الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنجز والمسيرة الثقافية العراقية بين الواقع والطموح

جاسم الصغير

2008 / 4 / 26
المجتمع المدني


منذ ان حصل التغيير السياسي ومرافقة هذا التغيير حصول العديد من التغيرات في الاوضاع في البلاد ومنها في الحقل الثقافي الذي هو حديثنا اليوم وغايتنا باعتبار ان الثقافة أساس لكل التغيرات المفترضة في جميع الانساق فمن المسلم به ان الثقافة بوصفها ارث الامة وجذرها الذي يشكل شخصيتها الحضارية هي المعين الذي يلجأ اليه الجميع عند الشروع في بناء مظاهر وتقاليد سيساسية وثقافية للبلاد والمجتمع كمرتكز لهذه الانبناءات لذلك اتجهت اليها الانظار لان ما من حيز اجتماعي الا ويوجد له اساس ثقافي عبر محمولاته الفكرية لذلك كان من الطبيعي جدا ً ان يتم التفاعل مع جميع الجهود الثقافية في عراقنا سواء كانت رسمية حكومية او مستقلة عن عمل المؤسسات وجهود فردية التي ترغب بايجاد موقع لائق للثقافة العراقية وفي الحقيقة ان الاهتمام بالثقافة وعناوينها كان مطلباً متوقعاً من جميع المهتمين بالشأن الثقافي بعدما عانت الثقافة وفاعليها المثقفين العراقيين من الاهمال والحرب الخفية والمعلنة من السلطات الاستبدادية السابقة وبدون هوادة التي تعي تماماً ماالذي تعنيه الثقافة عندما يتشبع بمفرداتها اعضاء المجتمع وتظهر على شكل وعي اجتماعي عالي يحافظ على خريطة الانسان الفكرية والانسانية ضد العمليات القسرية التي تجريها السلطة بمبضعها من اجل محاولة تغيير نسيج الانسان وتحويله الى مجرد كائن بيولوجي منزوع منه الصفة الانسانية من هنا تحضر الثقافة بوصفها الواقي والحامي للانسان عبر حيازته للافكار والمحمولات الفكرية المضادة لعملية التدجين من قبل السلطة الديكتاتورية لذلك كان التعويل على الجانب الثقافي في عملية التحول القيمي في هذه المرحلة امرا ضروريا باعتبار ان كل الانساق الموجودة في الحيز الاجتماعي هي ذو جذور ثقافية في حقيقتها وهذه التطلعات الوطنية والانسانية من كل الانساق التي توجد في الحيز الاجتماعي ومنه الحيز الثقافي التي كان من المفترض ان تسود في الزمن العراقي الجديد في الحقيقة كان المنجز المتحقق منها ليس على مستوى الطموح بالرغم من وجود العديد من ذوي النوايا الطيبة الذين حققوا بعض مااعلنوا عليه من اصلاح ورفع للشأن الثقافي العراقي الا ان ذلك لم يكن كافياً ابداً لان من بين الاسباب الرئيسة التي حالت دون تحقيق هذه الصورة المنشودة اسباب عميقة جدا في هيكل الدولة العراقية منذ فترة بعيدة هو عدم وجود تقاليد ثقافية واستقلالية للحقل الثقافي والغائب منذ فترات طويلة وغياب الجهد المؤسساتي واقتصاره على الجهد الذاتي الفردي لان الجهد المؤسساتي هو امر هام جدا بتقديري للممارسة لرفع عملية التطوير لمجالات الثقافة باعتبار ان الاستقلالية والجهد المؤسساتي الحر هما اول علامات النضج في الذات والتي تخلق كائنا او نوعاً يستطيع التفكير وفي تنفيذ القناعات التي يستقر عليها تفكيره وتأمله في ظاهرة ما ولقد انعكس غياب هذان المعياران في حضور ورسوخ البيروقراطيات ومنها في المجال الثقافي وحضور توجهاتها في الشأن الثقافي في الماضي واستمر بعد التغيير السياسي ومنه في المجلات التي تصدر عن مؤسسات رسمية والا كيف نفسرحالة في الواقع الثقافي العراقي المعاصر عند صدور مجلة تصدر عن مؤسسة رسمية تمثل قمة الهرم الثقافي في العراق واذا بنا نفاجأ بحجب مكافات الكتاب الذين شاركوا في اول عدد صدر منها وتذبذب صدور البعض الاخر من المجلات وعدم انتظامها وهل ذلك يساهم في رفع الشأن والواقع الثقافي في العراق ام يساهم في ايجاد خيبات امل ولكن هذه المرة لاامل في شفائها لاننا ليلا ونهارا نتشدق بشعارات الديمقراطية والعراق الجديد وهذا حصل في العراق الجديد وهل يتفق هذا مع المعلن من السياسات الثقافية والمشاريع الجديدة للثقافة العراقية ان الامر بحاجة لوقفة طويلة مع النفس ونقد الذات بشجاعة لقد عملت هذه الظواهر في المشهد الثقافي العراقي على المستوى الرسمي على جعل المثقفين العراقيين من جميع الانساق الثقافية الى التفكير في عدم التواصل مع المجلات الثقافية الرسمية واللجوء الى المجلات التي تصدرها مؤسسات غير رسمية تعتمد على التمويل الذاتي كي يروا اثارهم الثقافية تظهر تحت نور الشمس ونقولها ومن باب الانصاف ان المجلات غر الرسمية والمستقلة عن الدولة التي صدرت بعد التغيير السياسي في العراق مثل مجلة (ميزوتامبا) (مسارات) (جدل) و(مدارك) وغيرها قد مارست سياسة ثقافية تتمتع بقدر كبير من الرصانة والتقدير مع المنجز الثقافي العراقي وتميزت هذه المجلات بالمحتوى الرصين والهادف لثقافة عراقية تبغي رفع الشأن الثقافي العراقي والى التفاعل مع باقي الانساق في بناء الواقع العراقي يبتدأ بالذات اولا وبالمجموع ثانياً وهذه السيمائيات علامة صحية تنبئ عن مسؤولية كبيرة تجاه المنجز الثقافي العراقي وعن صحة البنية الثقافية العراقية والمحافظة عليه واحتضانه والاحتفاء به بما يليق به على عكس الصوةرة السلبية للمجلات التي تصدر عن مؤسسات رسمية بعضها تجاهل المنجز الثقافي العراقي وبعضها بخس ثمن جهود المثقفين العراقيين والبعض الاخر تعامل بفوقية سلطانية مع المنجز الثقافي العراقي ناهيكم عن تعامل العديد من المهيمنين على الشأن الثقافي العراقي مع الاخرين على اساس نجومية الاسم وليس على اساس انجاز والمحتوى والمضمون للاخر الذي ابتلى بامراض بعض المؤسسات الثقافيةالرسمية ومن هنا نتمنى من قبل الدولة ومن كل القائمين على صيرورة المنجزالثقافي العراقي ان يتم دعم المجلات الرصينة التي تطرقنا الى اسمائها من قبل الدولة كي نضمن مسيرة تصاعدية للمنجز الثقافي العراقي وكي لاتتوقف العجلة الثقافية العراقية مثما حدث مع مجلة رصينة ابتدأت بشكل جيد ولكن شملها واقع الجمود والركود لاسباب ذاتية قد يكون التمويل من ضمنها وهي مشكلة تعاني منها الثقافة العراقية المعاصرة ونثبت ترافق هذا الحراك الثقافي العراقي الكبير من خلال المجلات غير الرسمية الى انكماش كبير في عمل المجلات المتخصصة الحكومية عن الاضطلاع بدورها المطلوب في هذه المرحلة المعاصرة ولاسباب اوجزنا بعضها في بداية هذه المقالة وهو امر يجب ان يخضع للبحث والنقاش العميق لرصد اسباب هذا الانكماش من قبل جميع ذوي الشأن بالحقل الثقافي العراقي واشراك كل الطاقات التي لديها الرؤى والافكالر التي تصب في خدمة الارتقاء بالعمل الثقافي العراقي بجميع انواعه وبرؤية استشرافية للمستقبل تتجاوز انكفاءات الماضي وبدورنا نقترح بعض المقترحات التي تصب في مجال تطوير الابداع العراقي من خلال:
1- رسم سياسات جديدة وجادة لرفع الشأن الثقافي العراقي منبثقة من حاجات الواقع العراقي الجديد
2- ضمان الاستقلالية الفكرية
3- تبني وتشجيع ثقافةالاختلاف والتنوع المعرفي والفكري
4-الانفتاح اكثر في مجال استحداث مجلات متخصصة جديدة تستوعب المنجز الثقافي العراقي الذي يشكو الاهمال
5-ضمان وجود دعم مادي ومعنوي لكل مجالات الثقافة العراقية ومنها المجلات الثقافية المتخصصة من خلال صندوق خاص بنشاطات الثقافة العراقية ومنجزها ويخضع للمراقبة الجدية
6-- اعتماد سياسة تقييم سنوي للادارات التي تشرف على هذه المجلات من ناحية الكفاءة والانجاز وتتبنى سياسة تكريم المتميزين ومسءلةعن الذين يثبتون فشل او تقاعس في الواجبات التي اوكلت اليهم
7- استحداث مسابقة سنوية للمجلات المتميزة في مضمونها ومحتواها لايجاد تنافس مشروع لتحقيق افضل صورللمنجز الثقافي
العراقي الراهن
8- الاهتمام بشكل اكثر جدية بمسألة التوزيع للمطبوعات والمجلات العراقية وهو امر عانت منه كثير من المجلات العراقية في الفترة السابقة لعدم وجود مؤسسات مختصة تتعاون بهذا الجانب وللارتجالية الموجودة على صعيد الامر الواقع
ان الثقافة وبمختلف مفرداتها التي تختضن المنجز الثقافي العراقي هي رأس مال الامة كما عبر العديد من المفكرين ولذلك ان الحفاظ على صوةرة بهية ومشرقة لها وديمومة المشاركة والتاثير الثقافي مسألة تعبر عن حيوية الامة ( وهي هناا الامة العراقية) هو واجب وطني يفترض بالجميع وخاصة ذوي العناوين الرسمية ان يقوموا بذلك على افضل صورة وخاصة اذا مااستذكرنا ان الثقافة العراقية المعاصرة عليها واجبان عظيمان يتمثل في المشاركة في بناء الديمقراطية والحياة والتقاليد الدستورية والاستمراربالفعل الثقافي بكل عناوينه وعلينما جميعا ان نشارك في انجاز ذلك0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك


.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي




.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال