الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الخوف من الحرية؟

كاظم الحسن

2008 / 5 / 18
المجتمع المدني


ان تكون حرا، يعني ان تكون مسؤولا وصاحب قرار وتتحمل مسؤولية ما تتخذه من مواقف وآراء، قد تتعثر وتخطئ هنا او هناك ولكن في النهاية سوف تتراكم لديك الخبرة والتجربة وحرية الاختيار بين البدائل المتعددة التي سوف تتوفر لك من خلال الانتقال الى المنطقة المضيئة في الحياة البعيدة عن السلبية والاتكالية،او الاعتماد على الاخرين في تقرير مصيرك او اتخاذ القرارت الكبرى في اللحظات الحرجة.ان غياب الحرية بشكله النسبي يجعل الانسان في حالة استلاب فتغيب عنه ذاته الانسانية، وتتحول الحياة الى صراع من اجل البقاء.ولكن الحرية المطلقة تتحول الى جحيم، وهذا ما ادى الى الفوضى في كل شيء واصبحت القوة هي الفيصل في حسم المنازعات والازمات التي تعصف بالعراق، وربما يشعر البعض بالحنين الى السوط والبندقية وهذه حالة مرضية ان ترى في الظلم والاضطهاد حالة الامان والاستقرار وقد تشكل عملية حفظ الذات وغريزة البقاء عاملا مهما في هذا التصور.يرى افلاطون وهوبز ان النظام اهم واجدى للانسانية من الحرية وانه لهذا السبب بالذات اختار الناس ان يتخلوا عن حالة الطبيعة التي كان يسودها قدر كبير من الحرية وان ينتظموا في نظم سياسية تقيد من حريتهم تلك، لان الحرية في ان تفعل اي شيء وان كانت ضرورية في نظر البعض الا انها تؤدي الى الفوضى في نظر البعض، ويعتبر دوماستر في انتقاده لفلاسفة الثورة الفرنسية عندما طالبوا بالحرية لرجل الشارع العادي فانهم كانما اطلقوا نمرا مفترسا من قفصه.ولو قدر لهؤلاء ان يعيشوا اجواء الحروب المدمرة التي انطلقت في اوروبا خلال القرن الماضي، لربما قد اعادوا النظر في تصوراتهم القائمة على افتراض عقلانية الحاكم وان الضرورة في البقاء على سدة الحكم سوف تمنعه من التهور والطيش والقيام بحروب مهلكة طالما انه غير مقيد بشيء، وقد دفعت اوروبا ثمنا باهظا من خلال تلك الافكار التجريدية لان حرية الفرد سوف تتحول الى مؤسسات فاعلة تلجم من الاندفاعات غير المحسوبة للانظمة الدكتاتورية ولذلك ان حرية الفرد على سلبياتها اهون من حرية الحاكم على ايجابياتها، كون الاولى تقود بالضرورة الى الديمقراطية فيما تقود الثانية الى الدكتاتورية، ولو نظرنا الى التاريخ نرى ان احتقار افلاطون للديمقراطية قاد انظمة الحكم الى الدكتاتورية.اذ ان حرية الرأي تؤدي الى ظهور المعارضة وظهور المعارضة يؤدي بدوره الى ظهور الاحزاب وتعددها وكل حزب يطمع في ان يفوز بالحكم يوم من الايام، في حين ان نظام الحزب الواحد انما يظهر لتلافي الفرقة والاختلاف الذي قد يترتب على تعدد الاحزاب، كما يخشى ان تضم المجالس جماعات متعددة مختلفة الاهواء والمصالح بحيث يتعسر النيابية معه قيام حكومة تستمر في الحكم مدة طويلة.واتذكر ان الدكتاتور في العراق كان يقول ان البرلمان يعطل الكثير من القرارات او مشاريع القوانين في حين انه يستطيع خلال وقت قصير المصادقة على حزمة من القرارات وبالتالي ان المجالس النيابية لا ضرورة لها وتثقل من كاهل الدولة كما يزعم.هذه النظرة الساذجة للقانون والمشاركة الشعبية عبر ممثليه في البرلمان تجمل نوع الخوف او الفوبيا من الحرية التي تنوع من مراكز القرار والسلطة وتسحب البساط من حكم الفرد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل


.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين




.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري


.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين




.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!