الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سينتصر في الحرب على الفساد؟

ابراهيم زيدان

2008 / 5 / 10
المجتمع المدني


من المؤكد ان الملأ في القريب العاجل سيطلع على الأسباب التي أدت الى اقصاء السيد موسى فرج رئيس هيئة النزاهة الذي أُعفي من منصبه بعد مدة وجيزة بعد أن قطع عهداً على نفسه في تقديم جميع الفاسدين وفي مقدمتهم ناهبو المال العام الى القضاء ولو كان من بينهم من يمتّ بصلة القرابة له.
وقد تابعت تصريحات الرجل عبرَ الفضائيات والصحف وكنت أتوقع أنَّ جديتهُ وحرصه المعلن بقوة سيكون سبباً في اقصائه ولو بعد حين، فحجم الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية لا يمكن لا لِفرج ولا لسواه الوقوف بوجهه ما لم تقف الحكومة بكامل اعضائها بتجرد كامل من المصالح الشخصية والحزبية والطائفية. عند ذاك نقول ان الحرب على الفساد كما وعد بذلك السيد رئيس الوزراء نوري المالكي قد بدأت، ولا شك في وعد المالكي فهو رجل ماسك بجمرة، وماسك الجمرة يتألم ولا يصرخ، ولكنه قد يصرخ في نهاية المطاف حين يجد الغالبية العظمى لا يعنيها إن غرقت سفينة الحكومة بالفساد من عدمه، وهذا هو الواقع. فالفساد له ميليشيات وله زعماء وله رجال يتحدثون عبر الفضائيات ومن على المنصات ويا ويل لمن يقف في طريقهم المعبّد بالدولارات ورائحة النفط المهرب وغيرها، ولكننا نتذكر يوم أقصي رئيس هيئة النزاهة الاسبق القاضي راضي الراضي واشتعلت نيران الاتهامات المتبادلة وكل طرف يشير باصبع الادانة للطرف الآخر ولم يسلم من الاتهام الراضي نفسه، وقد فرّ الرجل ناجياً بجلده حسب قول الآخرين ومنهم من يشير الى تأبطه ملفات الفساد التي تتعلق بالحاكم المدني للاحتلال الأميركي السفير بريمر، وملفات بعض المسؤولين في حكومات سابقة من أجل أن ينجو بحياته، فمافيا الفساد لا يمكن مواجهتها ويتهمه البعض بأنه تواطأ معها لتمشية أموره والمحافظة على حياته..
اليوم وحسب الخبر الذي نشرته على صدر صفحتها الاولى إحدى صحفنا المحلية، بان اقصاء فرج كان بسبب كشفه عملية فساد مالي لمسؤولٍ كبير في الدولة، الأمر الذي أدى الى ابعاده. وهكذا سيبعد من خلفه في المنصب الخطير الذي يعمل فيه اصحابه وسط الالغام. وقد خسرت المفوضية الكثير من رجالها الوطنيين على طريق مكافحة الفساد..
فهل ستبدأ الحرب على الفساد؟
أم أن مافيا الفساد ستطيح بكل الشرفاء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية