الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات على حيطان -المقاومة والحزب الإلهي-، دفاعاً عن الحرية/ رد على مقالة محمد نفاع -رسالة إلى وليد جنبلاط-

ميشيل الشركسي

2008 / 5 / 17
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


لست في صدد المجابهة الفكرية مع المناضل المخضرم الرفيق محمد نفاّع (الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي)، فأنا الذي كنت أدفع رشاوي صغيرة في بدايات الثمانينيات من القرن المنصرم للعاملة في كشك بيع الصحف، حين كنت أدرس في مدينتي السوفيتية الصغيرة لكي تحتفظ لي بكل أعداد جريدة "الإتحاد"، التي كانت تباع فيها بشكل غير منتظم، أذكر مقالات الرفيق محمد نفاع، و"الإتحاد" هي أحد أعمدة ثقافتي وتكويني، ورغم أنّ قامتي وتجربتي المتواضعة لاتؤهلني للوقوف في مواجهة فكرية مع محمد نفاع، ولكنني مع ذلك سأسوق بعض الملاحظات على المقالة:
إنّ الحرية هي القيمة الأسمى في مسيرة التاريخ البشري، وأنا منذ أن تحررت من الدوغما، أي الشيوعية السوفيتية بأفقها الستاليني- البكداشي، وانتقلت إلى رحاب الماركسية الواسع- ماركسية ماركس وأنجلز وبليخانوف ولينين وصرت يسارياً ديمقراطياً مستقلاً، وأنا أدافع عن الحرية بأفقها الليبرالي في أفضل صورها، وألعن الشمولية بكل أطيافها وأذنابها.
هل هناك مايبرر هذه الأحداث المأساوية الجهنمية التي تحدث في لبنان من قبل الحزب "الإلهي"؟
وهل يجب أن يحكم الشعب اللبناني الأبي، العاشق للحياة والحرية ثلاين سنة بالحديد والنار من قبل ديكتاتور دموي ونظام شمولي مغرق بالسواد، يدعي "الممانعة والصمود ضد الإمبريالية والصهيونية" هو نظام حافظ الأسد وأولاده من بعده؟ وأن يحكم إلى الأبد بعد ذلك من قبل حزب "إلهي" ذو عقيدة ظلامية معادية للحياة والبشر؟ ذلك الحزب الذي بدأ نشاطه السياسي والحركي على أرض لبنان بقتل "حسين مروة، ومهدي عامل" والآخرين من رفاقهم؟!
يخلط الكاتب لبنان بالعراق متجاهلاً استعادة لبنان كواحة للديمقراطية في العالم العربي بعد انتفاضة الإستقلال، فيغمض عينيه عن مئات الآلاف التي نزلت تأييداً لحرية لبنان واستقلاله، وهم الذين يسميهم الرفيق محمد نفاع بأبواق الإمبريالية الأمريكية والصهيونية بقيادة وليد جنبلاط، مغمضاً عينيه أيضاً عن عقيدة حزب الله الشمولية وولائه الأول للولي الفقيه في إيران قبل وطنه، وهو ماتشهد عليه مرجعيته وضاحيته الجنوبية وملصقاته وأدبياته، وإعلامه "الإلهي"!!
ما أثار حفيظتي أيضاً في المقال، هو تقدير الكاتب للنظام السوري الذي "يتصدى للمخطط الأمريكي، ويناضل من أجل استرجاع الجولان السوري المحتل" كما يقول!!
أليس أمراً مبكياً مضحكاً حتى الجنون، مؤلماً حتى النخاع، أن تطبق الأحكام العرفية على أبناء بلدي سوريا، على جماهيرها وقواها السياسية الوطنية المعارضة الحقيقية منذ العام 1963، وأن يزجّ في المعتقلات وأقبية المخابرات بأفضل أبناء الشعب السوري، في الوقت الذي تدخل فيه اسرائيل قاعة المفاوضات من الباب الخلفي؟!!
أترك الإجابة مضرّجة بجراحها برسم القومجيين والعروبيين والأصوليين الشيوعيين من أيتام صدّام حسين، وحافظ الأسد، والحزب "الإلهي".
إنّ حزباً يعتبر الكلمة واختلاف الرأي، جريمة لاتغتفر يعاقب عليها بحرق وتسكيت وسائل الإعلام التي تعارضه سياسياً، كما حدث في بيروت، هو حزب غير جدير بالحياة، ولا حتى بالدفن، وهو بمعية حليفيه السوري والإيراني، يفترسون الكلمة بالبنادق والكرابيج والزنازين.
هذا المنطق البائس الذي يبشرنا به المقال والرفيق الأمين العام، وعشرات غيره في الدفاع عن حفنة من "السرسرية وقطاع الطرق"، لأنها تسمي نفسها "مقاومة"، سواءً أكانت في العراق أم في لبنان، هو الذي أنجب الخراب في معسكرنا معسكر اليسار، وقادنا في متاهات الفكر الشمولي الستاليني لمدة سبعين عاماً، وهو نفس الفكر الذي يجعل شيوعياً مخضرماً كالرفيق محمد نفاع وغيره يناصر ويهلل لقتلة "مهدي عامل، وحسين مروة وكمال جنبلاط وجورج حاوي وسمير قصير"، وتجعله يتضامن مع نظام حافظ الأسد والملالي السود في إيران، ويعتبر نصف الشعب اللبناني على الأقل الذي يهتف للحرية والإستقلال، عملاء للإمبريالية والصهيونية!!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون