الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان استقلال كردستان

الحزب الشيوعي العمالي في كردستان

2008 / 5 / 16
القضية الكردية


اقره المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي العمالي في كردستان
فُرِضَتْ ومورستْ خلال العقود المنصرمة، في ظل سلطة الدولة المركزية في العراق، أشد أنواع الظلم والتمييز وسلب الحقوق ضد جماهير كردستان وتم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية. وجرت تلك المعاملة والتمييز والظلم على أساس قومي بوصفها نتيجة مباشرة لتعريف الدولة في العراق بمثابة دولة قومية عربية. لقد حُرِّمت جماهير كردستان في تلك الاوضاع من أي حق واختيار لتعيين مستقبلهم ومصيرهم السياسي.
بعد حرب 1991 وعواقبها بفرض المنطقة الآمنة والإنفصال الفعلي لكردستان عن العراق، دبت في كردستان فوضى سياسية. لم تعد هذه المنطقة جزءاً من أية دولة ولم تكن دولة مستقلة بذاتها. في ظل تلك الفوضى، اصبحت السلطة سلطة ميليشاتية-عشائرية فرضتها الاحزاب القومية الكردية. ونتيجة لذلك أصبح سكان كردستان محرومون من كل حق من حقوق المواطنة.
لقد ادامت تحولات ما بعد حرب 2003 وسقوط النظام البعثي نفس تلك الأوضاع بصورة أخرى. إن فشل الاستراتيجية الأمريكية والقوى المتحالفة معها في إعادة بناء الدولة في العراق وإلحاق كردستان بعراق مغرق في لجة الفوضى السياسية ، أبقت على كردستان في ذات الاوضاع السابقة.
على الرغم من سعي امريكا والقوى والأطراف المتحالفة معها ومن ضمنها الاحزاب الحاكمة في كردستان وبقية القوى الرجعية لاجل إعادة بناء الدولة على أساس التوافق بين الاحزاب والقوى القومية والدينية، الا ان ذلك المشروع لم ينجح الى الان .وعليه، استشرت وتعمقت الصراعات والتناحرات القومية والدينية في العراق وخلقت سيناريو مظلم. إن إلحاق كردستان في هذه الأوضاع بالعراق يعني المخاطرة بجر كردستان إلى اتون ذلك السيناريو المظلم.
ولكن حتى نجاح ذلك السعي، فانه كفشله لحد الآن، لا يمثل حلاً لاوضاع كردستان ولا يقدم جواباً على قضية حرمان جماهير كردستان من حق المواطنة والحريات المدنية والسياسية. إذ يعني نجاح ذلك السعي إن الدولة الفيدرالية في العراق سوف تتشكل على اساس التوافق وتقسيم السلطة بين الجماعات والفرق والشراذم العصابات القومية والإسلامية والطائفية.
في ظل هذا النظام السياسي، سيطغي على الحقوق المدنية والسياسية والإجتماعية لمواطني العراق، حقوق مفروضة ومصطنعة لقوميات واديان متعددة وتلقي بظلالها على الاولى. وبدلاً من معاملتهم كأفراد ذو حقوق وحريات، سيُقَسَّمْ المواطنين وفق هويات قومية (أثنية) ودينية وطائفية متعددة، سيُحَدَدْ لهم ممثلين وفق ذلك الأساس ويوضعوهم بمجابهة بعضهم البعض. إن تقسيم السلطة على صعيد العراق بين المجاميع والقوى القومية والدينية والطائفية والعشائرية يشكل الوجه الآخر والمتستر على إنعدام الحقوق والتهميش والخرق الفعلي للحريات الفردية في ظل السلطات المحلية لتلك المجاميع.
في ظل الفدرالية القومية، ستستمر السلطة الميليشاتية- الحزبية الحاكمة لحد الان وستُُحرَمُ جماهير كردستان عملياً من حق المشاركة في صنع القرار. إن بقاء كردستان في إطار العراق، في ظل اوضاع يوضع فيها ساكنيها طبقاً لهوية مصطنعة ومختلفة عن باقي سكان العراق وفي مواجهة جماهير العراق، يُسَلِمْ مصير جماهير كردستان بيد الحكم الميليشياتي للأحزاب القومية، وتُعَطَّلْ عملية إقامة المؤسسات المدنية والقانونية لإدارة مجتمع كردستان وبذلك تدوم الفوضى السياسية التي بدأت منذ 1991 في كردستان.
يتمثل الشرط الرئيسي لتمكن جماهير كردستان من العيش بسلام مع باقي جماهير العراق كمواطنين متساوين وبحقوق كاملة في إطار العراق بتعطيل وإفشال العملية السياسية الراهنة وتأسيس دولة علمانية وغير قومية في العراق، وبفصل السلطة والمؤسسات الرسمية عن الدين والهويات القومية وجعل الهوية القومية والدينية شأناً خاصاً بالأفراد.
ولكن في الأوضاع الحالية، في ظل السيناريو الأسود، وكذلك في ظل السعي المحموم لتكريس نظام فيدرالي قومي وديني – سواء إن فشلت تلك المحاولات كما كان عليه مصيرها حتى الآن أو إذا ما تكللت بالنجاح في المستقبل- وفي ظروف عدم وضوح أفق لتشكيل دولة غير قومية وعلمانية في العراق في الأوضاع الراهنة، فإن بقاء كردستان في إطار العراق يعني حرمان جماهير كردستان من الحقوق الأساسية للمواطنة. إنه يبقي على ارضية الصراع والتناحر القومي في المنطقة، وفي المطاف الاخير يشكل عائقاً امام التطور الإجتماعي والإقتصادي والسياسي وأمام تحقيق الحرية والرفاه لسكان كردستان. إن السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأوضاع، وعلى المدى المنظور، هو إستقلال كردستان وتشكيل دولة في هذه المنطقة.
ولذلك، عبر هذه الوثيقة، يعلن الحزب الشيوعي العمالي في كردستان بيان استقلال كردستان و يضع النضال من أجل فصل كردستان وتشكيل دولة غير قومية وعلمانية كإحدى السياسات الرئيسية في جدول اعماله ويسعى بكل قواه من اجل تحقيقها. إن إقامة استفتاء حر والعودة إلى رأي الجماهير هما أنسب الطرق لتطبييق هذا البيان.
إن دولة كردستان هي دولة غير قومية (غير أثنية)، هي ليست دولة أي قومية أو أثنية. ليس هناك أي امتياز لأي قومية او اثنية على حساب أي قومية أو اثنية أخرى. اللغة الرسمية الإجبارية في كردستان امر ممنوع. بإمكان الدولة اختيار إحدى اللغات المتداولة في كردستان او اكثر كلغة او لغات رئيسية. على الدولة توفير الإمكانيات الضرورية لدراسة واستخدام كل اللغات المتداولة في كردستان. الإشارة والتلميح إلى الإنتماءات القومية والأثنية لمواطني كردستان في السجلات والوثائق الرسمية امر ممنوع. إن الإنتماء القومي والاثني والثقافي هي من الأمور الشخصية للأفراد.
- إن دولة كردستان هي دولة علمانية. في كردستان، الدين مفصول عن الدولة وجميع المؤسسات الرسمية، عن القانون والمقررات وعن التربية والتعليم. إن الدين هو من الأمور الشخصية للأفراد في كردستان. الأفراد احرار في اعتناق أي دين وفي الإلحاد. لا يوجد أي امتياز لأي دين ولا تكرس إمكانات وواردات المجتمع لخدمة أي مؤسسة دينية. الإشارة والتلميح إلى الأنتماء الديني للأفراد في السجلات والوثائق الرسمية ممنوعان.
في ظل دولة كردستان:
- المرأة والرجل متساوون في جميع الحقوق والحريات، أي قانون ومقرر يخالف هذا المبدأ ممنوع في كردستان.
- المواطنون في كردستان متساوون في جميع الحقوق بغض النظر عن العقيدة، الجنس، العرق، الدين، اللغة، الانتماء الاثني والتبعية.
- تُكْفَلْ الحريات السياسية، حرية العقيدة، التعبير، الطبع والنشر، التنظيم، التحزب، الأجتماع والتجمع، الإضراب، والتظاهر جميعها غير مشروطة وغير مقيدة.
- إن حكم الإعدام وحكم السجن المؤبد ملغيان وممنوعان.
- يُكفَلْ ضمان البطالة الكافي لكل فرد بلغ الـ16 من العمر ومستعد للعمل. ضمان البطالة الكافي والمصاريف اللازمة للأفراد المعاقين الذين يمنعهم عوق جسدي اوعقلي عن العمل مكفولة ومضمونة.
يناضل الحزب الشيوعي العمالي في كردستان من اجل تحقيق هذا البيان، ويدعو جماهير كردستان وكل القوى التحررية للنهوض من أجل تحقيق مضمون هذا البيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين