الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى 74 للحزب الشيوعي العراقي تمر بهدوء...

كريم جاسم الشريفي

2008 / 4 / 11
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مرت علينا الذكرى الرابعة والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي كأنها ذكرى عابرة، باهتة خالية من شحنات العناق الحار والألق المتوهج للفكر يوم كنا نحتفل في جوف الزنزانات الرهيبة للبعث المقبور.. كنا نتهيأ الى الأحتفال قبل أيام من قدوم يوم 13 آذر.كنا نضع البدائل في حالة مداهمتما من قبل رجال البعث وجلادتهم، وإذا استعصى صيّدنا عليهم في تلك الليلة ، يأخذ احتفالنا بعداً تعبويا وترفيهيا نُحسد عليه.أتذكر احتفال عزيز على انفسنا حدث عام 1984 يوم احتفلنا احتفالاً مهيبا ومرفهاً، حيث كنا نعاني من كدمات السوط ، وقروح الفلقة، وندوب (الكيّبل) ننّزف بشره متوسلين في دواخلنا الجلاد(مفوض حسين) ورهطه ان نمضي الى المَحجرْ لنحتفل (الليلة بالقمر الزائر من خلف القضبان). نريد دخولاً ميموناً قبل الثانية عشر ليلاً .. فعلاً دخلنا المحجر المترف الكائن في ممر الأستفبال لأن المحاجر الآخرى عبارة عن سجن انفرادي، حيث سبقني رفيقي سعيد عبدالله كريدي (أبو مناضل) الى الزنزانة.دخلها فاتحاً منتصراً والدم يتساقط من بدنه النحيف يرسم خلفه خطوط متعرجة. استعجل الآخرين بأدب جم لكي يتراصفوا الى الجهة الآخرى التي تبعد عن النافذة قليلاً، أدركت على الفور سبب اختياره المكان .. بمحض الصدفة وجد سعيد شمعة عند أحد السجناء فتأكد احتفالنا المرفّه الليلة بلا شك. بادرته القول .. يللّه ابو مناضل الوقت يدركنا والساعة تقترب من المنتصف .. أوقدتُ الشمعة ووضعتها في المكان الملائم لمثل هذا اليوم ،حيث توجد في الشباك ثلاثة رفوف وضعتها على الرّف الأوسط . الكل ينظر الينا بغرابة ... بدأنا الأحتفال بدقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب كافة ، وشهداء الحركة الوطنية، ثم عاهدنا انفسنا على المواصلة ، بعدها بدأ الأستذكار بمآثر الحزب وشهدائه على مختلف مراحل النضال .. بدأ رفيقنا سعيد يلهب حماس الجميع بالقائه العذب والمعبربقصائد من الشعر الشعبي الجميل، ثم عرج على سياسة الحزب مستعرضا التأريخ الثوري للحركة العمالية العالمية، وانجازات الأشتراكية.. بعدها بدـ الأعياء واضحاً علينا. في اليوم التالي وجدنا والندوب والورم يملأ أجسادنا.. بعد 24 سنة وهذة المرة في جمهورية فنلندا وتحديدا في العاصمة هلسنكي نعيد الأحتفال مع سجناء وآخرين من الرفاق ، حيث وجدنا قبواً للأحتفال بالذكرى الرابعة والسبعين لميلاد الحزب هنا . كانت جلسة متواضعة حضرها ثمانية اشخاص أمصينا فصولاً من الدردشة والطرائف مع البيرة والنبيذ بدون اي شمعة ولا زنزانة ولا سوط ولا جلاد وهذا الأهم . تمنى المحتفلون هذه المرة بأن يتحرر الوطن من المحتل ومن قوى الظلام ، وأن يستعيد الوطن والمواطن عافيته.آمين............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -


.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا