الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضلين العراقيين المهاجرين

حمزه ألجناحي

2008 / 5 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اكتبوا قصصكم للأجيال والتاريخ فأنها ليست ملككم فقط
مليون قصة وقصة...

من من العراقيين ليس له قصة ويود ان يرويها للناس ؟؟من من العراقيين لم يعاني من الظلم والجور والقهر والجوع والمأساة وبعضهم من السجون والبعض منهم استشهد على يد الطغاة؟؟ من مثل العراق فيه ملايين المهجريين وملايين المناضلين وملايين الجوعى وملايين من الايتام والارامل وملايين من المقهورين...
كل عراقي من هؤلاء له حكاية اذا سردها بأسلوب الروائيين اعتقد انها ستوازي وتتفوق على رواية مئة عام من العزلة..
قصص وحكايات في الشارع وفي العمل وفي السجون والمعتقلات وفي دهاليز الموت وغياهب السجون العفلقية ...بعض من اصحاب تلك الحكايات غادر بلد الحكايات وذهب الى المجهول ليس له الا دعاء ام مكسور قلبها او يد زوجة تلمع من خلف جلباب متهرئ او عيون طفل ولد ولم يراه وهو هناك يعبث بظهره سوط جلاد مأبون رفاق وزملاء وأحبة شباب احلامهم لاتحدها قهقهة طاغي يقبع على عرش مكسور ساقه ,,,
الاف من هؤلاء المناضلين غادروا العراق وأرواحهم على أكفهم بعضهم ابتلعه البحر وبعضهم أفترسته الضواري وأخرون تاهت بهم البوصلة فتاهوا في اسقاع المجهول فقط كل ذالك تجده عند العراقيين الذين ملأوا الفيافي بخطواتهم يحمل كل واحد على تلك الارض البعيدة رصيده من المعاناة والالم والشوق وحلم العودة ضمتهم ارض لم يكونوا يسمونها يوما ولم تمر عليها خريطة الجغرافية يوما ولم يسمعوا فيها لأنهم يحملون في سويداء القلب اسم العراق ...
في شمال الارض في الجنوب في القطبين في أفريقيا في اوربا في الادغال في الغابات في كل بقعة خلقها الله تجد هناك وجه يحمل تقاسيم عراقي ممكن لك أن تعرفه من بين الف لأن ألمه وحزنه حتى وقت احلى ساعات فرحه يفضحه تشعر بالحزن يغرقه تشعر به وهو يضحك بحزن الغرباء تشعر به وكأن على كاهله حمل جبال تعرفه عراقي وهو يعب في رئتيه دخان سيكار وينفث منه دخان حزين محترق ...
كل واحد من هؤلاء لديه قصة عاشها على ارضه لها شخوص ووقت ومكان وارض ومدينة وحلم وقلب موجوع وبدن هزيل ولسان معقود كل واحد من هؤلاء الذين غادروا العراق يسير الى المجهول بلا قلب فلقد ترك خافقه عند عتبة باب خشبي قديم او عند دموع ام تبكي في كل اوقات الله او عند قهقهة طفل لم يعرف ان له اب في ارض ليست ارضه او عند ذاكرة صديق لعب معه يوما وبدأت ملامحه تفارق ذاكرته وهم يعودون من مدرسة الحي القريبة يرددون اغنية
(يغراب يغراب حجي علي غاب)
او اول اغنية علمها للصف اول مرشد وهو يردد
(احنة صف الاول احسن الصفوف والميصدك بينه خل يجي ويشوف)
او لعبة من لعب الطفولة في حينا الممتلئ بقمامتنا البسيطة او خروج صديق في ظهيرة تموز ينادينا لنسبح في النهير القريب منا والجميع ينعم بقيلولة وبيده مهفة من خوص النخل السلطاني ...
كل واحد من هؤلاء المناضلين يحمل بذاكرته قصة احتفظ بها لحين العودة من الغربة ليحكيها لأبن تركه ملفوف بقماط وعاد ليجده وقد غزا الشيب رأسه وعاد ووجد الأبن وقد ثقلت خطواته من حمل قصة بألف كتاب فلا يستطيع أن يروي له ما عاناه وهو يستمع لقصة ابنه...فركن قصته جانبا واصبح كله اذان تسمع من الابن قصة الحرمان في بلد طالما تلمس خافقه ليتأكد من وجوده في مكانه ولم يسرق في ارض غريبة ويدفن بعيدا فحرص على ان يعود ووطنه معه..
بالامس ومن على موقع الحوار المتمدن قرأت للزميل والصديق والاخ العزيز كريم الشريفي مناكدات قرمطي في العراق ولا اريد ان اتحدث عن تلك المناكدات فلنا حديث عنها مستقبلا قرأت اربع أجزاء من تلك المناكدات وتوقفت كثيرا عند قرأتها لأمسح الدمع من عيني او انهض من مكاني لأدور في حلقة افكاري المفرغة وأعود لأجد ان ذالك المناضل الجنوبي قد نقل معاناته ومعانات أصدقاءه في المعتقلات الى التاريخ استغربت وتساءلت كم يستطيع الانسان ان يتحمل من الحزن ولم يموت وهل هناك مقياس للالم يصل له الفرد قبل ان يقتله الألم فوجدت ومن تلك المناكدات ان العراقيون المجاهدون ليس لنضالهم حدا ,,
وتساءلت كم مثل ذالك الفراتي له قصص شبيه بقصته ومتى نقرأ تلك القصص وهل ما يحملوه من الم ومعاناة وذاكرة ممتلئة بالذكريات والايام النضالية لهم وحدهم ام للعراق وللعراقيين حق ان يقرؤوها ...
كل يوم اقرأ لكتاب الحوار المتمدن والزملاء الكتاب والشعراء المغتربين كل يوم اقرا لهم فلا استمتع بأي قراءة مثلما استمتع بكتاباتهم خاصة وان الغربة والالم والحزن والبعد والفراق زادتهم جزالة في التصوير والوصف وجعلت الكلمات تنساب من اقلامهم كالماء بلا صوت ولا حفيف ذاك لأنهم اصبحوا ذو خبرة وحرفة وجودة وخزين من القراءة والكلمات وذو عدسة نافذة في تصوير الاشياء فتأكدت أن ما يحملون من كتب مدفونة في أعماقهم ليس ملكهم وحدهم بل ملك للوطن والاجيال ولابد لهم من كتابة تاريخهم النضالي للقوادم من السنيين ليطلع عليها الابناء والاحفاد لتنير دروبهم وليعتبروا منها الابناء وليثبتوا ان العراق برغم كونه العراق الا ان ابناءه هذه قصصهم ...
كل مناضل من مناضلي العراق عبارة عن سوق كسوق المتنبي يضم في خلجاته كل انواع الصحائف والكتب وما على حاملي تلك الصحائف الا نشرها للتاريخ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر