الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارض الملغومة/ مرثية المواطن

حميد جحجيح

2008 / 5 / 4
المجتمع المدني


هناك الكثير من الأسئلة الغامضة التي لا يمكن الإجابة عليه بشكل واضح ودقيق وفيها مدى مفتوح للتأويل واحتمالات فالحياة كائن لم يتم التعرف بشكل كامل علية لحد ألان والحيرة التي تستوقفني دائما وتفتح فم أسئلتها لتستنطقني وأنا مواطن ساكن في مدينة الصدر, المدينة التي كما يسميها احد أصدقائي وهو يصف حظه العاثر حيث يقول أن الكون ( مسلط ) على العراق والعراق ( مسلط ) على مدينة الصدر والمدينة ( مسلطة ) على بيتهم فكل مصيبة تحدث في الكون تنزلق لتصل إلى بيت صديقي . نعم تلك المدينة حقا مستقر للبلاء والمصائب ويعيش الموت بين شوارعها (ودرابينها ) المخنوقة بالأطفال والأنقاض والمجاري . السؤال هل أن للأرض دور في تحديد هوية الناس ومستقبلهم وشكل حياتهم أم أن التجانس الاجتماعي والمستوى الاقتصادي والثقافي هو من يجمع الأفراد في مكان واحد, قد يكون هناك الكثير من المعطيات التي تجمع الناس في مدينة أو حي معين فالفقر والانتساب الاجتماعي وكما هو معرف أن الكثير من الناس يفضلون العيش في ألاماكن التي يسكنها أقاربهم فهم في هذا يحملون ذاكرة الريف والعشيرة معهم حتى وان انتقلوا إلى المدينة ولكن هل من الممكن أن تكون للأرض ميزة في اختيار مجموعة من الناس ,مثلا الأرض الملعونة تجذب كل المنحوسين في البلد ليستقروا فيها وكذلك الأرض المباركة تختار سكانها . اعتقد أن للأرض نصيبها أيضا في التقسيم الطبقي حالها حال كل الموجودات. والصفة التي اكتسبتها مدينة الصدر أنها مستقر للفقر والحرمان والظلم والاضطهاد والموت المبالغ فيه لقد عاشت هذة المدينة مذ إنشائها حياة بائسة وتجرعت كل أنواع الاضطهاد السياسي والثقافي والتربوي والاجتماعي من قبل السلطة و من قبل أهالي المدينة انفسهم . نعم لقد صادف أن اجتذبت هذة المدينة جل الملعونين والمنحوسين والفقراء بين طيات بيوتها النحيفة وكل هولاء هم مادة غير مكلفة لممارسة الظلم وأيضا وسيلة سهلة لتوجيه ذلك الظلم للآخرين وما تشهده المدينة اليوم بعد إحداث البصرة و المواجهات بين الحكومة من جهة و جيش المهدي من جهة أخرى هو فصل أخر من فصول الحزن والموت و الظلم المكتوب في سيرتها الذاتية . فبعد أن تم فرض الحظر على أهالي مدينة الصدر لأكثر من أسبوعين والكل يعرف أن أهالي هذة المدينة يؤمنون بنظرية العيش (اليوم بيومه) وليس لديهم ما يكفي من المدخرات المالية أو المعيشية فهم يتجنبون عبوات الفقر المزروعة على طول شوارع حياتهم بالعمل اليومي . لقد فجرت الحكومة عبوات الفقر تحت أرجل ( العمالة) والكسبه وحتى العاطلين عن العمل واستطاع قناص الحرمان من أن يسقط على ارض الجوع والعوز الكثير من أهالي تلك المدينة ولم يترك المقاتلين في المدينة مساحة ممكن أن يتجول بها الناس بعد هذا الضجر فقد زرعوا شوارعها بنسيج من العبوات المحلية الصنع أو كما يقال الحديثة الصنع وبات المواطن في مدينة الصدر ميدان لكل الانفجاريات فضربات الفقر من جهة والقنا صين والعبوات وقذاف الهاون المجهولة الهوية من جهة أخرى .أظن أن الأرض قد تآمرت على سكانها والحكومة والمجاهدين متآمرين على المواطن فلا تملك أي جهة منهم أي اعتبار للإنسانية والكائن البشري الذي يقبع تحت ضل معاركهم لا يمتلك أي حق في الحياة فهو ليس سوى ملعون أخر اختارته ارض ملعونة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة