الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي وعمر

عامر شاوي

2008 / 5 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما سوف اسرده لكم هو ليس قصة من نسج خيالي,فأنا لست بأديب أو كاتب.إنها حقيقة تعايشت مع تفاصيلها الدقيقة لحظة بلحظة وتفاعلت معها حتى أصبحت هاجسا لاتفارق خيالي..ولم أغير فيها غير أسماء الشخوص لسببين أولهما حرصا على أسماء أصدقائي الحقيقية وثانيا لما لاسمي علي وعمر من دلالات وإيحاءات مختلفة لدى الذين يحملون الإسلام اسما لا مبدآ وشعارا لا فكرا سواء من الشيعة أو السنة ,في العراق أو غيره من البلدان الإسلامية.
علي صديق لي منذ أيام الصبا يحمل من الصفات الحسنة الكثير ليس لكونه صديقي ولكن هذا ما تبرهن عليه أخلاقة وتدل عليه تصرفاته,طيب القلب عفيفا مخلصا فهو مثال للرجل الصالح بكل ما تحمله الكلمة وما تدركه العقول من تمييز بين الخير والشر بمقياس مطلق أو نسبي.قدر لزميلي علي أن يفقد أباه في الثمانينات من القرن الماضي على أيدي أجهزة النظام السابق بتهمة انتماءه لحزب كانت الحكومة السابقة ترى في ذلك جريمة يستحق مرتكبها الإعدام؟ولكوني لم أعاصر والد علي فلا اعرف عنه إلا الخير وهو مايصل إلى مسامعي من ابنه علي ولكوني لا أريد أن اعرف أكثر فالذي يهمني هو صديقي علي..لقد فقد علي أبوه فترك ذلك في نفسه أثرا بالغا لا حاجة لان نسطر الكلمات في وصفه....
أما زميلي عمر فهو الآخر لا يقل عن علي بما يحمله من خلق رفيع وطيبة إن لم يزد عليه وان كنت أرى إنهما متماثلان في كل شيء وهذه وجهة نظري أنا .وهذا أيضا قدر له أن يفقد أباه حيث كان ضابطا في الجيش العراقي السابق وقد قتل على أيدي مجهولين يرى عمر إنهم من أفراد احد الأحزاب التي تحكم العراق الآن.وكذلك حالي مع والد عمر لا اعلم عنه إلا الخيرلاسباب ذكرتها...وعندما تجمعني الساعات بأحدهم(على انفراد فهم ليس على معرفة ببعض) يأخذ كل منهما بتناول قتلة أبيه بالذم(ولكن بدون إسراف فهما أصحاب خلق كما ذكرت)وينال منهم بقدر ما يستطيع إقناعي به.إن العداء التاريخي أيا كان سببه لايمكن أن يزول بين ليلة وضحاها وهذا يدركه كل عاقل والتاريخ يشهد على ذلك فالنبي الأعظم محمد (ص)كان له موقف مع قاتل عمه الحمزه عندما اسلم وهذا معروف لدى الجميع.إن الجذور ألتاريخيه العدائية الممتدة إلى أعماق النفوس والتي أصابت الكثير من العراقيين في هذا العصر(بغض النظر عن أسبابها ودوافعها)لا يمكن أن تنتهي بسهولة...ولكن ما الحل اوماالذي يساعد على التخفيف من هذا الاحتقان,,أنا اتسائل وقد يتساءل غيري هكذا وأنا لا أريد أن ادخل بنقاش في من كان على حق ومن كان على باطل ...كل ما أريده هو أن يأتي يوم يجتمع فيه صديقاي علي وعمر متحابين وان نجلس نحن الثلاثة يجمعنا مكان واحد.نعم يجب أن ننسى الماضي خاصة ذلك الذي يذكرنا بالآلام,يجب أن ننساه وننسى كل ما يذكرنا به كأن يكون اسم مؤسسة أو حزب أو أيا من هذه المسميات فهي ليست بكتب سماوية منزلة وهي ليست أهم من حياتنا وأهلنا ووطننا.إن ذلك لايمكن أن يطبق على ارض الواقع إلا بتأسيس تيارات وحركات حديثه وفتية تكون صادقة بوطنيتها تعمل على قطع الجذور ألتاريخيه المرتبطة بالعداءات والتي تعتبر المغذي الأساسي للاحتقان السياسي الذي نعيشه الآن....إذن فالنبدء من جديد ولتشرق شمس المحبة وتهب رياح السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
اسامة عبد الهادي ( 2008 / 12 / 9 - 22:38 )
ابعث بتحياتي للكاتب د.عامر وتمنياتي له بدوام الصحة والعافية

اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف