الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كانت أمريكا دولة مسلمة

علي بشار

2008 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ أن خرج الاسلام من ديوان الخلافة الراشدة ودخل في ديوان الدولة الاموية ومابعدها إلى يومنا هذا ... ولم تستطع دولة أن تدير شؤونها وشؤون شعبها ورعاياها بالاسلام المحمدي .. كما نزل على محمد لاكما نزل على الرواة والفقهاء .

هل الاسلام دين مشاكس وصعب وخيالي ... ومتعالٍ على قدرة البشر ويتعارض مع فطرهم وطبائعهم وغرائزهم وشهواتهم .. هل الاسلام دين مثالي ويستحيل تطبيقه على ارض الواقع الانساني ؟
التطبيقات الفرديه والاستثناءات الشخصيه .. والومضات الخاطفه .. التي قد تمر سريعاً في ديوان الخليفة والدولة .. تظل ( فردية المنزع ) وحتى تزويق التاريخ وتبيض الصفحات بأنجازات رجال ما وخلفاء ما وعصر ما في بقعة ما وفترة زمنية ما ... إن هي الا دليل على ( عجز ) المسلمين على تنصيب الاسلام ( نظام حياة وحضارة مستمر ) ...

رفع الشعارات والاعلام بدولة الاسلام التي تطبق الشريعه .. وترفع لواء الدين وتحافظ على العقيدة والهوية .. وتضمن للمسلمين القيام بشعائرهم .. وتحقيق النصاب الأكبر من ( تدين المجتمع ) وفتح الاراضي عنوة بقوة السيف .. وأرغام الناس ( المسالمين ) على المثول بين يدي خيار غير رباني أما السيف والنطع أو الدين كما هو سائد في عصر ( الخلافة المسلمه ) كل هذا لايعد تطبيقا وتمثيلا وخدمة للاسلام أكثر مما هو توظيف واستخدام للاسلام .

أستطاع الخلفاء والفقهاء المسلمين ( مع تحري الدقه وليس الحق ) من توصيف الاسلام بما يخدم ظروف عصرهم ودولتهم وتحقيق أعلى معدل للانقياد والخضوع لمراسيم الخلافة ... وأقامة معالم الدين الماديه ( من مساجد ومدارس وكتب ) وغيرها ... لكن الاسلام كحضارة تبقى وتستمر .. عجزت دول المسلمين السابقة والراهنة عن الوفاء به .. لا لأن الاسلام دين غارق في المثالية وبعيد عن قدرات البشر ... بل لأن الدين يحتاج إلى واقعية للتعامل معه وله .

لو أن امريكا دولة مسلمه .. لتلت علينا صباحاً ومساءًا ... اقوال فقهاؤها ورواة حديثها .. ولآبرزت كل آيات القتال وفتح البلدان .. ولمنعت شعبها من حقوقه بأسم الحفاظ على ( لحمة الدين ) و ( حظيرة الايمان ) ولقتلت من ينادي بوضع نظام يكفل للمواطن حق التفكير والتعبير ..

لو كانت امريكا دولة مسلمة .. لتصدرت فتاوى وآيات ( اطيعوا الله ورسولة وأولي الأمر منكم ) كل برامج الاعلام المرئي والمقروء والمسموع ... ولأخذت على أيدي السفهاء الذين ( يفكرون ) خارج نص الاسلام ( القرآن والسنه ) والتاريخ والجغرافيا والفقه والتوحيد .

لو كانت امريكا دولة مسلمه .. لغرقت بمشكال دولية , اقتصادية واجتماعية لاتستطيع لها حلاً . لأن الناس والعلماء ومناهج التعليم لابد أن تكون ( على ضوء الكتاب والسنه ) وهما مصدرين لايبحثان في التفاصيل والمستجدات في واقع البشر ..

لو كانت امريكا دولة مسلمة .. لسمعنا ألف تبرير لكل ( فشل ) سياسي .. يبدأ بالحمد والثناء على الله ويختم بـ إذا أجتهدت الحاكم وأخطأ فله أجر ... ولرأينا العناوين اليومية في الصحف والقنوات .. تشيد بالحاكم المسلم وولي أمر المسلمين الامريكي .. لأنه صلى صلاة العيد مع المسلمين و( تبرع من ماله الخاص ) مكرمة للناس ..

لكن الحمد لله أن امريكا دولة ( علمانية ) تقر للجميع بدينهم وتتيح لهم القيام بشعائرهم وطقوسهم ... لكنها لاتبرر اخفاء الحقائق وامتهان الناس وسلبهم حرياتهم بأسم الله وكتابه ورسوله .
= منتدى علامات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah