الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد بين الامس واليوم

عبدالله مشختى

2008 / 5 / 19
القضية الكردية


بالامس كانت القضية الكردية منسية بين اروقة الدول ، بالامس لم تكن روسيا تولى اهمية تذكر للكرد بسبب مصالحها مع النظام العراقى .
اليوم يزور يفكينى بريماكوف ارض كردستان العراق ويتزى بالزى الكردى زى البيشمركة الابطال ويعتمر العمامة الكردية الحمراء قد تذكره بايام كان علم الشيوعية يرفرف على الكرملين ، ويزور ضريح البارزانى الخالد فى قرية بارزان ويلقى كلمة فى ذكرى هذا البطل الاسطورى الذى هو قائد شعب وامة كانت تعرف باتعس امة على وجه الارض من قبل اعدائها .
بالامس لم تدع سياسة امريكا ان تدعم الكرد كى ينتصروا فى صراعهم مع الدكتاتوريات ولم تكن تدعهم يموتون ايضا كسواه لمصالحهم الاستراتيجية مع حكومات المنطقة .
اليوم امريكا مهتمة بالكرد وتقابل رمز امتهم البارزانى الاصغر فى البيت الابيض وبالزى الكردى ولا يدع فرصة الا ويطلب مشورته فى القضايا التى تهم العراق والمنطقة .
بالامس كانت الحكومات العربية ومؤسساتها تنعت الكرد باسرائيل الثانية فى الوطن العربى والذى يسعى لتفرقة واضعاف العرب .
اليوم لا تبارح هذه الحكومات فى الاتصال بقادتها وتعزيز العلاقات مع حكومة اقليم كردستان الصغيرة فى حجمها وجغرافيتها والكبيرة بما تحمله فى طياته من حكمة ومصلحة للعراق والاخوة العربية الكردية .
بالامس المؤسسات العربية البرلمانية لم تكن تعرف الكرد وقضيتهم سوى عصابات مسلحة وخارجة عن القانون .
اليوم يأتى اتحاد البرلمانات العربية لعقد مؤتمراتها فى عاصمة اقليم كردستان معترفة بالشعب الكردى وعدالة قضيته وشرعية حكومته ومؤسساته وفى ظل العلمين العراقى والكردستانى .
بالامس لم يكن الاعلام العربى والصحافة العربية تشير الى الكرد الا بالاساءة او ربطها بالمؤامرات الاستعمارية .
اليوم لا تبارح هذه الوسائل تكتب عن الكرد وقادتها وتتحدث اليهم حول رؤاهم المستقبلية للعراق والمنطقة وتشيد بالتجربة الكردستانية .
بالامس كان الكرد مجرد قطاع طرق وشعب متخلف لايعرف من الحياة شيئا سوى القتل واراقة الدماء والسلب والنهب كما كانوا ينعتوننا من كانوا يعادون الكرد وتطلعاتهم القومية والديمقراطية .
اليوم شعب حضارى يبنون مجنمعا متقدما ويمكنهم اللحاق بالركب العالمى فى جميع المجالات العلمية والادارية والثقافية .
هكذا كنا وهكذا نحن اليوم ، الكرد اليوم عنصر اساسى فى العملية السياسية التى تجرى فى العراق التى تتوجه نحو الديمقراطية والتحرر واستكمال المؤسسات الحضارية والعلمية وبناء اقتصاد قوى يكون فى خدمة الشعب لا فى خدمة فئة قليلة ولعسكرة البلاد وزجه فى اتون الحروب ودوامة المشاكل والديون كما فعله النظام البائد .
ان من يحاول الايقاع اليوم بين الكرد واخوتهم العرب لا تنفعهم تلك المحاولات فاليبحثوا لهم عن شئ اخر رغم ان الشارع العربى لم يستوعب بعد الكرد وقضيتهم وشرعية مطالباتهم ولكن النسبة فى ازدياد الان بعد ان ظهر دور الكرد الاصلاحى فى العملية السياسية العراقية عبر السنوات الاربعة المنصرمة من عمر العراق الجديد . ان الكرد ليست لهم اية ضغائن او عداواة مع العرب سوى الصداقة والاخوة فى الوطن الواحد وفى الدين والتاريخ المشترك منذ قرون مضت . ولا يريد الكرد من العرب سوى التعايش المشترك باخوة وسلام فى عراق امن ومستقر والمشاركة الفعالة فى بناء هذا الوطن المنكوب منذ عقود ، وان قادة الكرد وخاصة البارزانى الاصغر رئيس اقليم كردستان الاخ مسعود البارزانى المعروف بانسانيته وايمانه بالقيم الانسانية والعيش المشترك بين جميع الاقوام والطوائف والتى تدعمها عشرات بل مئات المواقف والاحداث عبر السنوات الاربعين الماضية من خلال قيادته لثورة شعب كردستان ضد الطغيان والدكنانورية ومناداته بالديمقراطية والتحرر واحترام حقوق الانسان .
التاريخ شاهد على تلكم المواقف والاحداث واليوم نرى وبكثافة الالاف من العوائل العربية مع قطعان ماشيتهم يجوبون ارض كردستان لرعى مواشيهم بعد ان ضاق بهم الارض بفعل الجفاف الذى اصاب العراق هذا العام وحتى منطقة كردستان الجبلية مصابة بهذا الجفاف ولكن شعب كردستان استقبلوا اخوتهم العرب لانهم ابناء بلد واحد . وان هذه الاخوة ستزداد قوة وصلابة بفعل الاناس الطيبين والذين يريدون الخير للجميع عربا وكردا وغيرهم من مكونات الشعب العراقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير مستشفى الشفاء: وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية صعب ومأ


.. تكنولوجيا التعرف على الوجه تتسبب في اعتقالات خاطئة في ولاية




.. رئيس نادي الأسير الفلسطيني: الدكتور أبو سلمية شاهد على تعذيب


.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير




.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ