الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل الكبار في زمن الصغار

نهاد شامايا

2008 / 5 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


يطيب لي ان ادعو الراحل سليمان يوسف اسطيفان{ابو عامل} ب {المعلم}،رغم الكنايات الكثيرة والكبيرة التي يمكن ان يُكنى بها.فقد بدأ حياته المهنية كمعلم في القوش،بلدته التي احبها والتي احب ان تكون تربتها مثواه الاخير. وكانت مهنة التعليم وقتها مهنة مهمة ومعتبرة، للدورالاجتماعي والتربوي الكبير الذي كان للمعلم قي محيطه ومجتمعه .حمل ابو عامل صفة المعلم الذي ينير بعلمه وثقافته ظلمة الجهل وبقي يحمل هذه الصفه حتى بعد تسنمه مناصب وظيفيه وسياسيه وعسكريه رفيعه.
كان مثالا للمعلم الفذ والاستاذ النبيل بكلامه المتزن والمعبر وبشخصيته الرصينه الهادئه ونظرته الثاقبه لكل ما يتداوله من مواضيع والرغبه الحقيقيه لتقديم الخدمه والمعونه والمشوره وفوق كل ذلك الاحساس الجميل بالموده الذي كان ينقله لمحاوره ويجعله يحس بدفئ مشاعره وصدقها.
انها خسارة كبيرة ان يرحل ابو عامل عن عالمنا.انها خسارة لا تعوض ان يرحل عن العراق الذي احبّه كوطن وكقضية.العراق الذي ما كان يوما بحاجة لرموزه العظام كما هو الان،ولا يختلف اثنان ممن يعرفون الفقيد على انه احد هؤلاء الرموز الكبار بعلمه وثقافته وصلابته ومبدأيته وحكمته وامكانياته القياديه الكبيره سياسيا كعضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ولسنوات طويلة وعسكرياً كمسؤول المكتب العسكري لقوات انصار الحزب ابان سنوات الكفاح المسلح ضد دكتاتورية البعث الفاشية. رحل ابوعامل والعراق الجريح يحكمه الصغار ويدير مؤسساته الاميون ويقود شعبه الجهلة والمشكوك في انتمائهم وولائهم ووطنيتهم.لقد غيرت تلك المخلوقات وجه العراق الجميل المشرق.العراق الذي طالما تفاخرنا به وبحكمة رجاله ووطنيتهم وشجاعتهم وبطولاتهم عبر كل الازمنة، وبتاريخه العريق الحافل بالانجازات لواحدة من اعظم حضارات الكون، حضارة بلاد الرافدين التي طالما منحتنا الاحساس بالزهو والرقي والتميز عن كل امم الارض.
كم حلمنا بعراقٍ يحكمه الحكماء، وكلما رحل احدهم احسسنا بان عراق الامل يبتعد اكثر فاكثروتبقى امامنا صورة الرعاع وهي تنهش ببعضها كالحيوانات المفترسة، رعاع يدفعهم الحقد والكره والثأر والجهل والدونية للامساك بالسلطة والبطش بالآخرين وفق رؤى محدودة ومشاريع سياسية غيبية تافهة كسيحة لا تقوى على الوقوف على ارض الواقع ولا تخدم سوى قوى خارجيه ارتمت في احضانها وتعمل كبيادق لتحقيق مشاريع تلك القوى الاستيطانية.يؤسفنا ان يرحل عنا الحكيم سليمان يوسف وبرلماننا{الموقر}يعج ب {حكماء} مقتدى الصدر والحكيم والدليمي،هذه الاسماء الدميمة التي لم تعبر يوما عن اصالة العراق وشهامة شعب العراق.اسماءلم تكن يوما كبيرة لتع كبر المسؤولية التي تحملها ولم تكن يوما نبيلة لتحس بحاجة الانسان العراقي الى الامان والاستقرار بعد مشوار العذاب الطويل الذي عاناه،كما لم تكن ابدا عظيمة لتحس بعظمة العراق وما يمكن ان يكونه.
كم تمنينا ان تكون مؤسسات الحكم موقرة بحق برجال كالراحل سليمان يوسف ،رجل افنى عمره لاجل العراق وقضية شعب العراق.رجل حمل كل الصفات التي كانت تؤهله مع من هم من نفس طينته لبناء عراق الامل،عراق كان يمكن ان يحمل الخير الكثير لابنائه الطيبين دون تمييز.
سنجبر انفسنا على الامل بعراق الامل وسنبقى نتذكر الانسان الرائع ابا عامل الى الابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في أورلاندو


.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج




.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت


.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط