الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والدفاع عن الرسول(ًص)

جمال هاشم

2008 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عادت قضية الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص) لتطفو على سطح الأحداث من جديد ، خاصة بعد التهديد المتواصل الذي يتعرض له الرسام الدانماركي المسؤول عن إثارة هذه القضية ، وتضامن مجموعة من الصحف معه بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تتهم رسول الإسلام بالمسؤولية عن الإرهاب المنسوب للدين الإسلامي . إن المنطق الأوروبي يعتبر قضية تلك الرسوم قضية حرية رأي وتعبير لايمكن للدولة أن تتدخل لمنعها بحكم القانون ولا تستثنى الرموز الدينية المختلفة ، بينما يرى المسلمون أن التعايش والتسامح بين الأديان يتطلب توفير مناخ ملائم من الإحترام المتبادل للرموز الدينية المختلفة ، خاصة وأن ظاهرة الإرهاب مسيئة للحضارة الإنسانية ككل وهي مرتبطة بالتطرف والتشدد ولايمكن ربطها بالرسول أوبالقرآن الكريم . إن السؤال الأعمق الذي ينبغي على المسلمين طرحه على أنفسهم هو التالي : لماذا تصور هذا الرسام وغيره الرسول كزعيم للإرهاب الديني ؟ ألم تكن الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها الجماعات المتطرفة باسم الدين هي التي أدت إلى الربط بين الإرهاب والإسلام ؟ ألم يعتبر الإرهابيون أعمالهم الإجرامية جهادا في سبيل الله ؟
إن أكبر إساءة إلى الإسلام هي ظهور شبكات إرهابية تنسب نفسها لله وللرسول ، وتعتبر القتل والتدمير تقربا منه تعالى ، وعربونا على الإيمان ، فكيف لايترسخ في ذهن هذا الرسام وفي أذهان كثير من الأوروبيين أن رسول الإسلام هو من حرض أتباعه على الإرهاب ؟ وهل سيكون الحل السليم هو الرد على هذه الرسوم بأعمال همجية أو بقتل الرسام كي يتأكد تصور الغربيين عنا ؟ إن الملايين من الناس الذين خرجوا في مظاهرات للإحتجاج على الرسوم المسيئة للرسول(ص) كان عليهم أن يتظاهروا قبل ذلك ضد تنظيم القاعدة وضد كل التنظيمات الإرهابية التي شوهت الإسلام وأعطت عنه صورة سلبية ملطخة بالدماء وبأشلاء الأبرياء . إن الغربيين الذين يحملون صورة سلبية عن الإسلام وعن رموزه لم يبنوا تصورهم من فراغ ، بل وجدوا من المسلمين المتطرفين من يبرر أعمال القتل والتخريب بآيات القرآن وأحاديث الرسول ، ويعتبر الجهادالدموي ركنا من أركان الإسلام ، فمنذ تفجيرات نيويورك 11 شتنبر 2001 مرورا بتفجيرات لندن ومدريد... رسخ في أذهان الغربيين أن الجيل الجديد من الإرهابيين هو جيل الإرهابيين الإسلامويين الذين ينشرون الحقد والكراهية بين الأديان ويرفضون كل القيم الحضارية النبيلة ويحلمون بالعودة إلى الزمن الماضي .... لكن المؤاخذة التي يمكن أن توجه للإعلام الغربي ولمختلف المهتمين بقضايا الإسلام ، هي سقوطهم في التعميم ، فالمسلمون ليسوا كلهم إرهابيين والإسلام ليس بالضرورة دين تطرف ، لأن قراءة المتشددين قراءة سياسوية ماضوية عكس مختلف القراءات المعتدلة لهذا الدين ، لهذا وجب توفير المناخ الضروري للتعايش والتآخي بين الأديان ، بعدم المس بالرموز الدينية المقدسة أو إهانتها ، لأن من شأن ذلك أن يعمق التوتر القائم ويعطي مبررا آخر للمتطرفين كي يكسبوا أنصارا جددا . كما أن الدفاع عن الرسول يكون بنهج أسلوب الإعتدال والتسامح وإشاعة ثقافة الحوار بين الأديان ، ولإبراز الجوانب المضيئة من ديننا الحنيف ومن تاريخنا الغني بالمبادرات الإنفتاحية على مختلف شعوب العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم