الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزي فضل لن تدفن الحقيقة وبالدم سنكتب لفلسطين

وجيه أبو ظريفة

2008 / 4 / 20
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عجزت الحناجر عن التعبير عما يدور في أعماق النفس ،فانسكبت الدموع لتجيش بالعاطفة المكبوتة داخل الروح ،دموع بحرارة الدماء التي سالت علي طرقات مخيم البريج ، لتغرس الجسد الطاهر في الأرض المباركة ، دموع الألم التي ذرفتها أعين الرجال علي فقدان رجل الحقيقة الصحفي فضل شناعة مصور وكالة رويترز العالمية للأنباء في غزة ، آخر شهداء الإعلام وحتما لن يكون الأخير ، فستة عشر شهيدا حصد تهم آلة الحقد الصهيونية من الصحفيين والإعلاميين في انتفاضة الأقصى لتعمد بالدم الزكي شهادة الصحفيين الفلسطينيين علي جرائم الاحتلال
كثيرة هي الذكريات التي تربط رجال الإعلام يبعضهم البعض فهم شركاء في المكان والزمان يتجمعون دائما معا حيث الحدث تصدمهم الصور التي يلتقطونها لينقلوها بأمانة إلي العالم تصدمهم أكثر لأنهم يرونها دائما كما هي ويعايشون اللحظة القاسية كما هي ، يستمعون لأنات الجرحي ويشعرون بفقدان الحياة عند استشهاد الشهداء ويعيشون لحظات اليتم والترمل التي يخلفها جيش الاحتلال ، تهتز كاميراتهم وأفئدتهم عند كل قذيفة تطلقها دبابة وكل صاروخ تطلقه طائرة يهرعون إلي المكان وهم يعرفون سلفا ان القذيفة التالية أو الصاروخ اللاحق في الطريق ولكن أمانة المهنة وإقدام المقاتلين الأبطال ووطنية الفدائيين تدفعهم إلي الأمام دوما لتجدهم قبل كل شي يسجلون جرائم الاحتلال ويشهدون علي حجم الكارثة التي تتواري عن أنظار العالم فيمتشقون سلاح الحقيقة من قلم وآلة تسجيل وآلة تصوير ليخبروا العالم عن ما يجري علي ارض فلسطين وهم يعرفون مسبقا أنهم شهود مؤقتا فهم علي الطريق نفسه التي يسير عليها من سبقهم من الشهداء شهداء الحقيقة
عزيزي فضل عندما كنت نطل علينا في أي مكان لم نكن نري منك سوي ابتسامتك البهية ، وعيناك المفعمة بالأمل الراسخ في أعماق قلبك الفتي ، وحيويتك المنقطعة النظير التي تثير الفوضى في صمت المكان وجمود اللحظات ، ربما لم نلتفت إلي تمايزك المذهل في الوصول إلي أماكن الأحداث وسرعتك المذهلة في العودة منها لتكون من أوائل المصورين الذين يركضون لإخبار العالم عما يجري ، ولم تشغلنا قدرتك علي الإحساس بالصورة وانعكاس هذا الإحساس علي لقطات الصور التي تنقلها ، لقد اعتبرنا إن كل ذلك عادي يتوافق مع روحك السامية ومشاعرك الطفولية والبراءة الكامنة في داخلك
عند رحيلك فقط استرجعنا كل هذه الذكريات بل عدت إلي سنوات بعيده عندما عرفتك طفل ابن العشر سنوات وما حولها وأنت تتنقل كالفراشة في كل مكان من البيت والشارع بخفة تمنع أي احد من أن ينهرك أو أن يطلب منك التوقف أو حتي يشعر انك مشاغب كنا نجلس حول البيت ونراك أكثر من أي طفل آخر فكنت مقداما منذ الصغر خجولا من الإطراء وتسارع إلي تلبية أي طلب من الجميع فيحبك الجميع كما تحبهم ، كبرت فجأة ولكن كل ما كان فيك كبر معك وتنامت روح المحبة والإخلاص وعشق الناس وتحمل المسؤولية والإقدام لتتوج كل ذلك بشرف الشهادة علي ارض فلسطين وأنت تحمل علي كتفك سلاح الحقيقة وفي قلبك محبة الناس
عزيزي فضل ودعناك وروحك تسكن أعماقنا لتضيف مزيدا من الإصرار إلي إصرارنا علي الاستمرار في رسالتنا كصحفيين وكبشر في فضح الظلم والعدوان وستبقي الحقيقة أمانة في أعناقنا ولن تقتل القذائف والصواريخ روح الصمود فينا وستحيا الحقيقة وسنعمد شعار الصحفيين الفلسطينيين الخالد (بالدم نكتب لفلسطين)

الصحفي وجيه أبو ظريفة
رئيس تحرير شعب للإعلام
مراسل NBC newsفي قطاع غزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ?? حكومة اخنوش: فشل سياسة التشغيل وتراجع القدرة الشرائية ونق


.. ?? حكومة اخنوش: إخفاقات التغطية الاجتماعية والدعم المباشر وس




.. لليوم الثامن على التوالي.. غضب المتظاهرين الألبان يشتعل أمام


.. كلمة الأمين العام




.. الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت