الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتصدى لتطاولات الاسلام السياسي!!

سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)

2004 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان تحركات الاسلام السياسي في اوروبا وامريكا الشمالية ونشاطاتهم باتت تطبع العالم بطابعها. فلم يكتفوا بتحويل البلدان المعروفة بالبلدان الأسلامية الى جهنم ومراكز ساخنة للصراعات والحروب والمظالم ضد المرأة والطفل والحريات الفكرية والسياسية وفرض الاستبداد السياسي وتعكير صفو حياة الملايين من البشر الذين يعيشون فيها. ان قضية الحجاب في المدارس والأماكن الرسمية في فرنسا والمانيا، و"تشكيل لجنة 10 يورو في اوربا لدعم المقاومة في العراق" ، ومحاولة الضغط على المحاكم الكندية لفرض محاكم اسلامية، وغيرها من السياسات والنشاطات ألأسلامية يشكل خطرا ليس فقط على المهاجرين من جحيم الأسلام السياسي في البلد ألام وانما تضع جميع مكتسبات البشرية المتمدنة على كفة عفريت في مراكز التمدن.
المدارس الاسلامية وفرض الحجاب على الفتيات والأطفال و ومحلات بيع المأكولات ألاسلامية والملابس ألأسلامية، واخيرا طلب تشكيل محاكم أسلامية في كندا وغيرها من المراكز والمؤسسات المستفيدة من سياسة التعددية الثقافية، تحولت الى وسائل ظلم وسلب لحقوق الأطفال والنساء خاصة والنيل من المكتسبات العامة من القوانين والقرارات المدنية والعلمانية.
ان ألأسلاميين لم يكتفوا بتطبيق القوانين البربرية من قطع اليد والرجم بالحجارة و فرض الحجاب على النساء وفصل الأطفال الذكور عن ألاناث في المدارس وحتى منع الأناث من الذهاب الى المدارس في البلدان المعروفة "بالبلدان الأسلامية"، بل بدأوا بتوسيع رقعة نشاطاهم وخرقوا الحدود المرسومة لهم ولم يكتفوا بما نشروا من الطاعون  الأسلامي في تلك البلدان. وانما يريدون ان ينالوا من مكتسبات الثورة الفرنسية الكبيرة و النهضة الأوروبية وكومونة باريس، وتحت ظلال سياسة "التعددية الثقافية" وحرية الأنسان في أختيار الملابس وثقافته المكتسبة وحق اداء وظائفه الدينية.
ان تطاول الأسلام السياسي لم يكن ممكنا لو لا مساومات الدول الأوروبية وحتى كندا وامريكا   ودفاعها عن الأسلام والأنظمة ألاسلامية وتقسيم الاسلام السياسي الى ارهابي واصلاحي وفتح المجال للجناح الأصلاحي لنشر وفرض  طاعونه  ألأسلامي على العالم. ان استعمال تعابير ألاسلام "دين السماحة والتقدم" من قبل جورج دبليو بوش هي بمثابة اعطاء الضوء ألاخضر للأسلاميين بمهاجمة اسس المجتمع المدني وتشويه كل المظاهر المدنية.
ان فصل الدين عن الدولة والتربية وتطبيق النظام العلماني وبناء المجتمع المدني وتحرر المرأة من مظالم الأديان وحصول البشرية على هذه المكاسب، لم يأت بين ليلة وضحاها. وانما كان نتائج لأعمال ثورية لأجيال كاملة من البشر الذين كانوا "يهاجمون السماء" . ان الدفاع الهزيل عن هذه المكاسب والتطلعات البشرية الحقة من قبل الدول والاطراف البرجوازية المتبنية لسياسة التعددية الثقافية، بدلا من الحد  من تطاولات ألاسلاميين سوف يزيد الطين بلة، وسيعطيهم فرص اكثر للتطاول والتحدي وعلى نطاق أوسع .
ان الدفاع عن العلمانية والمجتمع المدني وحقوق ألأطفال والفتيات خاصة والبشر عامة يقع على عاتق الثوريين من شاكلة الذين كانوا "يهاجمون السماء" وأقصد بالشيوعيين  العماليين. بدون مواجهة ومهاجمة شاملة لأفكار وممارسات ألأسلام السياسي من قبلنا وقيادة جميع محبي البشرية والمدافعين عن حقوق ألاطفال والفتيات والنساء لا يمكن وقف هذه  المد الجاهلي و الرجعي.
يجب ان يمنع حجاب الأطفال ليس فقط في المدارس وانما في المجتمع ككل ، وهذا يشكل نقطة محورية في الصراع ضد الاسلام السياسي، فليس للأطفال دين حتى تفرض عليهم عادات وتقاليد بالية ومهينة كالحجاب، وثانيا: فان فرض الحجاب في المدارس واماكن التربية والتعليم يعنى ارجاع الدين الى المدارس والتربية ودك اسس النظام العلماني والمدني. بدون افشال محاولاتهم هذه ليس من السهل الدفاع عن المجتمع المدني والعلمانية. اذا استطاعوا فرض الحجاب فانهم سوف يمنعون دروس الموسيقى والتربية الجنسية والرياضة للفتيات الذين ينحدرون من عوائل اسلامية في المدارس. ان الحجاب رمزٌ للاسلام السياسي ورمز لهيمنتهم على المجتمع ولا يعتبر ملبسا.  ان اختبائهم وراء مقولة "حرية اختيار الملابس" لهي كذب واحتيال .
من غير الممكن ان نتصدى لمحاولات الاسلاميين في ارجاع المجتمع الى الوراء دون تشكيل جبهة واسعة من الشيوعيين ونشطاء الحركة النسوية والمدافعين عن حقوق الأطفال وحقوق البشر وجميع الذين يدافعون عن العلمانية والمجتمع المدني. ان البرجوازية لاتدافع عن العلمانية ولا تقطع دعمها للأسلام السياسي سواءاً المادي أو المعنوي. بأمكاننا نحن الشيوعيون فقط ان ندفن ألأسلام السياسي ونخلص البشرية المتمدنة منه والى ألأبد.                                  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس داود شكري: الكنيسة بتحاول تقولنا هو ليه الح


.. عظة الأحد - القس داود شكري: المسيحين سموا نفسهم الطريق في ال




.. 141-Ali-Imran


.. 142-Ali-Imran




.. 144-Ali-Imran