الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عناصر المجتمع

صاحب الربيعي

2008 / 4 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الكائن الإنساني كائن فطري ناقص التعقل تحكمه السلوكيات الغريزية لإشباع رغباته الفطرية، فيعمد المجتمع على تدجينه من خلال غرز النظم والعادات والتقاليد في عقله عبر التربية ليصبح صالحاً للعيش مع أقرانه من البشر. وتفعل حجم الرواسب السيئة الكامنة في ذات الإنسان فعلها في عملية الاكتساب من المجتمع، فكلما تعقل الإنسان أكثر بالمعرفة والعلوم كلما احتلت الرواسب الجيدة مكاناً أكبراً لها في الذات طاردةً الرواسب السيئة لكنها لاتزول تماماً إلا بإرتقاء النفس بمراتب أعلى من الوعي.
إن تحول الإنسان الفطري إلى إنسان إجتماعي يعني اكتسابه للمعرفة والتطور بما يحقق مصالحه الذاتية دون أن تتعارض مع مصالح الآخرين، أي أنه أصبح ذاتاً واعية ومستقلة قادرة على إدارة شؤونها دون وصاية.
يقول ((بنتام))"إن المجتمع عبارة عن بشر منفصلين يسعى كل منهم لإشباع رغباته الذاتية وبأنانية مفرطة".
إن تعقل الإنسان أكثر بالمعرفة تجعله يرتبط بأقرانه من البشر الاجتماعين بصلات وروابط حضارية لتحقيق المصالح المشتركة وذلك عبر التنازل عن جزء من استقلاليته إلى المجتمع مقابل قبوله عضواً فيه، والتنازل عن جزء آخر من استقلاليته إلى الدولة لتضمن حقوقه وتوفر الحماية له من أقرانه من البشر الذين مازال حجم الرواسب السيئة في ذاتهم كبيراً فيندفعون من خلالها للتجاوز على حقوق الآخرين في المجتمع.
وبما أن المجتمع يحكمه نظام اجتماعي تتفاعل كافة الكائنات البشرية داخله لتحقيق مصالحها المشتركة فإنه يشتغل بمثابة كتلة بشرية منتظمة لكل كائن فيه حراكه وفعله الذاتي المختلف والذي يسهم بالمحصلة في الحراك الاجتماعي لتحقيق المصالح المشتركة.
يعرف ((سان سيمون)) المجتمع:"بأنه عبارة عن آلة منتظمة يساهم كل جزء من أجزائها بأداء مختلف في إجمالي حركة الكل".
وبالرغم من أهمية عامل الرواسب الكامنة والمتحكمة في سلوك الكائن الفطري ودور المعرفة في تشذيب وتهذيب الذات والتقليل من حجم رواسبها السيئة لتأهيلها لكائن اجتماعي مقبول نسبياً في المجتمع، فهناك رأي ثاني يرجح أسباباً أخرى في سلسلة تطور الكائن الفطري إلى كائن اجتماعي قادر على الانضمام الى الكتلة البشرية المنسجمة والمروضة بالتربية والنظام التي يطلق عليها المجتمع منها قوى عديدة ومتوازنة تؤثر في تشكيل النسق السلوكي للكائن (بشكل مباشر أو غير مباشر) فتترك أثرها السلبي أو الايجابي على سلوك وحراك الكائن في المجتمع.
وهذا ما يفسر حجم الاختلاف في السلوكيات والنوازع الذاتية للكائنات داخل المجتمع الواحد بفعل مجموعة محددة من عناصر النسق، وكذلك الاختلاف بين المجتمعات المتباينة بفعل تأثير العناصر المختلفة في النسق السلوكي.
يعتقد ((باريتو))"أن المجتمع عبارة عن نسق سلوكي من القوى المتوازنة والمؤلفة من مجموعة عناصر: كالمجموعة الفيزيقية (التربة، المناخ، النبات، الحيوان، والموقع) والمجموعة الخارجية (المؤثرات والصلات بين المجتمعات المختلفة) والمجموعة الداخلية (السلالة، العواطف، المشاعر، والأفكار)".
إن الكائنات البشرية المؤلفة للمجتمع يحكمها نظام اجتماعي يفرض شرعيته على الجميع وبذات الوقت فإنه ينزع شرعيته عن الخارج على أعرافه وقيمه ونظامه فيصبح غير صالحاً للعيش مع أقرانه من البشر ضمن المجتمع ذاته.
هذا النظام يؤثر فيه (سلباً أو ايجاباً) عوامل عديدة منها ما يتعلق بالكائن ذاته وما يحمله من رواسب متباينة ومنها ما يتعلق بعوامل وراثية وبيئية تسهم بمجموعها في تأليف وحدات المجتمع ومن خلالها يمكن إصدار الاحكام على مدى تخلف أو رقي النظام الاجتماعي الذي يشكل ماهية المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم