الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ضائعون

بولس رمزي

2008 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تشهد المنطقة العربية منعطفاً تاريخياً خطيراً للغاية، ومما لا شك فيه فإن قمة دمشق ستكون بداية النهايه للكيان العربي بأكمله، فإن المنطقة العربية تتعرض هذه الأيام إلى مخططاً خطيراً، ما لم يفق حكام المنطقة عن غفلتهم فإننا سوف نشهد خلال فترة وجيزة للغاية تفككاً انهياراً خطيراً للمنطقة العربية يشبه في ظواهره للانهيار الذي تعرض له الاتحاد السوفيتي البائد، وسوف نشهد ظهور دويلات وكيانات جديدة في منطقتنا العربية على غرار ما شهدناه عند انهيار الاتحاد السوفيتي وتفتته إلى كيانات صغيرة آخر نتائجها شهدناها جميعاً عندما ظهرت على السطح دويلة كوسوفو التي اعترفت بها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي قبل أن تظهر إلى النور، ومن مؤشرات ما يحاك لنا من مخططات نري الشواهد التالية:
أولاً: ما نراه في العراق من ظهور جيش المهدي التابع للكتلة الصدرية التي تمثل الكيان السياسي الذي أوصل رئيس الوزراء العراقي على سدنة الحكم في العراق، ونرى كيف أن جيش المهدي بأيديولوجيتة الشيعية يمثل دولة داخل الدولة التي يترأس حكومتها رئيس وزراء شيعياً وأغلبيه برلمانيه شيعية، ومن هنا نتحسس جيداً فيما يحدث في المنطقه لنرى أن ما يحدث ليس له علاقة بمحاولات الشيعة في السيطرة على نظم الحكم في المنطقه العربية، كما يعتقد البعض حيث أن الطائفة الشيعية بالفعل تتبوأ نظام الحكم في العراق، ولكن ما يحدث الغرض منه هو خلخلة نظم الحكم العربية وإضعافها وتفتيتها بخلق دولة مسلحة وقوية داخل دولة ضعيفة لا تستند على قاعدة شعبية.
ثانياً: بنفس السيناريو الذي في العراق يلعب حزب الله نفس دور جيش المهدي والكتلة الصدرية في لبنان، فقد قام حزب الله في لبنان بحرب استعراضيه من تحت الجحور وتسبب في دمار البنية التحتية اللبنانية، وهللت له الفضائيات العربية بأنه حقق ما لم تستطع دول عربية كبري بانتصار زائف ومزعوم على إسرائيل، مما خلق لحزب الله قاعدة شعبية كبرى في لبنان والعديد من الدول العربية، وتناسوا تماماً أن نصر الله وحزبه الإلهي لا تعنيهم الحرب مع إسرائيل بقدر ما تعنيهم الدعاية الإعلامية التي ساهمت إسرائيل نفسها في تروجيها بجعل من حزب الله أسطورة وفزاعة لا تخيف اللبنانين فحسب بل تخيف جميع الدول العربية، ومنعها من التدخل العسكري في لبنان تخوفاًَ من هزيمة قاسية على أيدي أبطال حزب الله، وكثيراً ما نجد أن إسرائيل تشيع بأن حزب الله قد أصبحت قوته الضاربة أعتى من سابقه، وتهدف إسرائيل في ذلك إلى إخافة العرب من التدخل في لبنان لردع هذا الحزب الذي يهدف إلى تقسيم هذا البلد المسالم الضعيف، وأن يطلبوا نجدة الأخطبوط الأمريكي لمواجهة جبروت حزب الله ووضع رجل أمريكا الثانية في بلاد الشام على غرار ما حدث في العراق عندما طالب العرب بأنفسهم الفارس الأمريكي لحمايتهم من أكذوبة جبروت صدام حسين.
ثالثاً: بنفس الأسلوب نرى منظمة حماس تنقلب على السلطة الفلسطينية وتنفرد بدويلة غزة المحاصرة، ونرى داخل الأجزاء المتبقية من دولة فلسطين دولتين وحكومتين وقوتين مسلحتين، ونرى من العرب من يدعم كلاً من القوتين لمواجهة الآخر، وتركوا تحرير الأرض الفلسطينية سواء سياسياً أو عسكرياً، وتفرغوا إلى قتال بعضهم البعض، وبدلاً من أن يتفرغ العرب لإيجاد حلولاً دولية لقيام الدولة الفلسطينية على الجزء المتبقي منها في الضفة الغربية والقطاع، نجدهم يلهثون في إطلاق المبادرات السياسية الرامية للصلح بين طرفي الأزمة الفلسطينية الداخلية، ونرى الطرفين متشددون مع بعضهم البعض ومتساهلون مع الخصم الإسرائيلي فنرى عباس وفياض يعقد الاجتماعات ويوزع القبلات على الإسرائيليين ويرفض الجلوس مع أبناء وطنه في غزة، ونرى أيضاً منظمة حماس تلهس روحة وايابا بين غزة والعريش في مصر للتفاوض على هدنة طويلة الامد مع إسرائيل في مقابل الحصول علي موافقة موافقة اسرائيل بفتح معبر رفح بين مصر وغزة، فقد اختزلت حماس القضية الفلسطينة من وجهة نظرها في مطالبة إسرائيل على فتح معبر رفح على أن تتولى حماس بنفسها الإشراف عليه، فإننا سوف نرى أن حماس بكل أيديولوجيتها ومواقفها المتشددة سوف تنهي كفاحها المسلح مع اسرائيل بمجرد أن توافق إسرائيل على فتح معبر رفح، وبالتالي فإن منظمة حماس هي أكذوبة الجهاد والكفاح المسلح لتحرير الأراضي الفلسطينية، ولكنها ضمن مخطط يرمي إلى تجزئة فلسطين والانطلاق نحو مصر عبر معبر رفح الذي هو هدفها الرئيسي الآن لنشر أيديولوجيتها بين قبائل البدو في شبه جزيرة سيناء لتنفيذ نفس المخططات في كل من العراق ولبنان وفلسطين لتكون هناك دولة داخل الدولة في مصر أيضاً.
رابعاً: من العرض السابق نرى العوامل المشتركة التالية:
العامل الأول: نرى جيش المهدي في العراق القائم على أيديولوجية إسلامية شيعية يقاتل ضد الحكومة العراقية الشيعية.
العامل الثاني: نرى حزب الله اللبناني يقف حائلا أمام قيام الدولة لبنانية ويقوم على تعطيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقدرات الأمنية، والعسكرية وكذلك يقف حائلاً أمام ترشيح رئيساً للدولة اللبنانية وهو أيضاً ذو أيديولوجية إسلامية شيعية.
العامل الثالث: نرى منظمة حماس ذات الأيديولوجية الإسلامية السنية تقتطع قطاع غزة من مشروع الدولة الفلسطينية وكل هدفها هو فتح معبر رفح لكي يتم اختراق مصر في شبه جزيرة سيناء ليكون هناك دولة داخل الدولة في سيناء مستغلة في ذلك اتساع مساحة "شبه جزيرة سيناء" وعدم مقدرة القوات المصرية السيطرة على هذه المساحة بأكملها نظراً لاتفاقات السلام المصرية الإسرائيلية التي تحد من التواجد العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء بإعداد لا تتناسب مع ردع قيام مثل هذه الانقسامات التي تخطط لها حماس ومن ورائها.
ومن خلال هذا العرض نرى أن جميع الشواهد لها مدلول واحد ألا وهو أن هذه الأحزاب المسلحة تقوم باستخدام العاطفة الدينية والكفاح الديني المسلح ليس بغرض نصرة الدين كما يدعون ولكن الهدف هو هدم الكيان العربي وتفتيته وتمزيق المتبقي من الكيان العربي وكذلك تفتيت الدول العربية إلى دويلات ضعيفة هزيلة.
ولن تقوم قائمة للمنطقة العربية إذا استمرت مستخدمة الأيدلوجية الدينية كمنهاج لها فإننا نرى الحل يكمن في العلمانية فلنتدين جميعاً داخل أماكن عبادتنا ولكن علينا أن نبعد الدين عن العمل السياسي والعسكري وبالتالي لابد لنا وأن نرفع شعارنا "العلمانيه هي الحل".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني