الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جورج إسحاق

محمود الزهيري

2008 / 4 / 16
المجتمع المدني


هل من الممكن أن تختلف مع جورج إسحاق في حب مصر وعشق المصريين والبحث عن أسباب سعادتهم ورفاهيتهم ؟
وهل من الممكن أن تجد نقاط إختلاف بينك وبين جورج إسحاق حول مستقبل مصر وحريتها وأمنها القومي وسيادتها الوطنية وريادتها في المنطقة العربية والإقليمية والدولية ؟
وهل تحست في جورج إسحاق المسلم وطناً والمسيحي ديناً أنه عنصري متعصب أو غوغائي ديماجوجي متهور ؟
إن جورج إسحاق هو الذي قاد حركة كفاية ومازال يقوم بنفس الدور الفطري والطبيعي في قيادته للحركة من غير أن يتم تكليفه بدور , فهو قائد لايمكن إلا أن تحترمه وتقدر أدواره , تبتعد عنه بفعل الظرف المكاني وتجدك كأنك تجاوره في السكن , وتبتعد عنه بفعل الظرف الزماني وتجدك تنجذب إليه بفعل الظرف العاطفي , تختلف معه بفعل الظرف العقلي , وتجدك تنحاز إليه بآليات الظرف الوطني , هاهو جورج إسحاق الإنسان الذي لايمكن لك إلا أن تحبه وتعشق وطنيته وحبه للإنسان كحبه للوطن .

هل بإمكان أي إنسان معتصم بالكرامة ومتمسك بالشرف أن يتهم جورج إسحاق بالخيانة والعمالة ضد مصر والمصريين ؟
هذه التساؤلات علي إثر توجيه جملة من الإتهامات لجورج إسحاق علي خلفية أحداث 6 , 7 إبريل 2008 والتي كانت من آثار جرائم عديدة إرتكبها النظام الحاكم وأجهزته الأمنية في حق الشعب المصري علي مدار عقود زمنية متتالية فقد فيها الشعب المصري كل مقومات الحياة الإنسانية الكريمة بالإضافة إلي تحميله بعدة فواتير ثقيلة واقعة علي كاهله المريض المنهك بالفقر والمرض وسوء التغذية وحياة العشوائيات وزحام المواصلات الخانق , وأزمة الحصول علي رغيف الخبز والذي أصبح يوزع علي البطاقات التموينية في بعض مراكز محافظات مصر لدرجة أن أصبح رغيف الخبز عزيز المنال ويصعب الحصول عليه ولو بالموت في بعض الأحيان والتي تكررت في محافظات عديدة من أجل الحصول عليه .
بل والحديث عن مآسي النظام المصري في حق الشعب المصري وعلي سبيل المثال أزمة بيع القطاع العام وإضاعة حصيلة البيع وتبديدها في أمور لايعلم عنها الشعب المصري أي قدر من العلم والمعرفة , وقتلي العبارة وحرقي قطار الصعيد أكياس الدم الملوثة , بل وإطعام الشعب المصري بلحوم الحمير النافقة والقمح المسرطن , مع الإرتفاع الفاحش لغلاء الأسعار والذي يعجز المواطن المصري عن تدبير إحتياجاته الضرورية حتي بالخبز فقط , وتلوث مياه الشرب , بجانب العديد من الأمثلة التي لاتحصي ولاتعد والتي تمثل جرائم في حق الشعب المصري .
ولاننسي علي المطلق جرائم التعديلات الدستورية وتزوير الإستفتاء عليها , وإعدام الإشراف القضائي الكامل علي الإنتخابات في مجالس الشعب والشوري والمحليات , وبالجملة تأميم الحياة السياسية بالكامل وبلا إستثناء لصالح النظام الحاكم بالفساد والظلم والإستبداد , بل وجريمة توريث الحكم لصالح مبارك الإبن دون خجل أو حياء من الواقع المحلي والإقليمي والدولي وكأن الشعب المصري نهب مشاع لأسرة آل مبارك وأهل الموالاة من زمرة الحكم والسلطة في مصر المحكومة بعصي وهراوات الأمن المركزي وفرق الصاعقة والكاراتيه والقوات الخاصة , وبالبلطجية المأجورين بواسطة أجهزة الأمن للتعدي علي التظاهرين في الشوارع والميادين العامة , أو داخل الحرم الجامعي في الجامعات المصرية , ناهيك عن جرائم هتك عرض النساء والفتيات في الشارع العام , وهتك عرض المعتقلين داخل أقسام الشرطة ومراكز البوليس , بل وقتلهم بالتعذيب أحياناً أخري .
إن أحداث 6 , 7 أبريل 2008 مازالت متصورة في الوجدان الشعبي المصري المأزوم بسياسات النظام الحاكم , وهي علي أهبة الإستعداد للتكرار في أماكن عديدة , لأن الظرف الزمني والتاريخي مهيأ للتكرار بعنف وقوة , ولن تكون لحركة كفاية أو غيرها من الحركات والمنظمات الشعبية , أو حتي الأحزاب السياسية , ولاحتي جماعة الإخوان المسلمين التي تم تصويرها علي أنها غول متوحش يتأهب للإنقضاض علي الحكم والسلطة كما صورها النظام الحاكم للشعب المصري للقوي الخارجية توطئة لإستمراره في الجلوس علي كرسي الحكم والسلطة أو توريثهما لمبارك الإبن , وإنما المطالب الإجتماعية والإقتصدية هي صاحبة الدور الفاعل في صناعة حريق مصر الآني أو المستقبلي , من غير أن تكون هناك قوي بديلة منظمة تستلم قيادة المجتمع المصري وترحمه من حريق بدأ النظام المصري في إعداد فتيله وصناعة قنابله ومتفجراته بإعدام الحياة الإنسانية الكريمة وإعدام الحريات .
ولما كان جورج إسحاق قد حدث له تحول في الصدام مع النظام الحاكم وتحول من مرحلة المطالب السياسية إلي مرحلة أشد خطورة علي النظام الحاكم وهي مرحلة المطالب الإجتماعية بتداعياتها السياسية والإقتصادية , فكان أن تبدي الأمر للنظام الحاكم أن يلفق لجورج إسحاق وقيادي حركة كفاية جملة من الإتهامات من صناعة النظام الحاكم وأجهزته الأمنية لدخولهم في نفق مظلم للنظام الحاكم وهو النفق الحقيقي للنظام الحاكم الذي من الممكن أن يتحول إلي مقبرة له , ألا وهو مقبرة المطالب الإجتماعية التي سيعجز النظام الحاكم عن الخروج من هذا النفق المؤدي حتماً للمقبرة وذلك حال عجزه عن توفير المطالب الإجتماعية للشعب المصري بإسترداد ماتم نهبه وسلبه وسرقته من الشعب المصري بواسطة أهل الموالاة والسطوة والحظوة شركاء النظام الحاكم في حريق مصر , والذين هم في الواقع الحقيقي يتوجب توجيه الإتهامات التي وجهت لشخص جورج إسحاق وقيادي حركة كفاية وشرفاء هذا الوطن إلي أشخاصهم هم لأنهم من ارتكب الجرائم في حق الشعب المصري وهم من صنعوا أحداث 6 , 7 أبريل 2008 بفسادهم واستبدادهم وتأميمهم للحياة السياسية , وقتلهم للحريات وإعدامهم للديمقراطية .
فمن المتهم الحقيقي إذاً ؟
هل من يحب مصر الوطن والشعب ؟
هل من يحب الحرية والعدالة والديمقراطية وتداول الحكم والسلطة وعدالة توزيع الثروة القومية ؟!!
فهل جورج إسحاق علي خلفية عريضة الإتهام متهم إذاً ؟!!
أليس النظام الحاكم هو المتهم علي خلفية عريضة الإتهام الموجهة لجورج إسحاق ؟!!
وفي النهاية الشكر كل الشكر لجورج إسحاق وقيادي حركة كفاية وشرفاء هذا الوطن , فالتاريخ لايصنعه إلا الشرفاء , أما أعداء الأوطان وأعداء الإنسان فمزبلة التاريخ مأواهم ومستقرهم .
محمود الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق


.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |




.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا