الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثير الظاهرة في النظام الاجتماعي

صاحب الربيعي

2008 / 5 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الظاهرة مكونة من عامل أو مجموعة عوامل تؤثر في السلوكيات والممارسات العامة للمجتمع أو تعكس صور أو مظاهر جديدة تؤثر سلباً في النظام الاجتماعي كظواهر العنف، الفقر، الجهل، والأمية...وتسبب اختلالاً في االنظام الاجتماعي جراء اختلاف السلوك والممارسة اليومية للأفراد داخل النظام، فآليات التحكم والسيطرة في النظام تصبح عاجزة على إحكام سيطرتها على المجتمع مما يؤدي لحالة من الفلتان الامني وتعرض السلم الاجتماعي للخطر.
إن الظاهرة الايجابية أيضاً تسبب خلخلة في النظام الاجتماعي عند عدم توافقها الزمني مع استعداد النظام ذاته على استيعاب عوامل ديناميكية جديدة تؤثر سلباً في الحراك الاجتماعي كأن تعمل فئات متضررة من ارتفاع مستوى وعي المواطن بشأن اجتماعي ما، يتعارض مع منظومة قيمهم البالية فتعمل على مناهضتها عبر العنف لتحجيم الظاهرة التي تهدد قيمها، ومع ضعف أجهزة التحكم والضبط في المجتمع يختل النظام الاجتماعي.
الظواهر السلبية المؤثرة في النظام الاجتماعي في الدول المتخلفة والتي تعاني من حالة عدم استقرار أنظمتها تعتبر ظاهرة شائعة خاصة ما يتعلق منها بالتأثيرات السلبية للظواهر الاجتماعية والاقتصادية.
إن الحروب ومظاهر الاستبداد التي تمارسها الأنظمة المستبدة ضد مجتمعاتها تنعكس سلباً على سلوكيات وممارسات الفرد داخل النظام الاجتماعي حيث يتصرف الفرد في اللاوعي بسلوك عنفي مع أقرانه في المجتمع، فالعنف والقهر الخارجي المسلط على الكائن يعتبر عاملاً محفزاً للرواسب السيئة الكامنة في ذات الفرد فتنعكس بممارسات وسلوكيات عنفية مضادة ليس ضد السلطة المستبدة وحسب، بل بين أفراد المجتمع ذاتهم.
يعرف ((دوركيم)) الظاهرة الاجتماعية:"بأنها ضرب من السلوك يعم المجتمع ويسلط على الفرد قهراً من الخارج يحجب سلوكه الذاتي على المستوى العام".
إن السلوك العنفي المحقن قسراً في الذات بتأثير الظاهرة التي تعم المجتمع ويكتسبه الفرد في اللاوعي ويمارسه باعتباره سلوكاً مستحدثاً وعاماً يعد بمثابة حجب للسلوك العام ونوع من التكيف الكاذب للذات مع الواقع الجديد للحفاظ عليها داخل النظام الاجتماعي.
إن السلوك المستحدث خاصة عند انهيار منظومة القيم الاجتماعي والدينية بفعل الاستبداد الطويل الأمد المسلط على المجتمع، لايبدو متعارضاً مع منظومة القيم الجديدة للمجتمع، فتغيير السلوك مرتبط بفعل العامل المؤثر وبمدى تماسك منظومة القيم الاجتماعية في ذات الفرد فالاستعداد الذاتي في تقبل السلوك المستحدث متعلق بالرواسب الكامنة وبدرجة الوعي المعرفي.
إن دراسة الظاهرة الاجتماعية يتطلب دراسة مسبباتها وعوامل تأثيرها في النظام الاجتماعي للحصول على إجابات واضحة عن اختلال السلوك والممارسة اليومية للفرد في المجتمع.
يرى ((باريتو))"أن على المشتغل في الشأن الاجتماعي أن يهتم أساساً بفحص الطبيعة الإنسانية ليتعرف على أسلوب تأثيرها على السلوك الاجتماعي في ظل ظروف وظواهر اجتماعية مختلفة".
أما تأثير الظاهرة الاقتصادية (سلباً أو ايجاباً) في النظام الاجتماعي فينعكس أيضاً على السلوك والممارسة اليومية للفرد سوءً بشكلها العوزي كمظهر من مظاهر الفقر الذي يعكس سلوكاً عنفياً للاستحواذ على ممتلكات الغير لإشباع الرغبات الذاتية والتي قد تصبح مظاهر عدوانية ضد فئات اجتماعية لاتعاني من مظاهر الفقر والعوز فينعكس الأمر على النظام الاجتماعي وتقسماته الفئوية ويسبب تناحرات اجتماعية تزداد حدتها بتزايد مظاهر الفوارق الاجتماعية.
يعتقد ((ماركس))"أن كل ظاهرة اقتصادية هي في ذات الوقت ظاهرة اجتماعية وأن كل شكل اقتصادي معين يفترض قبلاً شكلاً مجتمعياً محدداً".
إن الظاهرة الاقتصادية شأنها، شأن الظواهر الأخرى المتباينة التأثير في النظام الاجتماعي وتعكس صور متقاربة لمظاهر السلوك والممارسة اليومية للفرد في المجتمع ولايمكن اعتبارها عاملاً وحيداً مؤثراً في النظام الاجتماعي وسلوكيات أفراده وممارساتهم اليومية أو تقسيماتهم الاجتماعية داخل النظام.
إن تفسير أي ظاهرة يتطلب البحث في عواملها تشكلها ومسبباتها في كل مجتمع على حدة نتيجة تباين منظومة القيم ونشوء المجتمعات فيمكن أن يكون لعامل ما وظاهرة محددة في مجتمع ما تأثير كبير في النظام الاجتماعي لكن نفس العامل لذات الظاهرة قد يكون تأثيره ضعيف في النظام الاجتماعي لمجتمع مغاير.
يعتبر ((باريتو))"أن التفسير الاقتصادي للتاريخ متعلق بأهمية العوامل الاقتصادية في تشكيل الظواهر الاجتماعية ولكنه ليس دقيقاً إذا تم تفسير هذه الظواهر من خلال العوامل الاقتصادية فقط أو اعتبارها مسبباً وحيداً ويهمل تأثير العوامل الأخرى ونتائجها في تفسير الظاهرة".
إن لكل ظاهرة عوامل مؤثرة في النظام الاجتماعي لكن فعالية كل عامل من تلك العوامل مرتبط بمنظومة القيم ورواسب الكائنات الكامنة في المجتمعات المتباينة لذلك تعكس سلوكيات وممارسات مختلفة، كما أن لأنظمة التحكم والسيطرة في النظام الاجتماعي دوراً في كبح فعالية أحد العوامل أو زيادته على حساب عامل آخر في المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ