الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قول ٱلعالِم وقول ٱلكاهِن

سمير إبراهيم خليل حسن

2008 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يزعم كهنوت طوآئف ٱلمسلمين أنّ ٱسم "عَالِم" هو ٱسم للكاهن وأنّه هو ٱلعالم فى ٱلدِّين. وهذا ٱلكهنوت يطلق ٱلاسم على نفسه بٱلقول "عالم فى ٱلدين" وينفيه عن غيره من كهنوت ٱلطَّوآئف ٱلأخرى.
كنت فىٰۤ أعمال سابقة قد بيّنت فهمى لهذه ٱلمسألة (كتاب "ما هو سبيل ٱللّه؟") وقلت أنّ ٱلعالم فى ٱلدِّين هو عالم فيزيآء وبيولوجيا وغيرها من علوم ٱلتكوين. وبيّنت فهمى لدليل ٱلقول "دين ٱلحقِّ" ٱلموافق لدليل ٱلقول ٱلانكليزىّ substance law (ٱلقوانين ٱلموضوعية). وقلت أنّ "دين ٱلحقِّ" هو "ناموسه" وفيه أشراطه ٱلتى لا تتبدّل. فمن يعمل بهذا ٱلحقِّ هو ٱلذى يعلم بدينه وهو ٱلذى يحمل ٱسم "عَالِم".
كما بيّنت فهمى لدليل ٱسم "عَالِم" ولدليل ٱسم "كَاهِن" (كتاب "منهاج ٱلعلوم – ٱلثانى"). وهو ما سأعرض له هنا بفهم يتعلّق بدليل أبجديّة ٱلاسمين.
لقد جآء فى كتاب ٱللّه ما يبين جدلية ضديّة بين فعل ٱلرّحمٰن وفعل ٱلشَّيطٰن:
"إِنَّ ٱلشيطٰنَ كان للرَّحمٰن ِعصيًّاً" 44 مريم.
وجآء فيه أنَّ ٱلرَّحمٰن يمدّ مَن يضلّه ٱلشيطٰن فيزيد فى ضلاله:
"قُل من كان فِى ٱلضَّلـٰلَةِ فَليَمدُد له ٱلرَّحمٰنُ مدًًّا" 75 مريم.
وتظهر هذه ٱلجدلية لدى ٱلناس فى وجهتان:
ٱلأولى رحمانية وفيها ٱلذين يعبدون أمر ٱللّه ويعملون بطاعته:
"قل سيروا فِى ٱلأرضِ فَٱنظرُا كيفَ بَدَأَ ٱلخَلقَ" 20 ٱلعنكبوت.
فٱلذى يسأل عن شىء من أشيآء ٱلحقِّ يسعىٰۤ إلى ٱلنظر فيه بوسآئله ووسآئطه هو ٱلذى يعبد ٱلأمر وبذلك يكون تابعا لطرف ٱلجدلية "رحمٰن" فيعرف علامات ذلك ٱلحقِّ ٱلتى تميّزه عن حقٍّ أخر ويعلم بنفعه وبسبيله. وهو بفعل نظره فى هذا ٱلشىء ومعرفته بعلاماته وبمنافعه وبسبيله وبعد أن يكون قد ٱطمأنّ لما قام به من تعريف لهذا ٱلحقِّ وعلم به يأخذ لنفسه ٱسم "عَالِم" ويقرأ علمه فيجعله بيانا للناس عن ذلك ٱلحقِّ ٱلذى عبد ٱلأمر فيه.
وٱلثانية شيطانية وفيها ٱلذين يضلّون ويعصون أمر ٱللّه ويفسقون عليه فلا يسيرون ولا ينظرون ولا يعلمون. فمَن يعصى ويفسق على ٱلأمر هو ٱلذى يضلّ عن ٱلحقِّ فيتبع طرف ٱلجدلية "شيطٰن". وهو ٱلذى لا يسأل ولا يعلم. وإن سأل عن حقٍّ لا يسعى لينظر فيه فلا يعرف عنه ما يميّزه عن غيره ولا يقرأ ولا يبيّن من ٱلحقِّ شيئًا. وما يقوله عن ٱلحقِّ هو قول كاهن ينسخ ما قاله سلفه من ٱلكهنوت فيأخذ لنفسه ٱسم "كاهن" وينشر تكهنه فيكون وسيلة ضلال لغيره من ٱلضَّآلِّين.
فهمى هذا هو ما تبيّنه لىٰۤ أبجديّة كلّ مِنَ ٱلاسمين:
- تتكون كلمة "عَالِم" من ٱلأبجدية "ع" يدلّ على عينٍ تبصر. و"ا" يدلّ على ثورٍ يثير ويؤلِّف. و"ل" يدلّ على وسيلة تدريب وتدريس وتعليم. و"م" يدلّ على مآء.
وتتكوّن ٱلكلمة من جزئين:
ٱلأوّل "عَا" يبيّن ٱتصال ٱلثور بٱلعين ٱلمفتوحة بقوّة فتحٍ. ويخرج منه مفهوم عن عين مفتوح بصرها يسحبها ٱلثور سحبًا وليس زجرًا ودفعًا. لأنّ ٱتصاله بها من بعدها وليس من قبلها.
وٱلثانى "لِم" يبيّن لامِدًا متصلا بٱلمآء. ويخرج منه مفهوم يبيّن تدريبًا وتدريسًا وتعليمًا متصلا بٱلمآء ومنه كلّ شىء حىٍّ.
ومن جزئىّ ٱلكلمة يخرج مفهوم يبيّن أنّ عَينَ صاحبها مفتوحة ومثارة لتأتلف ٱلتدريب وٱلتدريس وٱلتعليم بشىء حىٍّ وبمنهاج محددٍ بٱلحيريق "ِ". وبذلك يكون ٱسم "عالِم" لمَن ينظر فى ٱلأشيآء ٱلحيّة ويعلّمها ويقرأ ما فيها من مكوّنات ومن أشراط ٱلدين ٱلتى تحكمها.
- وتتكوّن كلمة "كَاهِن" من ٱلأبجدية "كَ" يدلّ على كفّ يدٍ مفتوحة. وثور "ا". وشبكة تحتها حيريق "هِ" وحوت "ن".
وتتكوّن ٱلكلمة من جزئين:
ٱلأوّل "كَا" يبيّن ٱتصال ٱلثور بٱلكفِّ ٱلمفتوح يسحبه فى وجهة ٱلشبكة. ويخرج منه مفهوم عن إثارة للكفِّ ٱلمفتوح ليأخذ أو ليعطى.
وٱلثانى "هِن" يبيّن شبكة وفيها منهاج محدّد بٱلحيريق ومتّصلة بٱلحوت. ويخرج منه مفهوم عن شبكة صيدها منهاج محفور فيها حرقًا كما فى CD وهو ما يظهره خروج ٱلحوت منها وٱتصاله بها.
ٱلحوت هو ٱلنُّون. وٱلنُّون هو منهاج مقلّم ومسطور "نۤ وٱلقلم وما يسطرون". وجآء قولى عنه فى كتابى "أنبآء ٱلقرءان" وفى مقال "ٱلأبجدية وقوى ٱلفعل بما يلى:
(15- "ن" ورد هٰذا ٱلرَّمز فى ٱلبلاغ ٱلتَّالى:
"فٱستَجَبنَا لَهُ ونَجَّينَٰهُ مِنَ ٱلغَمِّـ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِى ٱلمؤمنين" 88 ٱلأنبيآء.
نطق ٱلكلمة "نُجِى". أمَّا رمز ٱلنُّون ٱلصَّغير" ۨ " فوق ٱلنُّون ٱلكبير فلا ينطق مع ٱلكلمة. وهو يدلّ على منهاج يخرج من ٱلمنهاج ٱلكبير. وأنَّ ٱستنباطنا له يظهره عرض ٱلبلاغ ٱلتَّالى:
"وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَٰضِبًا فظَنَّ أَن لَّن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّاۤ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ" 87 ٱلأنبيآء.
"ذَا ٱلنُّونِ" هو صاحب ٱلنُّون ٱلصَّغير " ۨ ". منهاج ٱلظَّنِّ وٱلغضب ٱلَّذى يسوق صاحبه إلى ٱلظُّلُمٰت وٱلغَمِّ. وقد كان مستقرًّا داخل ٱلمنهاج ٱلكبير حتَّى نادى وٱستجاب له إيمانه. وٱلفاعل فى خروج منهاج ٱلظَّنِّ وٱلغضب من نفسه هو ٱلإيمان داخل ٱلمنهاج ٱلكبير. فهو ٱلَّذِى رجع إلى ٱلمنهاج فأصلحه وحكم تطويره وأخرج منه منهاج ٱلظَّنِّ وٱلغضب.
لقد ظنَّ ٱلبشر أنَّ "ٱلنُّون" سمكة كبيرة بلعت "يونس" ثمَّ خرج مِن بطنها. وهٰذا ٱلظَّنُّ ولَّده إدراك خطأ لِّلبلاغ ٱلعربىّ:
"ٱلتَقَمَهُ ٱلحوت" 142 ٱلصَّافَّات.
وَرَدَ ٱلفعل "لَقَمَ" فى ٱلقرءان فى هٰذه الأية وفى ٱسم "لقمان". وهو يدلّ على منهاج وُضِعَ فى ٱلعمل. ومثله ٱلقول عن ٱلطلقة ٱلَّتى توضع فى بيت ٱلنَّار. وهٰذا لا يدلّ على بَلعٍ.
ذَا ٱلنُّون يفعل بتأثير منهاجٍ ظنىِّ هو ٱلحوت ٱلصَّغير فوق ٱلنُّون ٱلكبير فى كلمة "نُـۨحِى". وهو مُلقَّم لِّلعمل. وقد توقَّف عمله بفعل رجوع "يونس" إلى منهاج ٱلإيمان. يرقب صلاحه وتطويره كما نفعل فى تطوير مناهج "ٱلكومبيوتر". فٱلَّذىۤ أخرج منهاج ٱلظَّنِّ هو "يونس". وهو ٱلَّذىۤ أعاد منهاج ٱلإيمان إلى محلِّه فى ٱلعمل.
ولتوسيع بيان ٱلمسألة ننظر فى كلمة "أَبِقَ" فى ٱلبلاغ:
"إِذۡ أَبِقَ إِلَى ٱلفلك ٱلمشحون" 140 ٱلصَّافَّات.
وهى كلمة مَّنسوخة ٱلنّطق وٱلدَّليل من ٱلطَّور ٱلعبرىّ "אִבֵּק". وتدلّ على رمادٍ يعترض بصرَ ٱلعين وهو ينقل صورة إلى ٱلقلب. فيسبِّب فى حكمٍ ظنىٍّ. ومثله ٱلقول "ذرُّ ٱلرَّماد فى ٱلعيون".
لقد نظر "يونس" إلى "ٱلفلك ٱلمشحون" كَمَن ذُرَّ ٱلرَّماد فى عينيه. وٱلفلك ٱلمشحون هو ٱلأرض ٱلَّتى يَحيَا عليها. وليس سفينة كٱلَّتى ركبها موسَىٰ مع عبد ٱللَّه (71 ٱلكهف). فٱلَّذى أَبِقَ هو "يونس". وهو مُرسَل ومسبِّح (139 و143ٱلصَّافَّات) ومؤمن (88 ٱلأنبيآء). ومَن كان مثله يدرك أنَّه أَبِقَ. فيعيد ٱلبصر وٱلنَّظر. ويخلِّص نفسَه من مِّنهاج ٱلنُّون ٱلظَّنِّىِّ. ويلقِّم قلبَه بمنهاج ٱلإيمان ليرسلَ بصرَه بعد زوال ٱلرَّماد من ٱلعيون.
هٰذا ما رأيته فى رمز ٱلنُّون ٱلصَّغير ٱلهيئة فى كلمة "نُـۨجِى". وهو مُخرَج مِّنَ ٱلمنهاج "ن" بفعل منهاج ٱلمؤمن وٱلمسبِّح).
فٱلنُّون منهاج. وٱلمنهاج منه ما هو صادق وذو أصل وأشراط لصانعه على مَن يعمل به. ومنه ما هو مسروق ومحرّف يلغو فىۤ أشراط صانعه (ومثله ٱلمناهج ٱلكومبيوترية ٱلمسروقة وٱلصناعات وٱلأفكار ٱلمسروقة).
بعد هذا ٱلتعريف بٱلنُّون أقول ما فهمته من دليل أبجديّة كلمة "كَاهِن" أنّه مَن يفتح يده ٱلمسحوبة بثور ليأخذ من منهاج مغلق على ما سُجِّلَ فى ٱلشبكة من دون أن يكون له هو نظر ولا فعل فى ٱلتعليم. وما يقوله لا يخالف ما هو مسجّل فى ٱلشبكة من منهاج. وهذا لا يقول قولا جديدًا أبدًا. وهو يتبع منهاجًا مقفلا عليه فى ٱلشبكة ولا يستطيع أن يكون يونس يخرج ٱلمنهاج ٱلذى يأبق ويمنع نظره من ٱلفعل.
فما يقوله جميع ٱلكهنوت ٱلزَّاعم أنّه "رجال ٱلدِّين" يأخذه مما فى ٱلشبكة من منهاج محدّدٍ بٱلحيريق ولا يقبل بزيادة عليه ولا بمنهاج إلى جانبه. ومَثَلُهُ فى ٱلـ CD ٱلمقفل لا يمكن إزالة ما عليه ولا يقبل بنسخ جديد. ومثل ذلك ٱلـ CD هو قلب ٱلكاهن. فهو مقفل ولا يقدر على تدبّر أىّ أمرٍ لأنّه يفتح كفّ يده ليأخذ ٱلقول نسخًا من شبكة مغلقة على ما فيها من منهاج فلا ينظر ولا يقرأ. وهو ما بيّنه كتاب ٱللّه عن حال قلوب مَن لا يتدبرون ٱلقرءان:
"أفلا يتَدبَّرُون ٱلقرءَانَ أَم على قُلُوبٍ أَقفَالُها" 24 محمد.
وقول ٱلكاهن بعيد عن كتاب ٱللّه ولا يشبه قوله:
"وما هو بقول شاعرٍ قليلاً مَّا تؤمنون(41) ولا بقول كاهنٍ قليلاً مَّا تذكَّرون (42)" ٱلحاقة.
ما فى كتاب ٱللّه هو قول عليم يعلم ما فى ٱلسّمٰوٰتِ وما فى ٱلأرض. وقد وجّه قوله لقوم يعلمون ولا يكهنون. وٱلكاهن هو كلُّ مَن يبقى ٱلنّون ٱلظّنّىّ "ۨ" لديه يعلو على نون ٱلحقِّ " نۨ" فيأبق بصره ويعميه عن ٱلحقِّ. وهو ما يبيّنه ٱلحيريق تحت ٱلشبكة "هِ".
أما ٱلعَالِم ٱلمؤمن فعندما يلتقمه حوت ٱلغضب ويأبق نظره فى ٱلظلمات ينادى ما فى نفسه من نون ٱلحقِّ فيتبيّن له ٱلحقّ فيُونس عن نون ٱلظّنِّ وٱلغضب ويبعده عن نظره. فٱسم "يُونس" يبيّن مفهوم ٱلرجوع عن ٱلغضب وٱلظّنِّ وإزالته. وهو ما يبيّنه قول ٱلعآمّة (ونّسنى بحديثه) أىٰۤ أزال من نفسى نون ٱلغضب أو نون ٱلغمِّ أو نون ٱلحزن أو...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa