الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خراب يعم البلد ... والبناء محض شعار والفساد سيد الموقف!

هفال زاخويي

2008 / 4 / 17
المجتمع المدني


كان رقماً مهولاً ما صرحت هيئة النزاهة قبل ايام في" صحيفة الشرق الأوسط" من الأموال التي تم هدرها في حالات الفساد ... لقد تحدثت الهيئة عن 250 مليار دولار تم هدرها من خلال عمليات تهريب النفط وكذلك من خلال العقود في الوزارات السيادية ...جاء في التقرير ان بؤرة الفساد في العراق هي الأمانة العامة لمجلس الوزراء ( خسائر العراق خلال الخمس سنوات الأخيرة بسبب الفساد الإداري والمالي بلغت 250 بليون دولار وان الأمانة العامة لمجلس الوزراء تعد " البؤرة الأخطر للفساد" فيما احتلت وزارات الدفاع والداخلية والكهرباء مرتبة متقدمة في الفساد... انتهى ) الشرق الأوسط 12 نيسان 2008 .

أي بلد هذا ...؟ وأي فساد هذا ...؟ وأي قانون هذا...؟ وأي بناء يتحدثون عنه ...؟ وعن أية ديمقراطية نتحدث ...؟!

لقد تحدثنا في اكثر من مناسبة وطرحنا عشرات المرات موضوعة الطبقة الجديدة المنتعشة في عهدنا الديمقراطي هذا ... اي نهش في جسد البلد ...؟ أي انتهاك لحقوق هذا الشعب ...؟ كيف نقضي على الإرهاب في ظل هذا الفساد ...؟ يبدو بأني سأكون مفرطاً في استخدام علامات الاستفهام غير المجدية والتي اتمنى ان يقف عندها كبار رجالات الحكومة الذين يطلقون التصريحات كل يوم ويبشروننا بالقضاء على الارهاب والفساد.

لن يتم القضاء على الارهاب وعلى العنف ما دام الفساد يعشعش في القلوب كنظرية تطبق بحذافيرها...ملايين العاطلين عن العمل ...ملايين الاطفال الايتام...ملايين الارامل والامهات الثكلى ... والفساد جار على قدم وساق . يا لها من عملية بناء دولة ديمقراطية حديثة ...!

قبل ايام بثت فضائية بلادي تقريراً مصوراً ظهر فيه اطفال ونساء من عوائل معدمة تعيش في بيوت الصفيح والاطفال يقتاتون على المزابل ... والمليارات تهدر ويتحدثون عن البناء ...!

في الدول المجاورة غدا العراقي مهاناً ذليلاً مهجراً مشرداً ... والمليارات داخل البلد تهدر... تقارير صحفية دولية وعربية تتحدث عن المتاجرة بالفتيات العراقيات في دول الجوار في اسواق الدعارة بسبب الفقر والعوز... والمليارات داخل البلد تهدر .

نقلت الوكالات عن صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة بالبرلمان العراقي ما نصه "انه من الصعب تحديد حجم الفساد في البلاد فلا تخلو وزارة أو هيئة عراقية من الفساد " ويستمر الخبر " وأوضح الساعدي ان الفساد يتمثل في اهدار المال العام في الموازنات العامة ونهب الأموال المخصصة لاعادة اعمار الأقاليم والمحافظات "

أية كارثة هذه تحل في البلد في ظل الشعار الذي رفعته حكومة السيد نوري المالكي " ان العام الحالي سيكون عام القضاء على الفساد الإداري والمالي " .

لأ أدري مواقف النواب في مجلس النواب - من الذين رشحهتهم احزابهم لتبوء منصب نائب – من هذه الظاهرة ... ام ان الرواتب الخيالية + رواتب الحمايات المغرية تجعلهم يغضون الطرف عن هكذا كارثة...؟!

فكيف يا سادة يا كرام في الحكومة العراقية تدعون المواطن لاستقاء الانباء من اجهزة الاعلام الحكومية ... وكيف ترتفع الدعوات الرسمية في طول وعرض البلاد بالتصدي للصحافة المستقلة ... ؟!

بالطبع هناك الفساد المعنوي أيضاً والذي يؤسَسُ له كثقافة دون هوادة ... فكيف سنرى بلدنا بعد عشر سنوات ... والى متى سنتخذ من الإرهاب شماعة لتعليق هذه الكوارث عليها ...؟

خروج من الموضوع الرئيسي :
مع فرحي الشديد والجيش العراقي يحرر الصحفي البريطاني المختطف في البصرة ... انتابني حزن شديد وضحكة سخرية في نفس الوقت وانا ارى الضباط العراقيين يلتفون حول الصحفي البريطاني والسيد محمد العسكري يضع يده على كتفه والكل يبتسمون ... في حين ان الصحفي العراقي يختطف ويقتل والمشكلة مشكلة عائلته المنكوبة في وقت هو مهان من قبل مسؤولي عصر الديمقراطية في العراق... عصر الصحافة والاعلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مكاسب فلسطين من قرار الأمم المتحدة بتأييد عضويتها؟


.. التصويت لصالح الفلسطينيين في الأمم المتحدة في الصحافة العالم




.. بالذكاء الاصطناعي.. -روبوت- يدرب عناصر الشرطة الأميركية للتع


.. فرنسا تدعو إسرائيــــ ل إلى وقف عمليتها في رفح بلا تأخير.. م




.. أغلبية ساحقة لصالح -دولة فلسطين- بالأمم المتحدة.. وإسرائيل: