الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟

كاظم غيلان

2008 / 4 / 20
المجتمع المدني


هذه المدينة لربما هي في مقدمة مدن الدنيا التي اختطفت قلوبنا بمحبتها وكفاحها وشرفها العظيم، توالت عليها المصائب والكوارث وشهدت قمعا وحشيا لا شبيه له، وان كانت (سونغ ماي) المدينة الفيتنامية التي حولها الاميركان لمقبرة تضم مئات البشر، فمدينتنا هذه
ولودة للحياة والخلق والتجدد. اسموها (الثورة) تيمنا بثورة 14 تموز 1958 وكان صاحب الفضل الاول لبنائها الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم، وتأكيدا لاخلاص اهلها المسحوقين وولائهم الوطني الشريف للزعيم احتشدوا صبيحة انقلاب 8 شباط الاسود 1963 ببوابة وزارة الدفاع اذ نذروا ارواحهم الطاهرة لمنقذهم ومؤسس مدينتهم الا ان الانقلاب الذي نفذه من جاؤوا بواسطة القطار الاميركي باعتراف امين سر القطر وقتذاك علي صالح السعدي كان اقوى وراح الشهيد قاسم ورفاقه ومن ثم جاء الاخوان عارف ليغيرا اسمها فاستبدلوا الثورة بـ(الرافدين) وهي الغارقة بالمياه الآسنة واكوام القمامة والبؤس في نظرة طائفية لا تخلو من الدونية، ومع نهاية حكم عارف الثاني واستيلاء البعث ثانية على دست الحكم وانسجاما مع سادية وهشاشة منظومة الفكر الفاشي وتسلط صدام على كل شيء منحها الاسم الثالث فاصبحت (مدينة صدام) وراحت اجهزته القمعية تمارس اقذر جرائمها في تصفية ابناء هذه المدينة العريقة المناضلة بينما انبرى نجله المقبور (عدي) ليكتب عنها في صحيفته الصفراء (بابل) تقريرا صحافيا مليئاً بالتشويه وينعت سكانها وشبابها المبدعين والمناضلين بالرعاع النازحين من اكواخ الجنوب الذين تفضل والده بكرمه -السخي- في انعاش حياتهم التي ادخلها في (غرفة الانعاش) اذ منحها مكارم لا تحصى من الاعدامات والاهمالات الخدمية حتى بلغت هستيريا وحشيته لدرجة قذف الالاف من الجرذان المسمومة لابادة اهلها الطيبين، الا انها وقفت بجميع قناعاتها بمنتهى الصمود والمكابرة وما بخلت يوما من سنوات حكم الطاغية الارعن بارسال اولادها لغرف الاعدام. في التاسع من نيسان 2003 سقط الصنم الاجوف في ساحة الفردوس وهرع (ابو تحسين) ابن هذه المدينة لينهال عليه بـ(نعاله) حتى تقطع فكم كانت قلوب ابناء هذه المدينة مقطوعة من نياطها قهرا ولوعة وعذابا واستبدل ابناؤها هذه المرة اسمها بـ(مدينة الصدر) تكريما للشهيد السيد الصدر، لكن ما الذي حصلت عليه هذه المدينة من مستحقات تضحياتها؟ ان لها مستحقات في ذمة اي منا وفي المقدمة الحكومة.. لنبني لها جامعة وساحات خضراء، لنبلط كل زقاق من ازقتها، انها وبرغم كل ما حصل ويحصل بقيت عامرة بعقول رجالها وعفة نسائها والحياة الحرة الكريمة هي من حصة كادحيها، وبعد كل هذا علينا ان نفكر بطريقة حضارية للاعتذار منها.. انها تستحق الاعتذار بلا شك وانا اول المعتذرين لانني تأخرت في هذه الكتابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و