الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهلاوي ولا بهائي .. ولا تبع أضراب إسراء

حسن إسماعيل

2008 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صحيح .. انت اهلاوي ولا زملكاوي
بهائي ولا شهود يهوة
عدو ولا حبيب
معانا ولا مع التانييين
عجيبة هذه الجزر المشوهة من الخرائط التي تسمى مجازا " بالأوطان "
فالتصنيف والبدچنة مناخ فاسد يسهل للأمن التقاط المعلومة بكل يـُسر
ويجعل أرشيف الملفات الأمنية منضبط
ويـَسهُل للجهل التقسيم على أساس اللون أو اللغة أو المعتقد أو الجنس
التصنيف هو ماكينة الخندقة وأعداد العُدة وإحماء الأتون لمحرقة الآخر
فالمجتمعات الذكورية والمجتمعات البدوية والمجتمعات الوهابية تحترف التصنيف
فهي دول المنشأ وصاحبة براءة اختراعه .
فالآخر هو الجحيم
والأنا وما شابه هو الفردوس
الآخر هو الخائن
والأنا وما شابه هو الوطني
الآخر هو الكافر والأنا وما شابه هو المؤمن
الأبيض والأسود
الخير والشر
ثنائية الوثنية منذ البدء والى الأبد تكون لهؤلاء غير القادرين على حمل مسؤلية وعبء الحرية والتعايش والشراكة مع الآخر المغاير والمختلف
حيث ثراء التعدد والتنوع الطيفي لقوس قزح
فبالأضداد - كما نعرف – تـُعرف الأشياء

فحرية التنقل من الأبيض للأسود بخفة الأيائل
والتحرك بنعومة من خانة الألف لخانة الياء مرورا بأبجديتنا المرهقة
والسباحة برشاقة في نهر النسبي والمتغير دون رصد أوتلصص أمني ولا فقهي ولا أبوي
فالإنسان هو القضية والإنسان هو الحل
والتغير هو الثابت الوحيد الذي لا شريك له
والنسبي هو المطلق القابل للإزاحة والتعتعة
دون شمشونية هدم المعبد على رؤوسنا

التصنيف أخترعه الإنسان ليسهل نهش الآخر بسهولة
هضم الآخر بسهولة
ذبح الآخر بسهولة
دون أن يقشعر
دون أن يصاب بشعور بالذنب بالعكس يتهلل فرحا لأنه هزم الأعداء
قتل الخونة وانتصر عليهم
التصنيف يجعل الآخر شيء
وعندما يتحول البشر الى أشياء فلا أمان ولا سلام ولا حرية ولا عدالة
التشيء يحول الأرض الى غابة
السمك الكثير يأكل السمك القليل
القناص يصيب فريسته في مقتل
وينسى كلا منا ماضيه .. أصله .. عتيقه
فكافر الأمس هو مؤمن اليوم
ومؤمن اليوم يمكن أن يكون مهرطق الغد
فالإنسان مخلوق حر .. حـُر للدرجة القصوى
وعيبنا الدائم وجوهر الداء فينا أننا لا ندرك بحق أن ما نحبه من صفات في آخر يمكن أن تكون هي نفسها رحم ما نكرهه فيه غدا

فالشخص الذي يشك ويكفر بأصنام الأمس هو شخص لا يهاب التابوهات ولا يخاف المحظورات ولأجل ذلك كفر بالأصنام
وأيضا يقدر أن يشك في إيمانه الجديد ويكفر به كما كفر بالقديم
فمصر القديمة هي مصر المسيحية هي مصر الإسلامية
مصر الحية المتحركة من اليسار الناصري الى الإنفتاح الساداتي
والعالم نفسة يتحرك يترنح يتطور بين عصور مظلمة آمنا فيها بحكم رجال الدين الذين باعوا لنا الجنة والنار بصكوك الغفران بنفس سهولة بيع القطاع العام والساحل الشمالي لنا في هذه الأيام
وتخيلوا أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو هو من قال أن الأرض مسطحة وأن الشمس تدور حولنا وأننا مركز الكون وجعل جاليليو يتوب توبة نصوحة
تخيلوا أن هذا العالم هو من عبد الشمس والقمر قديماً وأكل إله العجوة ووجده ألذ ألذ ألذ
تخيلوا أن هذا العالم تقاتل الى حد المطلق دفاعا عن مطلق تخيل انه مطلق
وصواب تخيل انه صواب
وأغتال عدو تخيل أنه عدو
تخيلوا كبرياء الإنسان النسبي من أعطى لنفسه الحق أن يحدد المـُطلق
أن يقرر ما هو المـُطلق
وأن يحارب الإنسان النسبي الآخر دفاعاً عن المـُطلق
وها نحن نقرأ التاريخ وننظر بفلاش باك لنرى كم هو جاهل وكم هو قاسي وكم هو متكبر الإنسان
وكم بررت غاياته كل الوسائل
فخسر نفسه وخسر الآخر
وكم كلفنا قرونا من التأخر والتخلف والمرض والفقر والجهل وحبسنا في زنزانة تخيلاته الهشه والسرابية جدا أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وكأنه ديان العالم وملك ملوك الأرض
ودفن أنسباءنا في الإنسانية في مقابره الجماعية
لو تواضع الإنسان برهة لحظة وطرفة عين
لو أدرك أنه يعرف بعض المعرفة ويعلم بعض العلم
لو عرف أنه في مرحلة سيكون هو ومرحلة أخري يمكن أن يكون آخر
لو عرف قابيل أن هابيل أخيه بحق
لو وضع أنامله على كل ملامحه لوجد تناقضه أكثر وضوحا من تناقضه مع الآخر
لو عشق التعدد وعرف أنه سر ثراء الجوهر والمظهر
لتواضع أكثر ولجعل قبول الآخر شرط وجوده هو نفسه
فلا حياة حقة ولا حياة أفضل بلا آخر
ينحتك وتنحته يبهرك وتجذبه يطلقك وتحلقه
فصوابك وخطئه وخطأك وصوابه وجهي عملة بشريتك ترابيتك أبداعك الفز الحر
ليل نهارك ومد جزرك
ضعفك وقوتك وطنك وغربتك وجهي عملة وجودك المبهر
فلتتواصع أيها الإنسان
ولتعلم أيها الاهلاوي أن القوي ليه اللي أقوى منه
والدوري مالوش طعم من غير الزمالك
والدراويش حبة الكريز المستورد مع القمح اللي بنخبيه في فانوس رمضان الصيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah