الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معبد تل العقير --- اكتشاف طه باقر

محمد العبيدي

2008 / 5 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



تل العقير معبد يقع في منطقة العقير، بالقرب من قضاء المحا ويل ، محافظة بابل واكتشف هذا التل ، من قبل الأستاذ المرحوم الاثاري
( طه باقر ) من المعرف أن أول مااكتشف في هذا الموقع هو وجود الرسوم الجدارية على جدران هذا المعبد . ومن المعروف الرسوم الجدارية تعود إلى النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد.
أي العصر الشبيه الكتابي . الرسوم الجدارية عادة من الفنون التي تتأثر بفعل العوامل الطبيعية والجوية وقبل الدخول في تفاصيل الرسم ألجداري لابد من إعطاء فرصة تاريخية لعملية تشييد المعبد :

المعبد مشيد على مصطبة ذات قاعدة بناء وارتكاز صلبة
على الأغلب من مادة ( اللبن الطينية ) ومن ثم يتم
الصعود إليه بسلم مشيد هو الأخر من المادة نفسها
ولذلك شيدت اغلب بناءات تلك الفترة من هذه المادة
لتوفرها في الطبيعة ، المعبد بمساحة متوسطة يتم فيه
ممارسة الطقوس الدينية ، والارتقاء الأمثل لكسب
رضا الالهه.
الرسم ألجداري في المعبد يتم وصفه بالشكل الآتي :
زوج من الفهود المرقطة منفذ على طلاء من الجص ، وبمستويات مختلفة الفهد الأول بجانب والآخر بجانب السلم من الجهة المقابلة
وهما في حالة تأهب ووثوب عالي اضهرت تلك الصفات من خلال الدراسات التشريحية ، للأرجل والأقدام والفكين في الوجه من الأمام
وهنا نصل إلى حالة ، وان الفهد في حلة تأهب للقيام بعملية القفز .
أو الانطلاق والانقضاض على شيء معين ، ويبدو على كل واحد يحاول أن يدنس حرم المكان والعبث بقدسيته ، هذا الرسم فيي التحليل الفني يعطي الأفكار الآتية :
أسلوب التنفيذ وثوب الحركة بالانطلاق أو القفز هيمنة جسم الفهد ، وجوده في مكان يلعب ضمن دائرة مهمة وهي دائرة المعتقد الديني ،كلها بدأت تجتمع لان توصل اللغة البلاغية ، من خلال هذه الصفات إلى المتلقي لذي لابد عليه ان يفرض حالة الاحترام والتبجيل ، إلى قدسية المكان واحترام مفروض إزاء حرم الإله.
هذه الرسالة التي يبثها المشهد قد تكون الوحيدة ، في تبرز المهيمنات القدسية والروحية ذات ، المستوى ألطقوسي والشعائري التي تنقل بدورها إلى جمهر المتلقين من الجماعة ، هذا التبجيل العالي أعطى للمكان فرصة كبيرة أخرى وهي التعامل النفسي مع الرسوم الجدارية الموجودة.لتأخذ بنظر الاعتبار أينما وجدت وخصوصا في الأماكن المستوى الأدائي من إقامة تلك الطقوس والشعائر.
الأمر الآخر وثوب الحركة ، وبحركات مختلفة أراد الفنان الرافد يني ، أن يعطي برسمه علامة مميزة أخرى ، هو تعامل اللغة الجديدة وهي دلالة الرموز ، وكلها كانت تحصيل حاصل واستعارات ، من البيئة وحتى التكرار في الرسوم الأخرى لايغير من دلالات ، وتنوع الحركات وحتى وان كان بدلالة المكان .
يرى الكاتب أن وجود زوج من الفهود تقترب من أن تكون علامات حراسية تلعب في قدسية المكان أكثر من غيرها . ولذلك عوامل التحفز والوثوب والتهيؤ كلها ايعازات لم تكن مستعارة ، أو داخلة على الحيوان دون طبيعته ، وإنما هي دلالات تثبت المعنى وتريد أن تبلغ المتلقي أنها عوامل تلعب بدائرة المعتقد الديني قبل كل شيء. حركات الفهود مجتمعة هي قرارات لتفويت الفرصة على كل من يدخل المكان بصورة غير شرعية، وكذلك الابتعاد عن الاسترخاء الحركي المعلن الذي يؤديه ، هذا الزوج من الفهود الحوافز الأخرى ربما تكون كفيلة بان تعطي للمكان أهمية أخرى ، وهي واقعية الجلوس والتأهب والوثوب والقفز والحركة كلها تصب في ترسيخ أن يكون المكان هو فضاء مقدس ، تمارس فيه كل أشكال التعبير في بلاغات الخبرة الدينية من خلال حتى القرابين المقدمة ، ووجود ممارس الطقس أو الشعيرة في أن يستطيع بمقدوره صهر وتوجيه كل الاستجابات الانفعالية في بنيات سلوك الانسان الرافد يني القديم . محمد العبيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر