الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة الناصرية

عمرو اسماعيل

2004 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد قراءة هذا العنوان سيبادر الكثيرون بالقول من هو هذا المخرف و ربما لن يواصلوا القراءة ولكن أرجوكم واصلوا القراءة فالحقيقة أحيانا تخرج من أفواه المجانين. سيقول مؤيدوا بن لادن أنه ليس خطرا على الأطلاق بل ما ينادى به هو الخلاص (عامة الشعوب العربية) و سيقول مثقفونا الذين يؤمنون أن مشروع بن لادن مشروع ظلامى يعود بنا الى العصور الوسطى.. كيف يكون فى التجربة الناصرية ما يساعدنا فى مقاومة بن لادن.. ولكلا الطرفين أتوجه بمقالى هذا.

أرجو أمعان النظر فى وجه الشبه بين بن لادن كمعارض يرفع راية الأسلام أمام الأنظمة الحاكمة وبين سيد قطب كمعارض رفع راية الأسلام أمام جمال عبد الناصر كممثل للنظام الحاكم, فى الحالة الأولى استطاع بن لادن أن يسحب البساط من تحت أقدام الحكام و هو يكسب تعاطف أن لم يكن تاييد غالبية الشعوب العربية وفى الحالة الثانية استطاع عبد الناصر أن يسحب البساط من تحت أقدام سيد قطب و الأخوان المسلمين فبكت الجماهير عبد الناصر و لم تتذكر سيد قطب ألا بعد عشرين عاما من موته, أليست هذه هى الحقيقة.

أنى لا أجد أى فرق بين الخطاب الدينى و السياسى لسيد قطب و تنظيم القاعدة فماذا فشل فيه الأخوان و نجح فيه تنظيم القاعدة و ماذا نجح فيه عبد الناصر و فشلت فيه الأنظمة الحالية.

أن ما نجح فيه بن لادن و القاعدة هو أنهم و جهوا نشاطهم لعدو خارجى أولا ,, الأتحاد السوفيتى كممثل للألحاد العالمى فى أفغانستان,, قبل أن يوجهوا نشاطهم نحو الداخل و نحو أمريكا لقد بدأ بن لادن بالعمل قبل التنظير فاستطاع أن يكسب القلوب كمجاهد يقف أمام الأستعمار العالمى و الظلم الداخلى و هو ألآن يحاول أن يكسب العقول كما هو واضح فى خطابه الأخير. أما سيد قطب فبدأ هو و مؤيدوه بالتنظير قبل العمل وحاول أن يكسب العقول قبل القلوب فلم ينجح فقتله عبد الناصر دون أن تذرف عليه الشعوب دمعة و احدة وبكى الشعب المصرى والعرب بحرقة عبد الناصر رغم هزيمته المخزية أمام أسرائيل مثلما يبكى الكثيرون الآن صدام {ولو بدرجة أقل} رغم هزيمته المنكرة أمام أمريكا.

هل تعرفون أين يكمن السر.. أن السر يكمن فى أن جمال عبد الناصر استطاع أن يكسب القلوب بانحيازه للغلابة من الشعب المصرى و العرب و مواجهته لأمريكا و اسرائيل و لو بالقول و ليس الفعل.. أن الشعوب لا تفكر بعقولها و لكن بقلوبها و الغالبية فقيرة تحتاج لمن يؤمن لها لقمة العيش و فرصة العمل والسكن و لهذا أعتقد أن تخفيض أيجارات المساكن فى مصر كان مصادفة ولكنه أسرع وسيلة كسب عبد الناصر قلوب الغالبية فى وقت أزمته مع الأخوان رغم ما أدت اليه هذه القرارات من أزمة أسكان طاحنه نعانى اثارها حتى الآن. أن عبد الناصر فى صراعه مع المعارضين له كان يعتمد على ئأييد الغالبية لأنه كان يوفر لهم العدالة الأجتماعية حتى لو حرمهم من الحرية أما الأنظمة الحالية فلم توفر لا الحرية و لا العدالة الأجتماعية ففقدت التعاطف لصالح بن لآدن ووعوده.

أما أن بن لادن يمثل خطرا محدقا علينا فهذه حقيقة أعرف أننى لن أستطيع أن أقنع بها ألا قلة من المثقفين و الليبراليين{الذين هم مقتنعون أصلا} ولكنى للغالبية أقول أن النظام الذى يدعونا اليه بن لادن هو نظام مشابه لطالبان, ألم يكن يسمى بن لادن الملا عمر أمير المؤمنين, هل نريد نظاما مثل طالبان يتسلط علينا و يحرمنا من أبسط حقوقنا و هى حرية الأرادة و الأختيار بل و حرية الخطأ, هل نريد نظاما يحرمنا من الأستماع ألى الموسيقى و الذهاب الى السينما و يجعلنا لانرى وجه المرأة ألا داخل بيوتنا, أنى أسأل الشباب هل تريدون ألا تروا ألا و جوه امهاتكم و أخواتكم و أسال النساء فى مجتمعاتنا هل تريدون أن تصبحوا أسرى داخل المنازل لا فرق بينكن و بين ألأماء فى شيئ , و هل نريد جميعا نظاما يعلق المشانق لمن يعارضه بحجة أنهم مارقون من الدين , هذا هو الخطر المحدق الذى يمثله بن لادن و منظومته الفكرية و لكن الأنظمة الحالية لن تستطيع مقاومة ظاهرة بن لادن و القضاء عليها تماما أذا لم تستلهم من تجربة عبد الناصر فكرة العدالة الأجتماعية, اذا لم تستطيع أن تكسب قلوب شعوبها.. أن الأنظمة الحالية وكل الحالمين بالديمقراطية و حقوق الأنسان و أنا منهم سيخسرون أمام بن لادن أن لم ينحازوا هم و الأنظمة ألى الغلابة.. المفتاح هو قلوب الغلابة , من يكسب قلوبهم سيكسب فى النهاية و للأسف حتى هذه اللحظة يبدو اسامة بن لادن و منظومته هو المنتصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي


.. 164-An-Nisa




.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ