الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد في ذكرى تحررها الخامسة

سلام الامير

2008 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في 9 نيسان 2003 سقط صنم العراق الاكبر وصنم العرب الأعظم الذين ما زالوا يتباكون عليه
قالوا في مثل هذا اليوم إن بغداد الرشيد سقطت كما يتردد في وسائل الاعلام العربي
كذبوا وافكوا بغداد في هذا اليوم عادت للحياة وعادت لها الحياة ولم تسقط بل الخراصون سقطوا بكذبهم ما سقط حقيقة هو النظام السياسي القائم انذاك
بغداد نهضت من تحت الرماد وهي تنفض عنها بقايا غبار زمن دكتاتورية عتيدة ومنذ قرون خلت ورثها القائد الضرورة عن اسلافه الطغاة
بغداد قبلة الحضارة لم يرتضي لها جيرانها من الاعراب والاعاجم إن تنهض من جديد وتاخذ مكانها التاريخي فجندوا فلولهم بما تسمى بالقاعدة والميليشيات وفرق الموت مع اختلاف المسميات إلا إن المسمى واحد
نعم لم يريدوا لها إن تكون رمزا للحرية مثلما كانت بيروت قبل 1975 بيروت الفن والاشعاع فكما طعنوا بيروت طعنوا بغداد فمن ينقذ بيروت وبغداد من هجمة العتاة المردة
نعم تلقت بغداد طعنات من الجيران اقسى من طعنات المغول
بغداد زادتها الطعنات قوة وصلابة كشقيقتها بيروت لم تنكسر بغداد وضلت كما بيروت شامخة
بغداد يا ذهب الزمان
ستبقى بغداد في ذكرى حريتها وتحررها الخامسة ذهب الزمان رغم انف كل الغربان
كما كنت يا بغداد قبلة العلماء ومهد الادباء والشعراء ستبقين يا بغداد شعلة الاشعاع وقلب الحياة

التاسع من نيسان يوم سقوط آلهة الدم وهبل العوجة وهو يوم عيد للعراقيين لكن ليس لكل العراقيين بل لاغلب العراقيين المضطهدين من قبل ذلك النظام والمتضررين من سياساته الرعناء فكان يوم خلاصهم ويوم تحررهم وهو بلا شك اهم تغيير جوهري وحقيقي حصل في العراق اندثرت فيه سلطة الاعوجاج البعثي الصدامي وانتقل الحكم إلى الاعتدال من خلال نظام انتخابي ديمقراطي مشرعن في دستور دائم على الرغم مما صاحب هذا الانتقال من دمار وعنف وتخريب اججه الطائفيون ووصل إلى حد لا يمكن تحمله وهو لا يخدم إلا اجندات دول جوار تجنبا لغزو مماثل واسقاط لانظمتهم الرجعية المتخلفة
وهو يوم حزن ويوم تعيس على من تضررت مصالحهم وخسروا مكاسبهم ومكانتهم وغير ذلك وهؤلاء ما يزالوا يعتبرونه يوم بغيض فتراهم يتظاهرون ويطلقون شعارات من قبيل حماية البوابة الشرقية وما شاكل ذلك من شعارات الفشل ولافتات الظلام
لكن بحق إن ما حصل للعراق في نيسان الخير هو خطوة فريدة من نوعها في تاريخ العراق القديم والحديث وسوف يبقى التاسع من نيسان عيدا وطنيا لكل العراقيين بعد إن يفشل دعاة العودة وتنغلق دائرتهم على رؤوسهم وينتصر المضطهد الصابر وحينها لا يصح إلا الصحيح ولن يكون العراق إلا عراق الديمقراطية
وقد ايقن وتيقن اغلب العراقيين إن البلد لا يمكن إن يبنى إلا بسواعد ابناءه وتماسكهم وتمسكهم بوحدتهم كعراقيين رغم اختلاف اطيافهم وهذا ما بدء يشعر به امراء الطائفية ومؤججي الفتن فاصبح امرأ واقعا ولا مفر من الاعتراف بهزيمتهم إن عاجلا أم آجلا
ولكي يكون هذا اليوم عيدا لبغداد وكل العراق وابناء العراق ممن يرونه عيدا فعلى الجميع إن يتجنبوا العنف فالعنف لا يولد إلا العنف وعليهم إن يرجعوا إلى شمائل وخصال العراقي الحقيقي وهي المسامحة والتسامح والطيبة والكرم والعفو عند الاقتدار وعلى الذين تضررت مصالحهم أو غرر بهم إن يعيدوا حساباتهم ويضعوا مصالح الوطن فوق مصالح الذات فمتى ما توصلنا إلى نبذ العنف جميعا واتفقنا على التسامح فينذاك تكون كل ايامنا اعيادا وليس يوم التاسع من نيسان فقط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah