهب اهل البيت مما يعني انصهار البقيه في دوله لاتدين بمذهب الطرف الاخر.فالقوائم الان والاحزاب العراقيه بكلا الجناحين الاسلامي واللبرالي لا يصرون على افكارهم الخاص بالمنهج الذي يتخذونه فكم ترى العلماني يصنع مالايصنعه الاسلامي والعكس ايضا صحيح. بل يصح القول ان الاسلامي العراقي هو لبرالي واللبرالي هو اسلامي نوعا ما .فالحزب الشيوعي يعزي الامه الاسلاميه بستشهاد الحسين(ع) ويهنىء العالم بمولد الرسول(ص) وحميد مجيد موسى يذهب الى اداء فريضه الحج والجلبي يحضر مجلس العزاء الحسيني واياد علاوي يزور الامام علي كل هذه الامور تحدث للمغازله يفعلها اللبراليون الا بعد ارتطامهم بجدار الصد الاسلامي الذي ظهر فجاه بعد سقود تمثال بغداد. كذلك الحال هو بنسبه الى رجلات التيار الاسلامي للاحزاب الشيعيه والسنيه. فمن دخول معمين الى القائمه العراقيه الى التغير الذي حدث في كثير من شخصيات الاحزاب الاسلاميه وما تأييد ايه العظمى السيد السيستاني الى العمليه السياسيه والانتخابات الا نتيجه ميل السيد السيستاني الى علمنه النظام بطريقه تساوي اسلمته وتحفظ للاثنين حقوقهما
ونتيجه هذا الصراع الجدلي بين الاثنين (النظام العلماني والاسلامي) تجعل المهمه مستحيله الى قيام احدهما بطريقه سلميه. ولا يمكن ان يقام نظام اسلامي او علماني الا عندما يستولي احد هاذين التيارين بمنطق القوه. اما النظام الذي يمكن ان يحفظ للعراق وحدة ويقاوم رياح التقسيم هو نظام الدوله الاسلاميه العصريه الذي يجب ان يكون نظام منفتح على كل الاطراف وغير منغلق بافكاره. فالمشكله ان هنالك الكثير من الدول ذات النظام الاسلامي ولكنها وقعت بفخ الجمود والتحجر واقفه وقفت شك على كل ماهو جديد او تعذر الأله الاجتهاديه لفقر المجتهد الى المعرفه وعدم الاحاطه بالنص وطرق المعالجه والتعصب .فالمشكله ان الاجتهاد قد عطل بالكامل ان لم يكن في اغلب ميادين الحياه الاجتماعيه ولان الناس لايتقبلون كل جديد.فمثلا يذكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان والده كان يستمع الى المذياع لسماع الاخبار سرا في بيته لان هذا كان غير مسموح به دالخ الحوزه اما من كان يقرا جريده او صحيفه فهذا مما لايمكن قبوله. كذلك عندما قام السيد محمد صادق الصدر بوضع لوحه اعلانات داخل الحوزه جوبهة المسأله بالسخريه واتهم بالثوره على قانون الحوزه. فالدوله العصريه التي تحمل الاسلام منهجا وفكرا لايوجد بها مايخالف العصر فالله سبحانه وتعالى يقول( مافرطنا في الكتاب من شيء ) ولكن شريطه ان تلتزم الدوله في حفظ حقوق الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي