الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى أي مدى تقدمنا الى الخلف؟!.

عبده جميل اللهبي

2008 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في عالمنا العربي، وعلى هذه المساحة الواسعة من الخريطة، تتقلص الفرحة من وجوهنا يوماً بعد يوم وتنحسر الابتسامة كلياً لانعدام الأمن وشظف العيش الكريم..

تنبثق مني هذه الكلمات وعلى راحتيها تبدو المغبة منتشية وتتقافز على الطاولة, وتحلق بألم وحسرة مستعرضة ما آل إليه حالنا من جدب وتصحر وجفاف تظلله سحب داكنة سوداء تتناثر من جلباب السلطة الدينية وحليفتها السياسية مدعمة بسياسات وسلطات تعمل بكل مالديها من سطوة ونفوذ وإمكانات لمحاصرة الأفكار التنويرية والأقلام الحرة والألسن الحادة..

العنجهية وفرد العضلات هي الطريقة التي تتعامل بها هذه السلطات مع المنبثقين من وجع الماضي وجلافت الأحكام الدينية..

وهكذا توصد كل الأبواب والنوافذ في وجه دعاة التنوير والعلمنة باصطحاب مؤسسات إنتاج الماضي ودعاة الجمود وأبواق التكفير لإعاقة شموع المستقبل وعلامات العصر الحديث..

جاعلين العقل العربي يسترخي على مسافة أقل من نصف قرن.. ففي خمسينيات القرن الماضي أنجبت الثقافة العربية عمالقة في الفكر ودعاة للحداثة وكانت الساحات أوسع مما هي عليه الآن وأكثر فلتانا من الماضي وانقلابا عليه..

فإلى أي مدى تقدمنا إلى الخلف؟ وعبرنا سطوراً لم يأبه لها أجدادنا أو يلتفتوا نحوها.. وعدنا نمجد الأطلال ونبكي على القبور. وعدنا إلى ماض تليد وزمن مظلم لنمجد دورات العنف وإشعال الحرائق، ونروي قصص قوم لم يعرفوا غير ثقافة الموت ويعيشوا على باقات من الكراهية وأغلفة من عمليات إقصاء الأخر المختلف..

أصبحنا نعيش اليوم على تمجيد عصر القبائل المتناحرة، وندافع بشدة عن حياض الجن والشياطين.. ونستعرض سير قوم كانوا يؤمنون أن الأرض واقفة على قرن ثور وتدفعها عجلتان كبيرتان من الحديد..

عالمٌ يكرر أساطير الأمم ويقوم على تعليبها وتصديرها كمنتج وحيد صالح للاستهلاك الآدمي، بحيث أصبحت الأسطورة تحتل صدارة المنتج الثقافي ، الذي يعكس طفولة الوعي العربي وهو يتأمل العالم برؤية غيبية تبرر عجزه عن معرفة كنه وسر هذا الوجود..

فبعد مايقرب على ثمانية قرون من الانحطاط العقلي والفكري الإسلامي في ذات التاريخ الاستبدادي المؤسس، أصبح الجميع يراهن على بقاء الحكام وصفاء نية وسريرة أكبر مجرمي التاريخ _ كصدام حسين _ ومنحه البعض الجنة تكريماً لسطوته وقوة جبروته وتشريده لخمسة ملايين عراقي إلى جميع أنحاء العالم..

أصبح الجميع هنا يفتشون لأنفسهم عن حيز في درجات تراتبية الاستبداد والاستعباد..

ولم يعد بمقدورهم التفكير لمجرد التفكير بالخروج من هذا الانعتاق المظلل والمهين. ولا حتى الانسياق وراء مفاهيم عصرية تحمل روحه وطابعه المضيء..

فالخروج من بؤر التخلف لم يعد بالأمر السهل بعدما تأدلجة المفاهيم الرجعية والأفكار المتطرفة في أذهان وعقول الناس، بحيث أصبح من الصعب السيطرة عليها والتحكم بها..

العالم يتطور ويتقدم ونحن نراهن على البقاء في قماقم الماضي وأنعتاقه،نراهن على أديولوجيات غير أنسانية ونراوح دون المستقبل..

أصبح من الصعب تصوير المشهد العربي كل يوم لانه لايتغير،ومن الصعب تغييره

إلا اذا كانت هناك دعم لليبراليين والعلمانيين في الوصول الى السلطة وفرض مناهج الحوار وقبول الاخر على المستوى العام..ومادون ذالك فلا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah