الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش نصرالله وجيش مقتدى عملتان متشابهتان

طارق الحارس

2008 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يختلف جيش حسن نصرالله في لبنان عن جيش مقتدى في العراق فالجيشان يتسلحان من ايران ، والجيشان يتدربان في ايران ، والجيشان يضمان العديد من القتلة ، والسراق ، و" السرسرية " ، والجيشان يرفعان شعار مقاومة المحتل في حين أن حقيقة وجودهما هي السيطرة بقوة السلاح على المناطق السكنية التي يقطنون فيها ومن ثم محاولة السيطرة على مناطق أخرى ، والجيشان خارجان على القانون ، لاسيما في ظل وجود جيش للدولتين حتى في حالة وجود قوات أجنبية أخرى كما كان الحال في لبنان ( الجيش السوري بموافقة جامعة الدول العربية ) ، وكما هو الحال في العراق ( القوات المتعددة الجنسية بموافقة مجلس الأمن الدولي ) .
سكتت الحكومة اللبنانية ، مجبرة ، مدة طويلة على جيش نصرالله بسبب الشعارالذي يطرحه ( تحرير لبنان ) من جهة ، ولقوة امكاناته العسكرية من جهة أخرى الى أن وصل الأمر اليوم أن يتمكن هذا الجيش من احتلال العاصمة اللبنانية بيروت والذي ربما يمتد الى مدن أخرى بقوة السلاح الايراني المتطور وفي ظل عدم تدخل الجيش اللبناني لصده لأن بعضهم يعتقد أن هذا التدخل يعني جر لبنان الى حرب أهلية جديدة تذكرهم بالمأساة التي تعرضت لها بلدهم في سبعينات القرن الماضي ، وهو الأمر نفسه الذي اضطر الحكومات العراقية التي تلت سقوط النظام السابق ، وهو الأمر نفسه الذي أدى الى أن يبدأ جيش مقتدى بالتسلح بصورة جيدة سمحت له بالسيطرة المطلقة مرات عدة على مدينة بكاملها آخرها كانت في مدينة العمارة قبل أيام .
كان من الممكن القضاء على مقتدى وجيشه في عهد بريمر الحاكم المدني وبالتحديد حينما أتهم مقتدى بقتل السيد عبد المجيد الخوئي ، لكن الحكومة الأمريكية وبالذات وزير دفاعها رامسفيلد منعت بريمر من تنفيذ أمر القاء القبض الصادر بحق مقتدى من طرف محكمة عراقية في مدينة النجف في اللحظات الأخيرة ، كما يقول بريمر في كتابه .
وكان من الممكن القضاء على مقتدى وجيشه في عهد حكومة أياد علاوي وذلك حينما تمت محاصرته وجيشه في مسجد الامام علي ( ع ) ، لكن تدخل السيد السستاني وبعض الشخصيات السياسية وفي اللحظات الأخيرة أيضا حال دون نهايتهم .
واليوم وفي عهد حكومة نوري المالكي نشعر بالرعب من تكرار الصورة نفسها ، إذ بدأ المالكي بحملة عسكرية ( صولة الفرسان ) ضد الخارجين على القانون في مدينة البصرة سرعان ما أيدتها جميع الكتل السياسية بما فيها الكتل التي كانت تقف ضد المالكي ، لكن الحملة بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته لم تكتمل بالصورة التي يجب أن تنتهي عليها بسبب تدخلات من هنا وهناك ، فضلا عن مفاوضات أقنعت المالكي وحكومته بانهاء صولة الفرسان بشرط تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بحوزة عصابات مقتدى الى القوات العسكرية الحكومية .
لكن الأمر لم ينته بعد ، إذ لم يكتف رئيس الوزراء بتسليم أسلحة جيش مقتدى الى الحكومة ، بل طلب من التيار الصدري حل هذا الجيش وهو الأمر الذي يرفضه مقتدى وتياره وجيشه رفضا قاطعا لتحصل مواجهة جديدة بين القوات العسكرية الحكومية المعززة بالقوات المتعددة الجنسية بحملة جديدة كانت أرضها مدينة الثورة ، مدينة الفقراء ، مدينة التضحيات ، المدينة التي أبتليت بسيطرة عصابات مقتدى عليها بصورة مطلقة ( كلمة سيطرة تختلف عن الفعل سيطر ( ت ) .. هذه ملاحظة عابرة ل ( واحد ) كتب مقالة قبل أيام قليلة يعد فيها المقالات التي كتبت بهذا الخصوص تملقا للحكومة العراقية ، إذ يعتقد أننا مثله حينما كان ينشر قصائده في الصحف العراقية التي يمتدح ويتملق فيها للمقبور صدام من أجل حفنة دنانير .. وبالمناسبة أيضا لا نريد الاشارة هنا الى الأخطاء الاملائية والنحوية العديدة التي جاءت في مقالته مع أنه يعتب على المواقع الألكترونية أنها لا تصصح المقالات التي تنشرها ) .
لقد ذهب ضحية هذه الصولة العديد من الأبرياء من أبناء هذه المدينة ، لذا نطالب الحكومة أن تكون هذه الصولة هي الأخيرة للقضاء على عصابات مقتدى ، إذ يكفينا تقديم ضحايا من الأبرياء في صولة جديدة وعلى الحكومة أن لا تفوت هذه الفرصة كي لا تتكرر صورة حسن نصرالله بالعراق لتجد نفسها وعاصمتها محتلة من قبل جيش مقتدى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا


.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال




.. 175--Al-Baqarah


.. المرشد الأعلى الإيراني: لن يحدث أي خلل في عمل البلاد




.. 208-Al-Baqarah