الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشمني بالحلق

نشأت المصري

2008 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك مثل شعبي يقول: "عشمني بالحلق خرمت أنا وداني"

لقد ذهبت ككافة المواطنين المصرين لمكاتب التموين لإثبات الأبناء كما أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي في مصرنا المحبوبة ,, ولقد أخذنا وعداً من القائمين على الوزارة من كافة المسئولين بأن الإضافة سوف تسري من أول مايو من السنة الحالية ,, ونحن على أحر من الجمر منتظرين الإضافات الجديدة ,, تتلقفا الأسعار يميناً ويساراً حتى جاء لنا وعد الرئيس المغوار حسني مبارك بأنه سوف يزيد المرتبات 30% من أول مايو أيضاً , وأصدر أوامره للحكومة بأن تتدبر مصاريف العلاوة المقررة.
وما أن سمعت الوزارة الحالية متمثلة في رئيس الوزراء , حتى تدبرت أمرها بأن تأخذ من المواطن لتعطي المواطن نفسه ,,, أي أنها تأخذ باليمن وتعطي باليسار , وأول ما فوجئنا به من قبل أن يدخل جيب أي مواطن مصري جزء ولو يسير من العلاوة المقررة حتى أن سيادته , أضاف زيادة في المحرقات البترولية حتى تعوض الحكومة ما سوف تعطيه للمواطنين من شريحة العاملين بمرتبات ثابتة, بواقع ال30% .
مما ترتب على هذا زيادة في أجور النقل لكافة سلع الاستهلاك اليومي. أي حدثت زيادة في أسعار الخضار, والبقالة , وزيادة في أجور الحرفين, وزيادة في أعباء المواصلات , والتي تعتبر الضريبة اليومية التي تدفعها كل أسرة وعن كافة أفرادها, وكل هذه الزيادات ولم يدخل في جيب أحد مليم واحد من تلك العلاوة المرجوة .
فجاء يوم الفرج وهو أول مايو فذهبت إلى البدال التمويني الخاص بي لصرف السلع التموينية مع الإضافات للأبناء ,, ففوجئت بأن الإضافات سوف تسري من أول يوليو القادم , أي أن الوزارة لم توفي الوعد ,, فهي تكسب وقت لصالحها , ومن يعلم ماذا سيكون مصير العلاوة.
لقد أخذت الحكومة من المواطنين ولم تعطي أحد منهم شيء حتى الآن ,, لقد حققت حلمها برفع الدعم عن المحرقات البترولية,, فكان لها هذا , والحكومة لم توفي بأي وعد من وعودها.
وكأن سيناريو رفع الأسعار متفق علية بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة ,, فهذا يعطي تصريحات وذاك ينفذها ولكن بطريقته المعتادة.
فيبدأ السيناريو بأن تختلق الحومة أزمة , وتعلن عنها وتضيق الخناق حول المواطنين ,, حتى يصرخ الجميع من فرط الجوع وتكاليف المعيشة ,, فتستمر سياسة التجويع لمدة كما يتراءى للممثلي الدولة , وتنتهز الدولة الفرصة في هذه الأثناء لسياسة بيع مصر سداً لعوز الحكومة في توفير المتطلبات الضرورية للشعب, وعندما يصل الجوع لحد الإضراب والمظاهرات ,, يخرج المنقذ المنتظر بخطاب يعلن فيه الحل المرتقب وهو زيادة في الأجور والمرتبات .
فيصفق لهذا الحل جميع المصريين من الكبير إلى الصغير ومن المثقف إلى الجاهل لأن الجميع, يعاني الفقر والجوع , وغير عابئين بما سوف يحدث فيما بعد ,, وكأن الشعب غرقان يريد التعلق في أقرب قشة تصادفه .
فتخرج الحكومة باقي بنود السيناريو ,, فتزيد أسعار السلع الضرورية لسد متطلبات زيادة الأجور ,, فتحدث الكارثة وهي مزيد من زيادة الأسعار ومزيد من المعاناة ,, وما أن يدخل جيب المواطن جنية حتى يخرج من الجيب الثاني ثلاثة جنيهات ,, فيصرخ الشعب ويتكرر السيناريو,, فيبكي الشعب وتضحك الحكومة.
نحن لا نريد زيادات في المرتبات نريد فقط ثبات واستقرار للسوق المصرية , أو أن الحكومة كما أنها تريد رفع الدعم عن السلع ,, ليحصل عليها المواطن بالأسعار العالمية لهذه السلع ,, فيجب زيادة الأجور لتكون في متوسط الأجور العالمية ,, وكفاكم ضحك على المواطنين.
الحكومة تأخذ الزيادة من المواطن البسيط لتزيد له راتبه الشهري من خلال زيادة أسعار أو رفع الدعم عن سلع معينة, فكان بالأولى أن تأخذ حصيلة الضرائب من المشروعات الاستثمارية والتي تقدر بالمليارات الدولارية, من أصحاب رؤوس الأموال المتهربين من الضرائب.
كان بالأولى أن تجمع المليارات من مدمني سرقة البنوك المصرية ,, فهناك كثير من المزارعين والتجار الحاصلين على بطاقات حيازة أراضي وهمية يصرفون مليارات الجنيهات بدون وجه حق.
كان بالأولى ضبط الإنفاق على قوات الشرطة , ومركباتهم ومستوى معيشتهم الذي يفوق الوصف, وأيضا تقليل حجم هذه القوات , أي الاستغناء عن الزيادات العددية والتي تحتاج لمصاريف يومية من مأكل وملبس ومسكن وعلاج , وتسريحهم ليعملوا في المجتمع فتزيد من القوى البشرية والأيدي العاملة والتي كانت معطلة ,, وعبئ على المجتمع.
وكان بالأولى تقليل البذخ في الصرف على الجيش , و القوات المسلحة والتي تستهلك ما يقرب من ثلث المدفوعات الحكومية.
كان بالأولى تبرع أعضاء مجلسي الشعب والشورى بما يتقاضوه من الحكومة لصالح فقراء الشعب ,, ودعمهم.
كان بالأولى محاسبة المسئولين بقانون من أين لك هذا.
كان بالأولى تخفيض الترف الحكومي من مكاتب باهظة التكاليف ومركبات فخمة ,, وتشريفات تتكلف الكثير والكثير ويومياً.
مصر غنية بمواردها ,, ومواردها تغطي أي عجز في ميزان المصروفات ,, ولكن أين تذهب هذه الموارد !!!!!

ومع كل هذا وكأي فرد من أفراد المجتمع المصري منتظر هدية الحكومة والتي بسببها معاناتي التي أعيشها الآن! أنا وكافة المجتمع المصري معاناة زيادة الأسعار والتي سببها, الإعلان عن زيادة الأجور.

والتي ذكرتني بالمثل القائل:
عشموني بالحلقان ,,فخرمت أنا وداني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah