الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورات لاتقبل التاجيل

عزيز العراقي

2008 / 5 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لااحد يشك بالنية الطيبة للمرجعية الشيعية في النجف الاشرف وعلى رأسها آية الله العظمى السيد علي السيستاني في معالجة المشكلة العراقية , والنهوض بالعراق الآمن المستقر . وكان لتوجيهات المرجعية في الفترة السابقة , وبالذات فترة الانتخابات , الاثر الحاسم في توجيه دفة المعادلة السياسية ولم الاطراف الشيعية المختلفة تحت خيمة " الائتلاف " , التي لم تلتزم بنيات المرجعية الكريمة , وغلبت مصالحها الشخصية والحزبية على مصالح الطائفة والوطن . واستمرت في استغلال اسم المرجعية عند كل منعطف , او حالة صراع تمر بها . وساعدها في ذلك احتجاب المرجعية عن الظهورها بشكل مباشر , وعدم وجود مكتب اعلامي خاص بها يوضح وجهة نظرها , والاكتفاء بتوضيحات وكلائها في المحافظات , وهم عرضة لابتزاز الاطراف المتنازعة ورغبات قياداتها .

وفي هذا السياق نشر " صوت العراق " يوم 20080515 تصريح للناطق بأسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي يقول فيه " ان جميع المراجع الدينية لاتوافق على حل " جيش المهدي " وحتى السيد السيستاني لايوافق " . وحاشى للسيد السيستاني ان يتورط بالدفاع عن واحد بالمليون من جرائم "جيش المهدي "الوجه الآخر لعصابات " القاعدة " كما حددها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , وليس عدم الموافقة على حله .
واضاف - على طريقة ( المسكين ) عدي عندما نشر اعلان في الصحف يدعي فيه انه اضاع بطاقته التموينية , ويرجو اعادتها اليه لانه سيجوع بدونها – " ان قرارات ( المسكين ) السيد مقتدى الصدر لاتصدر الا بعد مراجعة المراجع واخذ رأيهم " . وتابع " وجود مليشيات لاطراف اخرى تحمل السلاح على مسمع ومرأى الدولة , مثل " الصحوة " و" الاسايش " وجهات اخرى , فلماذا التركيز على جيش المهدي " . ومن الغريب ان ناطق ( رسمي ) لاكبر تيار شيعي يسعى للانفراد بادارة العراق لايفرق بين جهاز حكومي الاسايش ( جهاز امن حكومة اقليم كردستان ) وبين مليشيا خارجة عن القانون . وبين الحليف الاول للقوات الامريكية في محاربة " القاعدة " في هذه المرحلة ( الصحوات ) , وبين الحليف الاول لطهران ( جيش المهدي) في هذه المرحلة ايضاً . ولكي لايفسر الكلام بشكل آخر فان الامريكان لايزال لهم القول الفصل في امور العراق , وسيستخدمون ( الصحوات ) في محاربة الذيول الايرانية في العراق ان استمرت المعادلة على وضعها الحالي , وحانت ساعة المواجهة مع ايران . واضاف ان السيد السيستاني قال شخصياً لنوري المالكي " ان جيش المهدي ورقتكم الرابحة سياسياً , فلا تخسروا هذه الورقة " .

السيد السيستاني ومن شعوره بالمسؤولية عن جماهير الشيعة التي خذلت كما خذل هو من الاحزاب السياسية الشيعية , سوف لن يتورط مرة اخرى ويعرض مصداقيته للاهتزاز مع هذه الاحزاب التي جمعها في خيمة " الائتلاف " وباركها في الانتخابات الاولى . واصبح صراعها الدموي الحالي مشكلة العراق الاولى التي تهدد وحدته وامنه , وتصريحات السيد صلاح العبيدي , وباقي الناطقين للاحزاب الشيعية لن يكون لها ذات التأثير الذي امتلكته في الانتخابات الاولى , والجماهير الشيعية ادركت حقيقة الامر .

والذي زاد الطين بلة , حاجة النظام الايراني لزيادة حدة المواجهة مع الامريكان للتخلص من الاستحقاقات الداخلية , والتي كان ابرزها ارتفاع الاسعار الجنوني للمواد الغذائية , وعدم تمكن النظام الايراني من تحقيق أي وعد من الوعود التي قطعها احمدي نجاد للناخب الايراني . مما دفع النظام لارتكاب عدة حماقات , من بينها عدم احترام المسافات التي تفصل بين مصلحته ومصلحة المرتبطين به من الاحزاب الشيعية العراقية , واخذ السفير الايراني يتدخل بشكل سافر في الامور العراقية , ولعل التوبيخ الذي حصل عليه وفد " الائتلاف " من قائد فيلق القدس الايراني في الزيارة الاخيرة لطهران , والمنشور في موقع " الاخبار " يوم 20080515على لسان احد اعضاء الوفد الذي خاف ان يكشف اسمه , يوضح حجم الاستهانة المذلة التي يتعامل بها النظام الايراني مع القيادات الشيعيةالسياسية العراقية .

الاحزاب الشيعية العراقية لاتزال مشغولة بصراعاتها , ولم تدرك لحد الآن انها مطالبة بالتهدئة الطائفية في المنطقة عن طريق فصل المشروع العراقي المرتبطة به عن ارتباطها بالاندفاعة المجنونة للنظام الايراني وتسخير الطائفية لمشروعه القومي . مما يعرض الطائفة الشيعية اليوم لاكبر حملة تحامل طائفي سني توظف لمصلحة التواجد المستمر للوجود الامريكي , وقد تؤدي لصراعات دموية تأتي على الاخضر واليابس, والخاسر الاكبرهو شعوب المنطقة . ان العودة للمشروع الوطني العراقي وتغليبه على المشروع الطائفي سيكون حجر الزاوية لانقاذ العراق وشيعته من جحيم الصدام الذي لابد منه بين المشروعين الايراني والامريكي . المرجعية في النجف تدرك حجم التورط لاحزاب " الائتلاف " الشيعي مع النظام الايراني , ولايزال لديها الامكانات الكبيرة في توجيه الدفة والمحافظة على مكتسبات الشيعة والعراقيين عموماً , والكل ينتظر الظهور الواضح للمرجعية , وان لاتترك المجال لدعايات العصابات الصدامية : من ان الكل يعمل لصالح ايران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah