الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون يؤكدون .. الله مجرد بلطجي !!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2008 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسلم يرى ان الهه ( فقط )هو الاله الحق ، وانه (فقط ) الذى خلق الكون ، وانه تابعيه ( فقط ) هم الذين سيدخلون بالجنة وما عداه سيحشر فى جهنم الى ابد الآبدين وله كل الحق فى اعتقاده !!
كذلك تابعى المسيحية يؤمنون بذات التصور فالسيد يسوع عليه السلام ، هو ( فقط ) الاله الحق ومن يؤمن به( فقط ) سيكون مقبولا فى الملكوت يوم القيامة الى ابد الابدين ، وله كل الحق فى اعتقاده أيضا !!
الى هذا الحد اتفق مع هذا التصور لكلا الفريقين المسلم والمسيحى على حد سواء فيما يعتقدان ، لأن كل انسان حر فيما يؤمن ويعتقد !!
وعلى الرغم أن النص القرآنى منع سب الذين يدعون من دون الله .. ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم وكذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون- الانعام 108
الا ان المسلمين يسبون الاخر ليل نهار فى صلواتهم داعين الههم الى قتله وتدميره وتشريده !!
ففى كل يوم جمعة لا تخلو صلاة فى اصقاع العالم الاسلامى من جهر الامام بدعوة الله كالتالى :
اللهم شتت شملهم ودمر حرثهم واقطع نسلهم ومكّنا من نسائهم ، اللهم لا تجعل لهم بيتا الا خربته ولا ولدا الا شردته ... اللهم اقتل وشرد ودمر واحرق واهلك وأغرق ......................الخ
تلك الدعوات لا تليق باله وانما ببلطجى عتيد فى الاجرام !!
فاذا كان مشايخ الاسلام ينعقون بما لا يفقهون ، فالأحرى بعقلاء المسلمين ان يمنعوهم من دعوة الله الى تدمير وتشريد وقتل الاخر الذى يختلف معهم فى العقيدة كاليهود والمسيحيين والملحدين !!
فاليهود مغضوب عليهم والمسيحيين ضالين والملحدين احط من الانعام ..... الى اخر قائمة من لا يؤمنون بدين الحق ... أعنى الاسلام .
الغريب فى الامر ان الله لم يستجب لدعاء المسلمين طوال 1400 سنة مضت ، ولم يقتل اليهود ولم يدمر المسيحيين ولم يشتت الملحدين ، بل انهم ازدادوا قوة وعلما وتقدما بينما تخلف المسلمون انفسهم واصبحوا فى قاع الامم ، اى ان الله لم يعرهم اى اهتمام ، الا انهم مازالوا يدعونه الى ارهاب الاخر وقتله على اعتبار انه عدوهم وبالتالى فهو عدو الله ، لأن المسلمين والله شيىء واحد !!
المشكلة من وجهة نظرى لم تعد نظرة المسلمين النرجسية الى الاخر - كونهم خير امة اخرجت للناس - وانما المشكلة فى محاولتهم فرض معتقداتهم تلك على الاخرين بالعنف، على اساس أن معتقدهم هو الاصلح لجميع البشر !!
من المعروف ان الاصلح من عدمه مسألة نسبية ، لأن المسيحيين يرون كذلك ان معتقدهم هو الاصلح لجميع البشر ، والفارق انهم لا يحاولون فرض معتقدهم بالقوة بل يبشرون به ويقدمون بعض الاغراءات المادية – خصوصا للفقراء والمعوزين والجهلة - لجذب اكبر عدد من الخراف للانضمام الى الديانة المسيحية ، مع ابتسامة خبيثة تؤكد على سماحة اتباع السيد يسوع ، وهم للحقيقة براء من هذه السماحة ولا تختلف حماقتهم عن اقرانهم المسلمين !!
وبالمناسبة فقد وعد رجل اعمال مسيحي احد كبار المفكرين العلمانيين بدعم مشروعه الفكرى بالكامل ودعاه الى الاقامة فى امريكا ، وكان اول سؤال وجهه الى المفكر الكبير عند وصوله هو ... هل تعمدت فى مصر أم ستتعمد هنا ؟
وكان رد المفكر صاعقا بالنسبة لرجل الاعمال ، وبالتالى فقد تراجع المسيحي عن تمويل مشروع المفكر ، مما حدا الى العودة الى بلده صونا لكرامته واحتراما لنفسه ، وعندما حكى لى المفكر ذلك ، أكدت له ان ذلك امرا طبيعيا فى ظل المنافسة بين الفريقين ، ولو كان مسموحا لي لذكرت القصة بأسماء ابطالها الحقيقيين الذين ما زالوا على قيد الحياة!!
ما افهمه ان يدعو الانسان الله الى هداية الآخر وصلاحه والحب والجمال والخير والسلام وما شابه من هذه المعانى النبيلة الجميلة التى تليق بالله .. أليس كذلك ؟
الى متى سيظل المسلمون احمق امة اخرجت للناس ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي