الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناهجنا التعليمية والبعد الثالث في صورى حركة المجتمع العراقي

نبيل قرياقوس

2008 / 4 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


اكثر من خمس عقود مضت، ولما تزال معظم نظريات وتحليلات العالم العراقي الراحل علي الوردي (1913 – 1995 م ) في علم الاجتماع رائدة بلا منافس لاسباب عدة اختصر ذكر اهمها:
1. القدرة المتميزة للعالم الوردي على دراسة واستيعاب النظريات الفلسفية الخاصة بعلوم تصرفات الانسان والمجتمع لكبار مفكري العالم دراسة مختبرية وبالتالي الوصول الى النظرية الانسب والتحليل الاصح ، وليس صحيحاً ان نحلل او نوعز ما وصل اليه عالمنا كونه اقتباساً لشيء من هذه النظرية وشيئاً آخر من تلك النظرية فالنظرية والاراء العلمية تتطور جيلاً بعد جيل تواصلاً جدلياً ولو كانت اقتباساً لولدت ميتة.
هذه القدرة لعالمنا الراحل جعلته في مصاف ابرز خلفاء علماء الاجتماع في العالم فلا استغراب ان تترجم مؤلفاته الى اكثر من عشرين لغة حية في العالم ولايزال علماء الاجتماع والمثقفين في العالم يتدارسون مؤلفاته بينما الاستغراب في أن لا نجد في مناهج طلبتنا أي من حروف عالِمنا.
2. قدرة العالم الراحل على تحليل حركة الفرد والمجتمع العراقي وفقاً لافتراضات ونظريات علمية وواقعية مكتشفة ومقنعة ، وتدرك ذلك حيث ترى ان العراقيين يتداولون فحواها تفصيلياً ، دون قصد ، عند حدوث حادثة معينة تكون واضحة بابعادها الدقيقة عليهم ، ولم يفلح جميع المختصين الاجتماعيين ( عدا العالم الوردي ) في اكتشاف تلك المضامين ليحددونها عناصراً عامة مشتركة ضمن دراستهم لحركة الفرد والمجتمع العراقي.
3. سعة أفق دماغ العالم الراحل وتمتعه بشخصية فريدة مكنته ان يفك بجرأة نادرة قيوداً ثقيلة معقدة تربطه بمجتمع كالمجتمع العراقي ذي العادات المكتسبة القاسية التي تمنع ذكر الحقيقة ما دام فيها ما يعتبر عيباً أو انتقاصاً من قيمٍ خيالية ، ومنها مثلاً وليس تحديداً واقع ما هو مفترض من أن على كُتاّبنا ان يمثلوا ويخرجوا كل مجريات الواقع الاجتماعي او التاريخي للعراقيين وكأنها المثاليات المجردة بعينها، ففلان يُصنف بطل أو خائن ، وتلك انتصارٌ أو خسارة ، وذاك بناء أو هدم ... وغيرها، لقد تمكن الراحل من دراسة وتحليل الكثير من تحركاتنا الاجتماعية فرداً وجماعة وتوصل الى ايضاحات ونظريات قد يعتبرها البعض أساءة لتاريخنا وللشخصية المثالية التي نحلم ان تكون لماضينا أو حاضرنا حتى لو كنا في اعماقنا ندرك انها ليست كذلك . أفلح العالم الراحل في وضع الحقيقة في اقرب موقع يراه وكانت كل عدته وادواته هي الذكاء والجرأة والواقعية ، وهكذا كشف بشكل لم يسبقه فيها أحد من كُتابنا الاجتماعيين أو التاريخيين البعد الثالث لصورة الاحداث أو التصرفات الاجتماعية والتاريخية العراقية ، هذا البعد الذي يتضمن الاسباب الكامنة أو الخفية وغير المعلنة لكثير من تلك الحوادث او التصرفات ، فبعدٌ ثالثٌ مع بُعدي الفاعل والزمن قد يقلب الموازين وليكون الاسود ابيضاً والابيض اسوداً حينما تتكامل الصورة.
4. تعرضت مؤلفات العالم الراحل الى النقد أو الانتقاص من البعض ، وبسبب ضعف الحجة حدث العكس ، شاعت مؤلفات العالم الراحل وازداد عدد المهتمين بها ولايزال .
نحن بحاجة الى اعادة دراسة مؤلفات عالمنا في علم الاجتماع ولا اقول تقييمها لان تقييمها قد يجعلنا بحاجة الى علماء اجتماع يفوقون بقدراتهم امكانيات عالمنا الراحل واظن إنّا نفتقدهم.
آن الاوان لمناهج دراسية في الاجتماعيات تحكي وترسم تاريخنا وحاضرنا واضحاً بصورة كاملة المعاني ثلاثية الابعاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى