الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختبار المنزلي كاستراتيجية تعلمية/ واقع وآفاق

ابراهيم حجازين

2008 / 5 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


المدخل
يقوم قسم الاجتماعيات في احدى المدارس الخاصة في العاصمة الأردنية عمان بتنفيذ مشروع الاختبار المنزلي منذ عامين ونصف العام. ولم يكن القسم سباق في استخدام هذا الشكل فقد سبق إليه عدد من المدارس ، لكن هذا المشروع المطبق يختلف بأسس الاختبار وأهدافه وآلياته وطرق تنفيذه وتقويمه
المقدمة
يطرح المعلم على نفسه مجموعة من التساؤلات يحاول الإجابة عليها ، ومن هذه الأسئلة :
- كيف أعد طلبتي للحياة ؟
- كيف أقوي انتماءهم لأمتهم واعتزازهم بهويتهم ؟
- كيف احفزهم على التفكير والإبداع ؟
- كيف أمكنهم من مواجهة المشكلات المختلفة وحلها ؟
- كيف أنمي فيهم الرغبة في البحث والاستقصاء ، والقدرة على القيام بهما ؟
- كيف أطور لديهم مهارات التواصل الفاعل ؟
هذا إلى جانب مسائل عدة يجابهها المعلم يوميا من قبيل الربط بيت المعارف المستقاة من المدرسة والمنهاج من جهة وبين الحياة اليومية للطلبة والقضايا الوطنية والقومية التي تشغل المجتمع من جهة أخرى .فهل هناك طريقة أو بالأحرى طرق وأساليب حتى ينجح المعلم في الإجابة على هذه التحديات
كيف يمكن تحقيق ذلك ؟ إن كل معلم يملك تصورات معينة .
هذه التساؤلات وغيرها تطرح نفسها على القيادات التربوية و المعلمين باستمرار وعلى كل منهم ومن موقعه أن يجد أجوبة وحلولا للمشاكل التي تطرحها وتعميمها للوصول إلى تحقيق الأهداف المتوخاة من العملية التربوية بمجملها في عالم جديد يطرح المزيد من التحديات والصعوبات أمام الدول التي تعاني من التأخر على كافة الأصعدة عدا التصميم على تغيير واقعها.
الإجابة من جانبنا كانت اختيار الاختبار المنزلي كاستراتيجية لتحقيق ذلك
لماذا الاختبار المنزلي ؟
نظرا للتطور الذي يحصل على الاستراتيجيات التعلمية في الأردن كمتطلب من متطلبات التغير في العالم ، ورؤية وزارة التربية والتعليم بضرورة تطوير وتفعيل استراتيجيات تتلاءم مع الاقتصاد المعرفي ، والتدريب المستمر لمعلمي المدرسة ، وملاحظات قسم الاجتماعيات للضعف على مستوى الأردن في تفاعل الطلبة مع مواد الاجتماعيات، بالرغم من أهمية هذه المادة في بناء الهوية والشخصية ، القادرة على فهم وتحليل الكثير من القضايا المحلية والتاريخية والجغرافية والمدنية . ووضع تصور لحلول الكثير من المسائل التي تطرح نفسها على الأجندة الوطنية والإقليمية والعالمية ، على أسس علمية يحكمها العقل والمنطق والموضوعية . ونظرا لأن الطلاب وحتى أولئك الذين لهم اتجاهات إيجابية نحو هذه المواد أو بعضها يتذمرون من طريقة تدريس المواد الاجتماعية في ظل اعتقاد سائد عند الكثيرين ومنهم بعض المسؤولين وعدد من معلمي مواد الاجتماعيات بأن هذه المواد هي صمية لا تحتاج إلى الفهم ولا يمكن توظيف المعارف المستقاة منها في الحياة . بالإضافة إلى أنه قد لوحظ ضعف عند الطلبة في صياغة الأفكار وكتابتها والتعبير الشفهي عنها . وفوق كل هذا لاحظ القسم ضعف التفاعل الإيجابي بين الطالب ومصادر التعلم كالكتب والإنترنت وأصحاب الاختصاصات من أقارب ومعارف وضعف التفاعل بين الأهل وأبنائهم الطلبة على مستوى المتابعة والتواصل في البيت . لكل هذا بحث قسم الاجتماعيات عن أسلوب تربوي يستطيع أن يحل بعض هذه المعضلات ويطرح حلولا تدريجية لها ، من هنا وقع الاختيار على استراتيجية الاختبار المنزلي .
ما هو الاختبار المنزلي ؟
الاختبار المنزلي هو عبارة عن اختبار تفاعلي منزلي ويتكون من ورقة عمل تتضمن أسئلة واضحة تعالج مشكلة أو قضية يدرسها الطالب في أحد كتب الاجتماعيات. وتصاغ الأسئلة من قبل معلم المادة في تسلسل منطقي حتى تفي بغرضها وهو أن يقوم الطالب بحل المشكلة أو الحكم على موضوع أو توقع تطورات معينة .ويطلع على هذه الأسئلة ويناقشها القسم ويقرها .ويرفق معها جدول معايير للحكم عليها حتى يكون الطالب والأهل على بينة من استراتيجية القياس والتقويم المستخدمة في الاختبار.
وتتضمن ورقة العمل أسئلة يجد الطالب بعض الأجوبة في الكتاب المدرسي وهذه تكون بمثابة تعريف ومقدمة للمطلوب من الجواب. أما الأسئلة الأخرى فتتطلب أن يستقي الطالب أجوبتها من مراجع ومصادر خارجية مثل الكتب المختلفة والشبكة الدولية وأشخاص مختصين والأهل أيضا ، ثم يكون على الطالب أن يصيغ كل ذلك على شكل تقرير شرط التقيد بالأسئلة المطروحة بورقة العمل وتسلسلها والإجابة عليها بخط اليد .ويرفق مع ورقة العمل وكجزء منها المعايير التي يحددها القسم كل مرة حسب حاجات التطوير المراد لتقويم إجابة الطالب .
ما الأهداف المتوخاة من الاختبار المنزلي ؟
يهدف هذا المشروع إلى :
1-تطوير وتحسين نوعية تدريس مادة الاجتماعيات
2-الانتقال من مرحلة التلقين إلى مرحلة بحيث يصبح الطالب متفاعلا مع المادة وخلاقا في تفكيره وقادرا على التخيل والتحليل والتركيب .
3-تطوير قدرات الطالب على تقديم الاقتراحات وتصميم المواقف والمشاريع بحيث يكون قادرا على تطبيقها والتدريب عليها وإدارتها .
4-وضع معايير عادلة ومرنة لتقييم المشاريع المقدمة من الطلاب حتى يشعر الطالب بجدية الاختبار المنزلي للتعامل معه
5-من المؤمل أن يحل المشروع ( الاختبار المنزلي ) بدلا من الامتحانات الشهرية على المدى المتوسط والبعيد ، أو تحقيق التفاعل التكاملي مع المواد الأخرى كاللغة العربية ومادة العلوم من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة
الصعوبات التي واجهت تطبيق المشروع
يمكن إجمال الصعوبات بثلاث مجموعات : الأولى المنهاج والمجموعة الثانية الأهل والطلاب والمجموعة الثالثة المعلمين .
-فيما يخص المنهاج .
1-تغير المنهاج خلال هذه الفترة مما أثر على الاستقرار والاستمرارية في الأسئلة التي صاغها القسم عند بدء تطبيق الاختبار المنزلي
2-لا يمكن تطويع كل الدروس لتحويلها لأسئلة من نمط أسئلة الاختبار المنزلي وخاصة تلك الدروس التي لا تعالج مسائل مرتبطة بالشؤون الحياتية للإنسان .
3-المواد في الاجتماعيات مكتظة بالمعلومات ، الأمر الذي يصعب على المعلم أن يركز على تدريس المادة حسب متطلبات الاختبار المنزلي .
-فيما يخص الأهل والطلاب
1-البعض منهم رحب بهذه التجربة ودعمها وبعض آخر وجدها عبئا جديدا يضاف إلى أعباء متابعتهم السابقة .
2-وجد العديد من الأهل أن الامتحان المنزلي يختلف عما اعتادوا سابقا من أساليب تعلم
3-الطلاب في البداية لم يتعاملوا بشكل جدي مع الاختبار المنزلي واعتقدوا أن الأمر لا يتجاوز النسخ من الإنترنت
4-يرى بعض الأهالي اختلاف بين معارفهم وبين ما يطرحه الامتحان من تساؤلات غير معتادة
ونعتقد انه مع الزمن سيتفهم الأهل والطلاب ويعتادوا على الامتحان المنزلي كخبرة سنوية تحدث مرتين على الأقل في العام الدراسي
-من جانب المعلم
1-الاختبار المنزلي خبرة جديدة للمعلمين لم يعتادوا عليها
2-يشكل الاختبار المنزلي عبء جديد على المعلم من حيث وضع الأسئلة وتصحيح الاختبار ورصد العلامات وعمل البيانات الحاسوبية
3-الاختبار المنزلي يتطلب من المعلم تغيير أساليب التدريس بما يتوافق معه ومع استراتيجيات القياس والتقويم الجديدة لوزارة التربية والتعليم وهذا أمر بحاجة لتدريب جديد للمعلمين أي مزيد من الوقت على حساب وقت راحته .
الاستنتاجات :
لاحظ القسم من خلال تطبيق مشروع الاختبار المنزلي فوائد عدة له وخرج أيضا باستنتاجات نظرية تغني العمل التربوي .
من فوائد المشروع أنه قد حقق بعضا من أهدافه على مستويات عدة:
1-شارك بعض الأهل بنشاط في المشاريع مما فعل العلاقة بين الطالب والأهل
2-تفعل دور الطالب واصبح مشاركا في العملية التعلمية
3-كشف الاختبار المنزلي عن مواهب كامنة لدى بعض الطلاب يجب العناية بها للمستقبل
4-تفعل الطلاب مع مصادر التعلم المختلفة من إنترنت ومراجع واتصالات مع مختصين
5-منح الاختبار الطالب مساحة أكبر من الحرية والحركة حيت أن أسئلة الاختبار مفتوحة وليست محددة .
لمزيد من المعلومات أدخل على الرابط : الملتقى الثقافي التربوي - الاختبار المنزلي كإستراتيجية تعليمية (المادة - الملخص)www.baptist.com.jo








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال