الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البناء الثقافي يبدأ من الفرد وينتهي في الجسم الإجتماعي..

خالد ديمال

2008 / 5 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الثقافة هي التجسيد الحي للكيان الإنساني المتوتب نحو بناء مرسم جدير بالوجود،فالعمران في الذات قبل الجدران،غالبا ما يتم الترويج لفكرة سائبة،تحاط بها مساهمات عدة (فكرية في الأغلب)،ويسمونها "حضارة"،ويضفون عليها هكذا وصفا،بدون توقف،ويقولون أن"الإشادة بالتشييد"،الذي يعني" بناء الجدران والأبنية"،ونشرها في كل مكان كالفطر "هو الحضارة عينها"..
تقول إحدى الأغنيات الشعبية: "ما هموني( أي ما تركوا في نفسي حسرة ) غير( أي سوى) الرجال إذا ضاعوا(أي إذا ماتوا)، الحيوط ( أي الحيطان) إذا رابوا( أي انهدموا)،كلها( أي كل واحد) يبني دار"..،والمقصود واضح،لا يحتاج إلى كبير شرح أو تبيان،أي "العلة" أو المؤشر الوحيد الذي يبصم المعنى الحقيقي/وربما الوجودي للإنسان.
فالمخيال الجماعي الذي يأتي من التنشأة الإجتماعية ،هو الذي يفرض نفسه في نهاية المطاف معلنا عن انطلاق الروح العقلي الدال على" وجود الأفكار"،وربما البحث المتواصل عن تهييئ الأرضية اللازمة لنشر ومد هذه الأفكار بالدافق من الحياة،وريه بماء الذاكرة،ووصفها بالجماعية،لأنهاهي المبنى المتأصل في الكينونة البشرية،"أليس الإنسان اجتماعي بطبعه"ولو"علا شأن الفرد مع الدعوة الليبرالية الجديدة التي تمجده،وتضعه في مراتب الآلهة المقدسة التي لا يطالها العيب من أي جانب".
المثير في القضية هو ما سقناه سابقا حول الثقافة،فالتجزيء كمنطق،يفقدها سوء المآل والمصير كوجود يبقى عالقا بوجود الإنسان الفرد،لأنها تبقى لصيقة به وحده فقط،لكن مؤشر الإنطلاق نحو ترصيف هذه الثقافة،وتحويلها إلى كيان وجودي للمجتمع،كبنية موجودة بقوة إرادة الجماعة،وإعمالها كمنطق للتفكير ،والإحساس،وبناء الذات،لايمكن أن ينطلق كاتجاه إيجابي وارد على الدوام في التفكير المنطقي كقياس لوحدة الجماعة إلا بالتنازل عن هذا المؤشر الفردي( أو الفرداني إن صح التعبير)،مستعيضا عنه بالتنظيم الجماعي المتراصف والمندلق في جوف الثقافة كجوهر للتفكير والتناغم المنسق لآلية التواصل اليومي( والطليعي)في اتجاه متصاعد،ينطلق من القاعدة أي العموم( الجمعي)،متوجها نحو القمة،أي الإستيقاء التشريعاتي المنظم للمعيش اليومي الجماعي،والبعدي كذلك،كحوافز للإنطلاق في نسق التثاقف،أي "منطق التأثير و التأثر"،أي أن البناء الثقافي ،يبدأ من الذات الفردية،وينتهي في الجسم الإجتماعي كآداة تطوير على الدوام،وهكذا..
هذا هو منطق الحضارة،أما الجدران حينما تنهدم يمكن إعادة بنائها من جديد،وربما بصورة أكثر جمالية،لكن الفقد الثقافي ،ولو تشكل قبليا في صورة فرد (مفرد)،فتعويضه يكلف الكثير،أي إعادة البناء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح