الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة في العراق بين المسؤلية وألأبداع

الاء الجبوري

2008 / 4 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الظروف العصيبة التي يمر بها المجتمع العراقي من صراع سياسي يدفع ثمنه المواطن العراقي الى ألإرهاب وغياب الخدمات وألإنفلات ألأمني الى أجندات خارجية تروج لمفاهيم تهدد المجتمع العراقي , إضافة الى ظهور شعارات تبدأ بكلمة ثقافة مثل الثقافة الديمقراطية وثقافة ألإنتخابات والثقافة الطائفية وغيرها . وقبل هذا كانت الثقافة ولازالت تحصر في أغلب ألأحيان في الثقافة ألأبداعية كالشعر والموسيقى والغناء والمسرح والفن التشكيلي الخ والواقع الذي نعيشه أثبت الحاجة الى توسيع مفهوم الثقافة لتأخذ دورها في بناء العراق الجديد الذي نطمح له وهذا لن يكون بالسياسة وألإقتصاد فقط ولكن بالثقافة أيضا والثقافة هنا ليست الثقافة ألأبداعية فقط وإنما الثقافة بمفهوم أشمل .
ولكن للأسف أن تحديد الثقافة لايأتي من السياسين الذين لديهم علاقة جدلية متأزمة مع المثقفين بل يأتي التحديد من أغلب المثقفين العراقيين ويستغربون حد التحفظ إخراج الثقافة من حيزها ألأبداعي فقط الى مفهوم أوسع وأشمل ومسؤل لأنتشال العراق من محنته , وهنا تسكب العبرات ولعل أول ألأسئلة التي يطرحها واقع العراق المرير هو إنتشار ألأمية بنسبة 63% في الجيل من 10 الى 16 سنة حسب دراسة لإحد ألأكاديمين العراقيين فكيف سيكون واقع الثقافة ألأبداعية بكل أصنافها إذا كانت شريحة كبيرة لاتقرأ أو تكتب. من سيقرأ الشعر والفن التشكيلي وخاصة التجريدي منه , وكيف سيكون لنا مسرح فعال أغلب جمهوره لايقرأ ولايكتب هكذا سيكون واقع الثقافة ألأبداعية ولكن أذا اخذنا الثقافة بمفهوم أِشمل كيف سيتعلم المواطن ألأمي ثقافة ألأنتخابات كيف سينتخب , كيف سيكون لثقافتكم ألإبداعية مكان عند النساء العراقيات اللواتي بحاجة الى نبذ ثقافات متراكمة وثقافات جديدة أثقلت كاهل المرأة إذا أخليتم مسولية الثقافة في المساهمة في دعم حقوق المراة العراقية , وعندما نتكلم عن المواطنة اليست هي ثقافة تعزز ألإنتماء الى الوطن نجدها متخلخلة في مجتمعنا العراقي وإذا اردنا بناءها فنحن بحاجة الى الثقافة بمفهومها ألواسع .
العنف في العراق هل نستطيع أن نطلق عليه ثقافة العنف أم نطلق عليه العنف ؟ والجواب على هذا السؤال نجده لدى الطفل العراقي الذي نسي اللعب بالطائرات الورقية أو الكرات الزجاجية (الدعبل) وصار يلعب مليشيات وقاعدة وصارت هناك قصائد شعر شعبي تمجد الفئة وتحيي العنف وأناشيد تتغنى بالثأر وشتى أنواع السلاح ولقطات التفخيخ وقطع الرؤوس على ألأنترنيت إضافة الى إعلام طائفي فئوي يحرض على العنف , والنتيجة ان كل هذه ألأشياء تبني ثقافة العنف التي تؤتي ثمارها تهديد وخطف وإغتيال وهذا هو ما نطلق عليه العنف وهنا يإتي دور الثقافة بمفهومها الواسع وتتحمل مسؤلية التصدي ثقافيا لثقافة العنف .
حالة السلب والنهب التي يطلق عليها العراقيون الفرهود والتي لم تكن وليدة سنوات ألأحتلال بل تمتد الى الى سنين طويلة في الماضي هل يكفي القانون لمعالجة الفرهود أم بناء ثقافة تتصدى لهذه الظاهرة التي تترك آثارها السلبية ماديا ومعنويا على المجتمع العراقي .
عندما نتكلم عن الثقافة بمفهومها الواسع فإننا لانطلب من أصحاب الثقافة ألأبداعية ممارسة هذا الدور بل هناك العديد من الجهات تتحمل المسؤولية مثل ألجامعات العراقية من خلال البحوث والدراسات وإشراك الطلبة في البحث في مشاكل المجتمع العراقي أي مساهمة مزج العلم بالثقافة التي تخدم العراق في هذا الظرف العصيب وكذالك رجال الدين الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تثقيف الناس على الثقافات التي تساعد في أطفاء النار وإشاعة السلم ونبذ العنف .
أما ألإعلام العراقي فهو يتحمل مسؤولية كبيرة في التعامل مع الثقافة بمفهومها الواسع , ولكن للأسف , في أغلب ألأحيان يتعامل مع الثقافة من جانب ألأبداع من خلال البرامج الثقافية التي تقدم بطريقة سطحية دائما من خلال نقل أخبار قصيرة عن جلسة شعرية او إصدار ديوان شعر أو معرض للفنون التشكيلة , وتكاد تكون أغلب البرامج الثقافية مستنسخة من بعضها , وكذالك الصفحات الثقافية في صحفنا بين النقد والشعر والفن تختصر الثقافة وما يثير ألأستغراب أن الثقافة ألأبداعية في البرامج التلفزيونية والصحف تغترب في كثير من ألأحيان عن واقع العراق المرير إذا كان من الممكن أن تؤسس هذه الظروف العسيرة الدموية الى أدب وفن ومسرح المرحلة
مذكرناه لايعني عدم وجود الثقافة بمفهوما الواسع , إنها موجودة في بعض منظمات المجتمع المدني التي إختصت بالعمل الثقافي ولكن وحدها لن نستطع أن نصل الى النتيجة التي نرجوها إذ لابد من تظافر الجهود لنؤسس الى عراق جديد بمجتمع مثقف من خلال الثقافة ألأوسع والتي يكون على قمة هرمها الثقافة ألأبداعية حينها سيبحث المواطنون بمختلف مستوياتهم الثقافية عن النتاجات ألأبداعية كما يبحثون عن كتب على الوردي التي لازالت تباع وكأنها صدرت ألآن لإنه مزج العلم بالثقافة , لإنه تعامل بمسؤلية الثقافة في بناء مجتمع ناضج ومستقر ومتحضر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا