الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المندائيون نوارس دجله المغيبون

سرى العميدي

2008 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما تمر من احد جسور العراق يجذبك منظر على ضفاف النهر يبادر الى ذهنك للوهله الاولى انها نوارس بيضاء تحمل اغصان خضراء من شجرة الياس تتطهر بمياه النهر وبعد ان تقترب الصوره عفوا هذه ليست نوارس هؤلاء هم الصابئه المندائيين المندائيين او الصبه كما هو شائع في العراق هم احفاد ارض الرافدين واصحاب اقدم ديانه موحده المتعمدين المصطبغين لدين الحق (حيث تعني كلمه صبا في اللغه المندائيه المتعمد المصطبغ ومندا المعرفه او العلم) يؤمنون بوجود خالق اوحد ازلي الذي انبعث من ذاته وبأمره تكونت جميع المخلوقات يتطلعون الى الدرفش المندائي(رمز الديانه)الذي يمثل الاتجاهات الاربعه والله هو نقطه الالتقاء اي انه الموجود في كل الاتجاهات ديانه تحمل في مبادئها وشرائعها كل معاني النقاء الروحي والطهاره عاش المندائيون طوال تاريخهم مسالمين محبين لغيرهم متمسكين جدا بتعاليم دينهم كثيرا ماكانوا منغلقين على انفسهم بسبب الاضطهاد الذي واجههم مما ادى الى بقاء هذه الديانه محافظه على تعاليمها طوال تاريخها للماء قدسيه خاصه في الدين المندائي لما للماء والطهاره من اهميه في حياتهم الروحيه والدينيه كما ترتبط الكثير من الطقوس الدينيه به لانها تطهر الارواح والاجساد وتبعث في نفوسهم النقاء والبهاء وغسل الذنوب والاستغفار من الله عالم النور الذي يعودون اليه والمياه عادة تكون مياه جاريه لذلك كانا دجله والفرات المنبع الرئيسي لممارسة هذه الطقوس وهذا ما يفسر انهم ابناء حضاره وادي الرافدين منذ قديم الزمان المندائيه كديانه مسالمه كانت فريسه للجماعات المتطرفه الاسلاميه الذين يجهلون الدين رغم ان كتابهم ذكر هذا الدين واعتبره من الموحدين(ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئيين من امن بالله واليوم والاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون)ا فهذة النوارس التي كانت تطوف دجله بالامس اصبحت اليوم بين مشرده او صامده تحت الخوف ان الكثير من الصابئه اليوم يعانون الكثير من المشاكل في خارج الوطن فبالاضافه الى مرارة الغربه هنالك امور عديده لا تستطيع هذة الطائفه ان تقوم بها فطقوس التعميد المهمه في اركان هذه الديانه اصبحت تمر بمشاكل طول فترة البرد في الدول الاوربيه مما يحول دون اداء طقوسهم مما يضطرهم الى تأجير مسابح رغم ان من شروط التعميد ان تكون في مياه جاريه كما ان نبتة الاس (الياس) التي ترافق التعميد عادة واحد اجزاء الدرفش يصعب زراعتها في جو الدول الاوربيه والكثير الكثير من المشاكل التي لامجال لذكرها الان الصابئه المندائيون سيبقون جزءا لا يتجزأ من شرائح الشعب العراقي كل فرد مندائي له الحق ان يعيش تحت سقف هذا الوطن وان يمارس حقه في الانتماء لهذه الارض وان يمارس طقوسه وشرائعه بمنتهى الحريه ليس على احد الحق في تكفير وتهميش اي مكون من مكونات شعبنا العراقي فالعراق بكل اديانه وقومياته ومذاهبه يد واحده في هذا الوطن فالدين لله والوطن للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي