الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المسيح إبن الله..؟!

محمد الشهابى

2008 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى البداية وقبل الخوض فى تفاصيل هذا الموضوع أحب التنويه إلى أن الغرض من طرحى لهذا التساؤل هومحاولة لفهم حقيقة هذا الإعتقاد الذى يعتبر من وجهة نظرى الشخصية من أغرب الإعتقادات التى آمن بها الإنسان منذ بداية الخلق حيث لم يسبق النصارى أى ديانة سماوية إدعت هذا الإدعاء منذ آدم عليه السلام ومرورا بجميع الأنبياء والرسل.
لذلك وجب علينا محاولة البحث والتحرى فى هذا الموضوع الخطير.

لقد عبد‎ ‎جميع الأنبياء الله -الذى أرسلهم - وحده لا شريك‏‎ ‎له‎ بدون أن يجعلوا له صاحبة ولا ولد ولا شريك له فى ملكه إلى ان أرسل الله نبيه ورسوله عيسى بن مريم وأرسل عليه افنجيل الذى يكمل ماجاء فى التوراة ( العهد القديم ) .
وعندما نذكر الإنجيل هنا يجدر بنا معرفة بأن الانجيل كتب بعد رفع المسيح باكثر من ثلاثين ‏عاما وكتبه‎ ‎اناس كثيرون‎ ‎بلغات‎ ‎مختلفة فى ازمنة مختلفة‎ ‎اما عن بنوة المسيح فهى بنوة مجازية‎ ‎تم‎ ‎تفسيرها ‏على أساس انها بنوة حقيقية ارضاءا لحكام روما الذين لم يقتنعوا‎ ‎بفكرة الاله‎ ‎الواحد الذى يحكم كل هذا الكون ‏وأقاموا المذابح للنصارى فى مصر حتى سمى‎ ‎عصر‎ ‎الامبراطور دقلديانوس بعصر الشهداءوهرب القساوسة ‏الى الصحراء وأقاموا‎ ‎الأديرة وظهرت‎ ‎الرهبنة ولم يستطيعوا العودة من الصحراء والجبال الا بعد الفتح‎ ‎الاسلامى‎ ‎لمصر‎
فحاول بعض الرسل من الحواريين تقريب الفكرة عن طريق الايعاذ بوجود اكثر‎ ‎من‎ ‎اله ( ‎الاب - الابن - الروح ‏القدس ) والذين يحكمون هذا العالم المترامى الاطراف‎ ‎على‎ ‎غرار‎ ‎زيوس كبير الآلهة فى روما القديمة وباقى ‏آلهة الاغريق " المتخصصة " لكل‎ ‎مجال‎ ‎اله‎.. ‎وبذلك وقع الرسل فى الشرك من جديد وضلوا وأضلوا.. وحاول ‏المتعصبين تبرير‎ ‎هذا‎ ‎الوضع‎ ‎بشتى الطرق فانقسمت الكنيسة الى كنائس متناحرة وفرق كثيرة ومذاهب ..لكل‎ ‎مذهب‎ ‎رأى‎ ‎فى موضوع التجسد والانجيل نفسه الذى لم يكن قد كتب فى عهد المسيح وكتبه‎ ‎الرسل ( ‎الحواريون وتلاميذ‎ ‎المسيح) فى اربعة اناجيل مختلفة هى أقرب الى السيرة الذاتية منها‏‎ ‎الى كتاب سماوى بل‎ ‎وبأكثر من لغة .. لم يسلم من التحريف عند الكتابة لأغراض شخصية‎ ‎لمن قاموا بتدوينه‎ ‎من ناحية ومن ناحية ‏اخرى عند اعادة الترجمة ومن ناحية ثالثة.. من‎ ‎ناحية مجمع نيقية‎ ‎المسكونى الذى كان يجتمع بصورة دورية ‏‏" لتعديل " الاناجيل بما‎ ‎يوافق العصر ولتبرير‎ ‎هذا التعديل - الذى هو تحريف علنى ومباشر .. ادعوا بأن الله ‏قد‎ ‎تنزل على جمعهم فى‎ ‎روما وأوحى الى كل واحد منهم على حدة او عليهم فى مجموعهم‎ - ‎مثلما يوحى ‏للرسل والأنبياء - وبناء على‏‎ ‎ذلك قاموا بالتعديلات " العصرية " وتم جمع‎ ‎جميع الأناجيل القديمة وأحرقت وتم ‏طبع‎ ‎النسخ المنقحة العصرية .. ولا ينكر جميع‎ ‎القساوسة والكهنة هذا التعديل الذى سرعان‎ ‎ما برروه مثلما ‏برروا فكرة الثالوث من قبل‎ ‎بالاضافة لعدم اعترافهم بانجيل برنابا وهو‎ ‎الانجيل الوحيد الذى لم تحذف منه ‏الاشارة‎ ‎للنبى محمد - "البارقليط " وتعنى ابن‎ ‎الصحراء وجبال " فاران" اى جبال مكة .. الخ‎ ‎وباقى الاشارات ‏على نبوة خاتم الرسل محمد‎ ‎عليه السلام‎


فى النهاية هم‎ ‎يحاولون ليطفئوا نور الله بقولهم المسيح‎ ‎ابن الله وانكار نبوة محمد - رغم ان المسيح‏‎ ‎نفسه لم ‏يثبت عنه انه قال فى حياته " أنا‎ ‎ابن الله أبدا ً " وبدلا من عبادة الله‎ ‎االواحد أشركوا به غيره حتى ان بعض‎ ‎الكنائس أقيمت لعبادة السيدة مريم العذراء هى‎ ‎الأخرى ثم انتقلوا من عبادة الله الى غيره‎ ‎لأنهم عبدوا ‏المحسوس والمرئى - أى المسيح‏‎ ‎وامه وهم بذلك يقلدون بنى اسرائيل الذين‎ ‎طلبوا من موسى اقامة التماثيل ‏لعبادتها‎ ‎وعندما رفض وقال لهم انهم قوم يجهلون‎ ‎استغلوا غيابه ثم عبدوا العجل‎


حتى‎ ‎رواية صلب المسيح لا تتفق منطقيا مع فكرة‎ ‎المسيح ابن الله - اذ كيف يصلب ابن الله‏‎ - .. ‎فقالوا تكفيرا ‏عن خطايا البشر - وهى الأخرى فكرة غير‏‎ ‎منطقية - فهل يفعل البشر ما‏‎ ‎يحلوا لهم وتتحول الدنيا الى غابة ما ‏دامت الذنوب قد تم غفرانها فى صلب‎ ‎المسيح ام‎ ‎ماذا‎ ‎؟؟‎!!.
بل ان الفكرة الأقرب للمنطق - لو تم تحكيم‏‎ ‎المنطق فقط - هى ماجاء‏‎ ‎بالقرآن فى هذه الواقعة .." بل شبه لهم " ‏اى ان المصلوب هو " يهوذا‎ ‎الاسخريوطى‎ " ‎أحد الحواريين‎ ‎الذى خان المسيح وأبلغ عنه اليهود والرومان ‏مقابل 30 قطعة فضة وعندما‏‎ ‎دخل ليدلهم على مكان‎ ‎المسيح ألقى عليه الله بشبه المسيح لينال جزاء خيانته ‏ويقتل‎ ‎على الصليب وهو‎ ‎يحاول جاهدا مذهولا اخبار الرومان واليهود انه يهوذا بلا‎ ‎جدوى‎

والأعجب انهم يتهمون‎ ‎اليهود بصلب ابن الله بزعمهم‎

ثم يأتى بابا‎ ‎روما فيبرئ اليهود من دم‏‎ ‎المسيح‎

ما كل هذا التناقض‎ ‎؟؟‎
كيف يكون الثلاثة‎ ‎واحد والواحد‎ ‎ثلاثة‎
فعندما يقول المسلمون يا‎ ‎الله فهم يقصدون ربا ً واحدا ً ولكن‎ ‎عندما يدعوا المسيحيون ربهم فمن يقصدون‎ ‎تحديدا فى أذهانهم ؟؟‎!!
لذلك حرص سيدنا‎ ‎محمد كل الحرص على‎ ‎عدم تقديس نفسه او حتى القيام له عند دخوله اى مجلس وكان يقول‎ ‎متواضعا ً : ما انا‎ ‎الا ابن امرأة من قريش كانت تاكل القديد وذلك حتى لايهابه الناس‎ ‎ويخافونه‎
توحيد الله دائما ً هو مقصد كل الرسل من لدن آدم حتى قيام‎ ‎الساعة‎
أشهد أن لا اله إلا‎ ‎الله‎ ‎وان محمدا ً رسول الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر