الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة والقيادة

صاحب الربيعي

2008 / 4 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن تدقيق المفاهيم ضروري جداً لفهم الواقع السياسي، فعملية إسقاطها على واقع مغاير يؤدي لقراءة خاطئة للواقع الاجتماعي. فالتفريق بين مفهوم رجال السلطة ورجال الدولة مهم جداً لتحديد ماهية السلطة والدولة، فالذي يقود السلطة السياسية ليس بالضرورة (وفقاً لرؤية الكيانات الحزبية) أن يكون من المهنين والكفاءات العلمية، فيكفي أن يكون من منتسبيها. أما مفهوم رجال الدولة فلا يقبل التأويل المهني على المستوى الإداري في مؤسسات الدولة لكن دلالته وتطبيقاته في الدول المتخلفة يضع مقاسها السياسي الجاهل.
عليه فإن رجال السلطة السياسية في الدول المتخلفة في الأغلب الأعم ليسوا سياسيين بالمعنى الاحترافي للكلمة لكنهم يفرضون حضورهم عليها من خلال كياناتهم الحزبية مما يتطلب تفحص شخصية وإمكانية كل سياسي في السلطة قبل البحث في أداء السلطة السياسية ذاتها فعدم وضع حدود فاصلة بين رجل السياسة ورجل الدولة يلحق الضرر الكبير بمؤسسات الدولة والمجتمع.
السياسي عبارة عن كائن حزبي، إنتمائه للكيان الحزبي لايتطلب التحصيل العلمي ولا الكفاءة ولا الفطنة والحنكة وإنما الانخراط في الإطار التنظيمي الساعي إلى السلطة، وهذا الأمر لاينفي وجود منتسبين من أصحاب الكفاءة والخبرة يسعون من خلاله للقفز الى السلطة السياسية لكن قلما ينجح مساعهم وطموحهم لاعتبارات سرية (وليست مجهولة).
ومن الحكمة أيضاً التمييز بين السلطة والقيادة، فليس كل رجل سياسي في السلطة يمتلك مهارة القيادة والإدارة أو ربما يمتلكها على مستوى كيانه الحزبي فلا تصلح للتوظيف في السلطة السياسية لقيادة مؤسسات الدولة. هذا الخلط والفهم القاصر لمفهوم القيادة لم يؤد فقط لفشل السلطة السياسية في العديد من دول العالم المتخلف وإنما أثر سلباً على مؤسسات الدولة.
يقول ((ليتون))"إنه يجب التفريق بين السلطة الرسمية والسلطة الميدانية، فليس كل رئيس جمهورية يصلح لأن يكون قائداً".
كما أن تبوء السياسي مركزاً في السلطة السياسية ليس معياراً على كفاءته وخبرته ومعرفته، بل لربما على العكس تماماً فيكفي أن يكون السياسي الجاهل والأمي عميلاً لدولة أجنبية حتى يتبوء منصباً رفيعاً فيها، فهناك العديد من الحثالات السياسيين ليسوا إلا عبارة عن أحجار شطرنج في الرقعة السياسية.
هذا الأمر لاينطبق على القائمين على السلطة السياسية وحسب وإنما ينحسب على قيادات الكيانات الحزبية أيضاً، فليس بالضرورة أن يكون للسياسي تاريخ نضالي في الكيان الحزبي حتى يتبوء مركزاً قيادياً. فعلى صعيد الواقع هناك العديد من القيادين لايتوفروا على الحد الأدنى لمقاييس النضال الحزبي لكنهم أصبحوا قادة في غفلة من الزمن. وتكشفت ارتباطاتهم المشبوهة لدول أجنبية فتوضحة الصورة والسبب وكانت الصدمة كبيرة لمعظم منتسبي هذه الكيانات الحزبية فأعتكفوا عن العمل الحزبي.
يعتقد ((مارسيل بروست))"أن ليس أكثر الناس ذكاءً وعلماً وأمهرهم في العلاقات الاجتماعية مشهورين، بل الذي يعرفون كيف يصبحون مرايا فيعكسون شخصايتهم حتى لو كانت تافهة؟".
إن أداء القيادة الجماعية في السلطة السياسية هو انعكاس لأداء وقيادات الكيانات الحزبية المؤتلفة منها فإن كانت كيانات حزبية (مافيات) أصبحت السلطة عبارة عن مافيا كبيرة تهيمن على الدولة والمجتمع وتسعى لتحقيق مصالحها ومصالح منتسبيها فتضيع هيبة الدولة وينفرط العقد بين الدولة والمجتمع. وبخلافه فإن تولي قيادات المؤسسات السياسية للسلطة ينعكس ايجاباً على مؤسسات الدولة والمجتمع.
فالتقييم لأداء السلطة السياسية في قيادة الدولة والمجتمع لايقتصر الحكم على قراراتها الصائبة وعملها المنسجم وإنما على القائمين عليها بصفتهم الشخصية. إن وجود السياسي الفاشل والمرتشي في السلطة السياسية يؤثر سلباً على مؤسسات الدولة والمجتمع ويصبح بؤرة للإفساد ونقطة جذب للجهلة والأميين من منتسبي كيانه الحزبي.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القيادة لادارية
hakim ( 2011 / 5 / 23 - 20:45 )
بحث حول القيادة بصفة عامة


2 - القيادة لادارية
hakim ( 2011 / 5 / 23 - 20:47 )
بحث حول القيادة بصفة عامة


3 - القيادة لادارية
hakim ( 2011 / 5 / 23 - 20:49 )
بحث حول القيادة بصفة عامة

اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك